2016/06/20
في الحلقة الأولى، كانت الأحداث سريعة إلى درجة جذب المشاهد بقوة إلى هذا العمل الدرامي. في انطلاقة «جريمة شغف»، تسارعت المشاهد على شكل فيلم أكشن، عندما يظهر أوس (قصي خولي- الصورة) بدور زير نساء متزوج من رانيا (جيسي عبدو) ويعشق أخريات غيرها. بالفعل، يتواعد أوس مع عدد من الفتيات دفعة واحدة، لكن عندما يزور عشيقته (ناظلي الرواس)، يتعرّض لمشكلة حين يدخل زوجها بشكل مفاجئ إلى البيت، فيضطّر للقفز من أعلى المبنى إلى الطابق الأول.
تزامناً مع هذه الحادثة، يكون زوج جومانا (نادين الراسي) يتهيّأ للانتحار، وما هي إلا دقائق حتى ينفّذ جريمته وتُتهم الزوجة بقتل زوجها، فتدخل السجن. عند سماع صوت المسدس، يعتقد أوس أنه تسبّب في مقتل عشيقته، فيقرّر الهروب إلى مصر، خوفاً من عذاب الضمير وتبدأ والدته (منى واصف) وشقيقته أمل عرفة (هيفاء) بالبحث عنه.
خلال تواجده في مصر، يتعرّض «الجغل» الهارب للكثير من المشاكل، وعلى أثرها يتعرّف إلى المخرجة شيرين (نجلاء بدر) التي تُغرم به وتطلب منه الدخول في التمثيل. لو أن المسلسل يُحكم عليه من الحلقة الأولى، لكان الحظ إلى جانب «جريمة شغف»، لأن نجاح العمل كان في الانطلاقة فقط لا غير. مع توالي عرض حلقات المسلسل العربي المشترك، هبط العمل بسرعة فائقة لم تكن في الحسبان.
منذ الحلقة الثانية وصولاً إلى الحلقات التي تعرض الآن، طغت على المسلسل مصادفات مشهدية خارجة عن المألوف حبكت بسرعة من دون أيّ مبررات. مصادفات كأنها تصلح لفيلم خيالي، بعيداً عن المنطق والواقع الذي نعيشه أو يمكن أن يحدث مع أيّ كان. يتضح لاحقاً أن جومانا هي صديقة هيفا، وأن تواجده في مصر سيفتح أمامه أبواب الشهرة. أما المصادفة الأكثر إثارة للعجب، فهي أن جميع ممثلات المسلسل يغرمن بالبطل (أوس) منذ اللحظة الأولى، وهذا الأمر ربما يفرح قلب الممثل السوري الذي يحبّ أدوار البطولة وحده من دون أيّ عنصر ذكوري غيره.
على هذه الحال، يتابع «جريمة شغف» حلقاته مع تكرار في السيناريو من دون أن يُدهش المتلقي أو يثير فضوله، وكأنّ المشاهِد عبارة عن لقطات قد تابعناها سابقاً في عدد من الأعمال الاجنبية. وحده قصي هو الرابح الوحيد في العمل من حيث تسليط الضوء عليه وعلى دوره البطولي. أما باقي الممثلات فهنّ عاشقات سلبيات سيكتب لهن العذاب فقط. في شخصية أوس الكثير من المبالغة غير المبررة، والسطحية في قصة عن رجل تتصارع عليه النسوة! باختصار، كتبت نور شيشكلي عملها الجديد في حلقة واحدة. أما باقي المشاهد فهي تكرار وسيناريو هشّ لا يصلح للعرض أو يدخل ضمن منافسة الأعمال الدرامية الأخرى.