2014/04/30
وسام كنعان_الأخبار
ما زال النجم السوري سامر المصري يعيش على أمجاد "باب الحارة". يظن أنّ العالم "حارة الضبع" وأنه حقاً "العكيد أبو شهاب" الذي يطيعه الصغير والكبير! ولا بد من أنّ معجبيه الكثر منحوه هذه النرجسية وأعطوه الفرصة ليكون على هذا الشكل، كونهم لا ينادونه إلا باسم الشخصية التي برع في أدائها.
مات الممثل وفيق الزعيم الذي لعب شخصية أبو حاتم في السلسلة الشامية، فنعاه المصري على طريقة أبو شهاب. ثم رحل النجم عبد الرحمن آل رشي، فاختار سامر المصري أن يستعيد مشهد وداعه في المسلسل ذاته. كذلك، يزين نجم "جلسات نسائية" صفحته الشخصية على الفايسبوك بصورة أبو شهاب خلف القضبان.
بعد ذلك، كبرت القصة. أراد أن يصبح رئيساً للجمهورية العربية السورية كمعادل منطقي لحارة الضبع! علماً أنّ كل من يعرفه عن قرب، يدرك أنه لا يجرؤ على العودة إلى دمشق في هذه الظروف ولا حتى على المرور في بيروت. على العموم، أنهى "العكيد" أخيراً جولته في أوروبا بحثاً عن إقامة، بعدما رفضت السفارة السورية تجديد جواز سفره (الأخبار30/92013) ثم سجل من مقر إقامته في دبي دخولاً كاذباً إلى مطار بيروت عبر صفحته الشخصية على الفايسبوك. بعد ذلك، سُرّب خبر عبر مكتب صحافي وهمي له في بيروت كشف "نيته الترشح لمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية في وجه بشار الأسد".
وأضاف بأنّ "أبو جانتي" سيتجه إلى دمشق خلال الأيام القليلة المقبلة ليقدم أوراق الترشح بشكل رسمي. وأكّد أنّ الترشح للرئاسة حقّ مشروع لأي مواطن سوري لم تتلطخ يداه بالدماء، مدافعاً عن حقوق الأقليات وضمان العيش الكريم لها، ومؤكداً على ضرورة العيش المشترك بين مختلف الطوائف. واستطرد الخبر المزيف بتصريحات المصري المشابهة لتصريحات المرشحين الحقيقيين لقصر المهاجرين، إذ أعلن وقوفه على مسافة واحدة من الطرفين المتصارعين في سوريا "من خلال مساهمته في الأعمال الإغاثية والإنسانية".
وما إن سرِّب الخبر الكاذب ليل أول من أمس، حتى انكبت الصحف والمواقع الالكترونية، ووسائل إعلامية متنوعة لنشره حرفياً بمنتهى الاستسهال، من دون بذل الحد الأدنى من المهنية للتأكد من تفاصيله ومدى صحته. وبعدما اختار النجم السوري عدم الردّ على اتصالات "الأخبار" المتكررة، صرّحت مصادر سورية رسمية لـ "لأخبار" أنّه يحق للمصري الترشح فعلاً. لكن قبل أن يطلق حملته الدعائية، عليه أن يدخل دمشق بينما شنت الصفحات الافتراضية لمجموعة كبيرة من المغالين في تأييد النظام السوري حملة شعواء على الممثل المعروف وراحت تصفه بأفظع الشتائم وأبشع الصفات. أما الشخص الذي أرسل البيان الزائف، فوقع في حيرة من أمره عندما اتصلنا به للتأكد مما إذا كان حقاً مدير المكتب الصحافي لسامر المصري. أربكته مسألة تأكيد مضمون الخبر الذي أرسله. لكن في النهاية، اضطر لتكذيب الخبر والقول بأنّ رقم هاتفه وضع على البيان خطأ! وأصر أن يعطينا اسماً مستعاراً له هو خلدون الرباعي.
في أحاديث سابقة لنا مع سامر المصري، سمعناه يقول إنّه "اعتذر عن عدم المشاركة في أكثر من ثلاثة مسلسلات سورية صوِّرت في بيروت لأنه يخشى السفر إلى العاصمة اللبنانية بسبب أمنه الشخصي" على اعتبار أنه مهدّد من قبل جهات تبالغ في تأييدها للنظام بعد انتشار صورة له تحت علم (الثورة) الانتداب الفرنسي... فما قصة هذا البيان الذي يبدو أنّه يستجدي الضجة الإعلامية ليس أكثر؟