2018/02/26
ماهر منصور - صحيفة تشرين
عززت الدراما العربية دورها المفترض في التأثير والتبشير، حين شكلت الحامل الأساس لكثير من الإبداعات الأدبية العربية والعالمية، فباتت هذه الأخيرة، عبر السينما والتلفزيون، على تماس مع الإنسان البسيط العادي وربما أقرب إلى فهمه.. وبتبني الدراما التلفزيونية تقديم النصوص الروائية والقصصية كانت تتبنى تلقائياً مهمة وظائف الأدب نفسه، وتعرّف به وتكون الدافع لإعادة قراءته واكتشاف أصحابها.
هذا الدور المأمول من تبني الدراما التلفزيونية للأعمال الروائية، سيعود ليتعاظم إذا ما قورن بمعدلات القراءة ونسبة الأمية في عالمنا العربي، والأرقام الهزيلة لمعدلات القراءة عند العرب مقارنة بالعالم. فتراجع القراءة سيكون بلاشك لمصلحة الثقافة المرئية والمسموعة أيضاً، أي لصالح التلفزيون والثقافة التي يرسيها وفي مقدمتها ثقافة المسلسل التلفزيوني، وبتبني الدراما التلفزيونية تقديم النصوص الروائية والقصصية تجاوز التلفزيون بصورته وصوته، مشكلة تواصل الحرف المكتوب مع من لا يجيد القراءة، ولعل ما يصل إلى هؤلاء من قيمته يبقى تعويضاً مقبولاً إذا ما قيس بعدم وصوله بالكامل لعدم قدرتهم على القراءة.
وظيفة الدراما التلفزيونية في نقل الرواية إلى الجمهور، كلها أو جزء منها، ستبدو مغرية أكثر لأصحاب تلك الروايات، إذا ما قورنت هذه المرة بعدد القنوات التلفزيونية العارضة للدراما التلفزيونية التي بلغت 340 قناة تلفزيونية بين منوعة أو متخصصة بعرض الدراما (مسلسلات وأفلام)، وذلك بحسب التقرير السنوي عن البث الفضائي العربي الذي صدر مطلع العام 2016 عن اتحاد إذاعات الدول العربية.
هذه القنوات التلفزيونية أشبه بمعارض كتب محتملة لعرض الرواية التي يقدمها مسلسل تلفزيوني أو فيلم، ولنتخيل معاً عدد الملايين المحتملة أن تشاهد/ تطلع على هذه الرواية أو جزء منها..
ترى كم ستتضاعف هذه الملايين مجدداً مع دخول اليوتيوب على خط المنصات العارضة للمسلسلات التلفزيونية..؟