عندما قدّمت نور شيشكلي مسلسل «علاقات خاصة» (إخراج رشا شربتجي) قبل عام ونصف العام تقريباً، سبّب العمل التلفزيوني موجة إنتقادات سلبية للكاتبة، لأن المسلسل لم يكن مترابطاً من ناحية في الأحداث. كما طغت بعض المشاهد الخيالية على مسلسل اجتماعي لم تعرف بدايته من نهايته. توقّفت شيشكلي عند هذا الحدّ من الكتابة، وغابت كل هذه الفترة لتقدّم حالياً مسلسل «جريمة شغف» (كتابة نور شيشكلي وإخراج وليد ناصيف) الذي يعرض على قناة «الجديد» (21:30).
المشروع الدرامي حُكي عنه كثيراً عند بدء تحضيره، ويومها إعتبر المشاهد أنه سيتابع عملاً دسماً في رمضان لأنه يجمع ممثلين مصريين ولبنانيين وسوريين. صحيح أن المسلسل عرض منه نحو 9 حلقات لغاية اليوم ولا يزال الحكم عليه متسرّعاً، لكن المؤكّد أن بعض مشاهد العمل تصلح لمسلسل خيالي لا يطبّق على الواقع أبداً. كانت الحلقة الأولى من «جريمة شغف» سريعة وتبشّر بعمل يمكن مشاهدته، وتبدأ بعملية إنتحار زوج نادين الراسي، بينما العاشق أوس (قصي خولي) يهرب من أعلى مبنى عشيقته (نظلي الراوس). لكن مع توالي الحلقات، دخل المسلسل في نفق الملل والأحداث البطيئة، وهذا ليس مستغرباً على نصّ أحداثه تائهة وغير مقنعة أبداً، خاصة عندما يهرب أوس من بيروت متوجهاً إلى مصر بلمح البصر، مع عذاب الضمير الذي يرافقه بسبب الجريمة التي يعتقد أنه تسبّب بها. من جهتها، تبرع نادين الراسي في المبالغة بالمشاهد التي تطلّ بها، فكيف نقتنع بمعاناتها في السجن بينما تضع كامل مكياجها وترتدي فستاناً أنيقاً وحذاءً عالياً؟ على الضفة الاخرى، ظلت أمل عرفة نفسها عندما أطلت بشخصية هيفا في المسلسل، وهي شقيقة أوس. دور صغير للأسف على نجمة بحجم عرفة التي تتقن فنّ الكاميرا جيداً. ظهرت الممثلة السورية وعلى غير عادتها، في مشاهد صغيرة تصلح لممثلة مبتدئة لا أكثر ولا أقلّ.