2015/08/04
الأخبار - وسام كنعان
في ظل الواقع المتردّي الذي يحيط بنا، يعتزم صنّاع الدراما السورية إنجاز أعمال تركّز على الحب للموسم المقبل، أبرزها مسلسل من إخراج صفوان نعمو سيُطرح على شكل ثلاثيات، إضافة إلى آخر يحمل توقيع شركة «سامة للإنتاج الفني»
قبل سنتين، أمطرنا «الحاج» محمد قبنّض بوابل من الأخبار المتلاحقة عن لمّه شمل نجوم الغناء العربي ومشاهير الدراما السورية في مسلسل واحد. وأكد للجميع أنّه سيستقدم 15 مغنياً عربياً ليكونوا نجوم مسلسل يعتبر «مخاطرة كبيرة»، كان اسمه «مدرسة الحب».
وهو من تأليف رازي وردة وإخراج صفوان نعمو . طبعاً، صدّق الجمهور يومها أنّ نجم الغناء العراقي كاظم الساهر سيقف أمام كاميرا مخرج «صايعين ضايعين» الذي يعتبر من خيبات الكوميديا السورية (الأخبار 6/9/2011).
ثم جزمنا بأنّ الأمر غالباً سيحصل عندما قطع المطرب المصري هاني شاكر الشك باليقين وصرّح لنا حينها بأنّه لم يكن يفكر في العودة إلى التمثيل مجدّداً، لكن «سيناريو المسلسل وعلاقتي بالمخرج كانا سبباً في قراءتي للنص في زمن قياسي، لأجد أنّه عمل فني متكامل» (الأخبار 28/8/2013).
وكان من المفترض أن نشاهد صاحب أغنية «كتبتلي السنين» يغنّي باللهجة اللبنانية في المسلسل الموعود. غير أنّ كل ذلك تبدّد بلمح البصر، ولم يبقَ إلا التصريحات الرنّانة.
غاب آل نعمو لمدّة سنتين، قبل أن يعودوا من خلال شركة اسمها «بلاك تو أمير مصطفى نعمو»، وليعلن المخرج صفوان مصطفى نعمو البدء بتصوير مسلسله «مدرسة الحب» لكن بحلّة جديدة ألّفتها مجموعة كتاب، على أن تطرح على شكل ثلاثيات، تمثّل كلّ منها قصة حب مستقلة. لم ينتظر نعمو حتى يميّز الجمهور الخيط الأسود من الأبيض بالنسبة لعمله المرتقب، بل سرعان ما جزم بشكل قاطع وأعلن أنّه «بحسب اعتقادي سيكون المشروع الأضخم بالنسبة لي وللمشاهد العربي».
هكذا، ووفق البيان الصحافي الذي وزّعته أسرة العمل، انطلقت عمليات تصوير المشاهد في دمشق، ليتم الانتقال بعد ذلك إلى مجموعة من العواصم العربية، فيما سيشارك في العمل عدد من نجوم سوريا ولبنان ومصر والخليج العربي. لكن اللافت أنّ لائحة النجوم لا تضم الأسماء التي سمعنا بها سابقاً من عالم الغناء. الأكيد هو حضور نجوم التمثيل باسم ياخور، وعبد المنعم عمايري، وورد ويوسف الخال، ومنى واصف، وأمل عرفة. هذه الأخيرة أكدت أنّه «سأستمتع كثيراً في أدائي كممثلة وذلك لشدة شوقي للحديث عن الحب في زمن ضاقت فيه المساحة حتى للتفكير بهذا الموضوع».
وأشارت عرفة إلى أنّها ترى أنّ المجتمع بات بأمسّ الحاجة إلى الحب، الأمر الذي دفعها إلى الانضمام إلى «مدرسته»، على حد تعبيرها. ووصفت المشروع بـ «اللطيف جداً»، خصوصاً أنّه يقع في ثلاثيات.
في السياق نفسه، عبّر باسم ياخور عن سعادته بإنتاج مسلسل مثل هذا العمل، موضحاً أنّ «الحب يطغى على كل ما في الدراما». وأضاف أنّه ضمن شخصيّته كمحاكٍ للقلوب، سينجح هذا المسلسل في توريد أفكار تتطلّبها المرحلة الحالية من الحياة.
أما عبد المنعم عمايري، فقال إنّ «العمل الرومانسي يتعلّق بأقدس ما في الوجود وهو الحب الذي يحتاجه كل إنسان. العالم سيتفهم ويتفاعل مع مسلسل مثل «مدرسة الحب» كونه يأتي معبّراً عن الحب والجمال». ولفت إلى أنّه «لي الشرف بالعمل مع مصطفى نعمو بعد تجربة سابقة كانت ناجحة، كما أنّني سعيد بالوقوف إلى جانب زوجتي أمل عرفة بعد فترة من الانقطاع عن العمل المشترك سوياً».
من جانبها، شددت النجمة اللبنانية ورد الخال على أنّه «سأعيش الحب من داخلي لتقديم صورة العاشقة التي شعرت بها من خلال متابعتي للنص. وهذا يخلق مجموعة من الأحاسيس عبر مجموعة من الأذواق التي أسمهت في كتابة هذا العمل. كما أنّني سعيدة جداً بعملي مع قامات لها بصمتها في الدراما وتاريخها الفني».
لن يكون «مدرسة الحب» العمل الوحيد هذا العام الذي سيفتح سجلات الحب ويخوض في أعماقها، إذ ستجرّب شركة «سامة للإنتاج الفني» أن تعيد ألقها المفقود بعد الرحيل المفاجئ لصاحبها وعرّابها أديب خير (14/1/2013). هذه السنة، تحاول ربا الخش الاستمرار على طريقة أديب، لذا ستجرّب إنجاز ما يشبه الجزء الجديد من مسلسل «أهل الغرام» الذي أنتجت منه «سامة» جزئين حققا حضوراً لافتاً، وقدّما نجوم الدراما السورية بصورة تشبه الأفلام التلفزيونية التي أوغلت في حكايات العشق.
هذا الموسم، أوكلت مديرة «سامة» مهمّة كتابة خماسيات عن الحب للسيناريست نجيب نصير وريم حنا وغيرهما، على أن يتولى إخراج كلّ خماسية مخرج سوري مرموق، ربّما يكون بينهم حاتم علي والليث حجو.
على خط موازٍ، تستمر «غولدن لاين» بسبك خماسيات «صرخة روح» التي باتت مختصة بالجنس فقط، فيما نتوقع أن نشاهد حفنة أعمال عربية مشتركة لا تقدّم سوى مشاعر طوباوية وقصص حب مكرورة.
الغريب أنّنا لم نعد نلتقط في الحياة حالات حب كلاسيكية أو عاصفة مثل تلك التي سبق وشاهدناها في المسلسلات السورية، لكن ربما يكون عند أهل الدراما حلول أذكى وأكثر توهّجاً من الواقع الإنساني المتردّي الذي يحيط بنا!.