2016/06/11
روز سليمان _ السفير
من الواضح أن التحوّل التسويقي عن مسلسلات سورية معينة بات مقصوداً. أصبحت معايير اختيار الأعمال الدراميّة أكثر شكليّة وتسييسًا، وأقلّ نقدية، ومتحفظة إلى حدّ يثير القلق. فهل يكفي أن يصبح الجمهور المستهدف في إنتاج الدراما التلفزيونية محدودًا في الداخل السوري والقنوات المحليّة؟ لماذا الإصرار إذاً على إنتاج هذا الكمّ المفرط من الأعمال؟ هل يطغى الهدف الشخصي على الهدف الجمعي العام في ما يخص الصناعة الدرامية في سوريا؟
قد يبدو للبعض أن شرط علاقة العرض بالتسويق هو باب القيمة الفنية أو الفكرية. لكنّ الجودة في الحقيقة لم تعد هاجساً لرأس المال التسويقي، على الأقل في ما تعرضت له بعض المسلسلات السورية من مقاطعة في السنوات الأخيرة. واللافت هذا الموسم أن غالبيّة المسلسلات تبتعد عن قصص الحرب على خلاف الموسم الماضي.
كان من المتوقّع أن يعرض حوالي الأربعين عملاً سورياً على الشاشات هذا الموسم. تأجّلت أكثر من عشرة أعمال منها لم ينته تصويره مثل «أحمد بن حنبل» و «توب فايف». إضافة إلى أعمال انتهى تصويرها لكنها تأجلت إلى رمضان المقبل منها «أهل الغرام 3»، و «فارس وخمس عوانس»، و «توتر عالي»، و «الخان». بقي قرابة أربعة وعشرين عملاً يعرض الجزء الأكبر منها على القنوات السورية. تعرض «سوريا دراما» خمسة عشر منها على مدار ساعات البثّ تتخللها برامج وفقرات فنية، ضمن برمجة تعتبر إنقاذاً لعدد من الأعمال التي لم تلق تسويقاً مقبولاً على فضائيات عربية. من بين هذه المسلسلات «بقعة ضوء 12» سيناريو عدد من الكتاب وإخراج سيف الشيخ نجيب، و «مذنبون أبرياء» كتابة باسل خليل وإخراج أحمد سويداني، و «عابرو الضباب» كتابة بشار مارديني وإخراج يزن أبو حمدة، و «زوال» كتابة يحيى بيازي وزكي مارديني وإخراج أحمد ابراهيم أحمد، و «أحمر» كتابة علي وجيه ويامن الحجلي وإخراج جود سعيد، و «عطر الشام» كتابة مروان قاووق وإخراج محمد زهير رجب، و «نبتدي منين الحكاية» لفادي قوشقجي وإخراج سيف الدين سبيعي، و «دومينو» كتابة غسان عقلة وبثينة عوض وإخراج فادي سليم، و «بلا غمد» كتابة عثمان جحى وبشار بشير ومؤيد النابلسي وإخراج فهد ميري، و «لست جارية» كتابة فتح الله عمر وإخراج ناجي طعمي، و «الندم» لحسن سامي يوسف وإخراج الليث حجو، و «أيام لا تنسى» كتابة فايزة علي وإخراج أيمن زيدان، و «باب الحارة 8» سيناريو سليمان عبد العزيز وإخراج ناجي طعمي، و «صدر الباز» سيناريو رامي مدني وبتول ورد وإخراج تامر اسحق، و «خاتون» سيناريو طلال مارديني وسيف رضا حامد وإخراج تامر اسحق، و «سليمو وحريمو» سيناريو وإخراج فادي غازي، و «عابرو الضباب» تأليف بشار مارديني وإخراج يزن أبو حمدة وغيرها. ومن بين المسلسلات السورية المعروضة على الفضائيات العربية حصرًا «العراب - تحت الحزام» كتابة خالد خليفة وإخراج حاتم علي، و «الطواريد» كتابة مازن طه وإخراج مازن السعدي.
فهل ثمة فرصة فعليّة لإعادة الدراما السورية كـ «صناعة جديّة» في ظل المقاطعة والتسويق غير الكافي، أم أن هناك من يسعى فعلاً لجعل ذاكرة «ألق» الدراما السورية منهوبة ومُصادَرة؟