2016/10/17
الأخبار - وسام كنعان
بعد بلوى دوبلاج المسلسلات التركية باللهجة السورية، التي بدأت على يد بعض الممثلين والمنتجين الذين فكروا يومها بالمصالح الشخصية، من دون أن يعنيهم الأثر الكارثي الذي تخلّفه مادة تركية منافسة تحمل اللهجة الشامية، بدأ منتجون آخرون يفكّرون في التخلّص من الدوبلاج، وصناعة دراما سورية مشابهة للدراما التركية، وبأسلوب يضاهي سلسلة «حريم السلطان» التركية المدبلجة التي حققت نجاحاً جماهيرياً ملفتاً.
هكذا، أنجز عربياً جزءآن من مسلسل «سرايا عابدين» وفق هذا المنطق، وأسندت البطولة إلى النجم قصي خولي بدور الخديوي اسماعيل. تتبّع العمل مجموعة مؤرخين «نتفوا ريش» المادة التاريخية، وكشفوا عن حجم الأمية في التاريخ لدى صنّاع العمل.
لكن حالياً تنوي شركة «غولدن لاين» (ديالا ونايف الأحمر) إنجاز عمل سوري بأسلوب معاصر، لا ينقصه عنصر الإبهار البصري، مع تظهير أكبر كم ممكن من القصور والنساء الجميلات والجواري والأبهة التاريخية. إذ قررت الشركة الاتكاء على حكاية «هارون الرشيد» أشهر خليفة عباسي. وقد وردت من التاريخ قصص مثيرة تضج بها حياة الرشيد وفترة حكمه من رخاء وقوة لدولته، لكن في المقابل وسمت مرحلة حكمه بالأحداث الدموية والمجازر التي ارتكبت منها بحق «البرامكة». وغالباً لن يتصدّى المسلسل لجوانب حياته السلبية بقدر ما يوغل في حياة المجون والنساء واللهو التي كانت تسيّج قصوره!
حالياً، يواصل السيناريست السوري عثمان جحى كتابة مسلسله الثلاثيني وقد أنجز حتى الآن 15 حلقة، وكان قد وضع مخططاً لإنجاز هذا المسلسل بأسلوب بصري جذاب.
عن هذه التجربة، يقول جحى في حديثه مع «الأخبار»: «أعود إلى التاريخ معتمداً بشكل وثيق على مجموعة كبيرة من المراجع. يقدّم العمل حكاية الخليفة العباسي بأسلوب حديث وبحث درامي مشوّق في خبايا الحياة السياسية بشكل هامشي، فيما يعطي موقعاً متقدماً للقصص الاجتماعية داخل القصور، وبطريقة تمزج بين الواقع والخيال بالحد المسموح به للتخيّل في هذه الأعمال بحيث نصل إلى النتائج ذاتها الموثقة في التاريخ، لكننا نسلك طرقاً متخيلة من أجل صناعة دراما مشوقة»
ومن المرجّح أن يخرج العمل تامر اسحق، ويلعب بطولته النجم الشاب معتصم النهار (الصورة)، على أمل أن يكون جاهزاً للعرض في الموسم المقبل على فضائيات عربية عدة.