جرت العادة أن تنظّم «الأكاديمية الدولية للفنون والعلوم التلفزيونية» جائزة «إيمي» بشكل سنوي. تضم المنظمة مجموعة كبيرة من وسائل الإعلام وشخصيات رائدة تنتمي إلى أكثر من 50 دولة، وحوالي 500 شركة من مختلف القطاعات التلفزيونية. أما جائزتها، فتعتبر معادلاً موضوعياً لجائزة «الأوسكار» بالنسبة إلى الفن السابع، لكنها تختص بالمواد التلفزيونية.
سبق للمخرج شوقي الماجري أن حقق إنجازاً تاريخياً له ولفريق عمله. بعدما عرف الشهرة بفضل الدراما السورية، انتزع جائزة «إيمي» عن أفضل عمل درامي طويل من خلال مسلسله «الاجتياح» (2007، إنتاج طلال العواملة «المركز العربي للإنتاج الإعلامي- الأردن»، كتابة رياض سيف، وبطولة عباس النوري، وصبا مبارك ، ومكسيم خليل، ومنذر رياحنة، ونادرة عمران، وإياد نصار وأنطوانيت نجيب). وقد اعتبر العمل أردنياً نسبة للجهة الإنتاجية رغم تصويره وتقديم جميع التسهيلات الانتاجية له في سوريا. علماً أنّه صوّر معاناة الشعب الفلسطيني خلال اجتياح الضفة الغربية ومجزر جنين سنة 2002، ومحاصرة المدن الفلسطينية في ما عرف بعملية «السور الواقي».
هذا العام، يعود مجد هذه الجائزة ليلوّح للدراما السورية من خلال مسلسل «بانتظار الياسمين» (2015 تأليف أسامة كوكش، وإخراج سمير حسين، وإنتاج شركة ABC -عدنان حمزة). العمل (الصورة) الذي عرض العام الماضي، يحكي قصص العائلات المهجّرة داخل سوريا، التي اختارت الحدائق العامة ملاذاً للسكن. يخترق العمل الكواليس والتفاصيل الحياتية لهؤلاء وهم يذوقون الأمرّين بين وطأة معاناتهم القاسية، وضرورة تعايشهم مع ظروف تهجيرهم...
في اتصالنا معه، يقول المنتج السوري عدنان حمزة صاحب شركة abc: « تلقينا رسالة صريحة تخبرنا بقبول العمل ضمن قائمة الترشيحات الطويلة، والخطوة أتت بعدما زوّدنا إدارة الجائزة بكل المعطيات المتعلّقة بالمسلسل من حلقات مترجمة وصور، وهوية تعريفية كاملة». أما عن موعد صدور النتائج، فيضيف: «سيصدر الحكم النهائي عن اللجنة في نهاية شهر أيلول (سبتمبر)، ومطلع تشرين الأول (أكتوبر). أشعر بتفاؤل كبير بأنّ الجائزة ستكون لصالح هذا المسلسل الذي حظي بقبول جماهيري ونقدي واسع، وكان باكورة إنتاجنا في دمشق، عسى أن يشكّل ذلك بادرة خير تعيد إلى صنّاع الدراما السورية دفعاً معنوياً كبيراً».