2015/06/04
محمد الآزن _الأخبار
بعد قرابة أسبوع على الحدث السعيد، ما زال خبر زفاف النجمة السورية ديمة قندلفت ووزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري همام الجزائري، يحظى بنصيب وافر من تدوينات السوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي. هكذا أطلق معشر الفيسبوكيين العنان لتدويناتهم وتعليقاتهم، بدءاً بالتهاني وتناقل الصور، وصولاً إلى مقاطع الفيديو القليلة المسرّبة من الزفاف الذي أقيم في فندق وغاليري «آرت هاوس» في دمشق السبت الماضي. تلك المناسبة أقيمت بعيداً عن وسائل الإعلام واقتصر الحضور على عائلتي العروس والعريس، والأصدقاء المقرّبين. لكن الأمر وصل إلى حدّ الإساءة، والاستباحة لخصوصية الزوجين اللذين قرّرا بدء حياة جديدة، في بلدٍ أصبح فيه الشعور بالفرح نادراً.
فقد وجد بعض مَوْتوري الموقع الأزرق في هذا الحدث مادة دسمةً للنميمة، وإطلاق الاتهامات كيفما اتفق. زواج نجمة سوريّة بوزير من دينين مختلفين، لا شك في أنّه يشكّل حدثاً استثنائياً اليوم، باعتبار أنهما يمثلان شخصيتين عامتين. كذلك يعطي إشارة طيّبة على طريق بلوغ مجتمع مدني عصري، يحلم به كثر في هذا الشرق البائس الذي تتآكله الحروب والغرائز الطائفية والمذهبية وتجّار الدين.
إلا أن الرسالة الإيجابية التي حملها الزواج تعرّضت الأسبوع المنصرم لمحاولات ممنهجة للتشويش والتشويه من جانب متطرّفي الفيسبوك، عبر حملة قادتها على سبيل المثال صفحة Syrian Christian Watch التي كالت فيها الشتائم للعروس. وبعيداً عن التطرّف ولغة داعش السائدة في كل مكان، تناولت صفحات الفايسبوك الساخرة من واقع الحال السوري اليوم على غرار صفحة «حاجز+18»، زواج النجمة بالوزير بشكلٍ طريف عبر سلسلة تدوينات تخلط بين العريس الذي هو وزير التجارة الخارجية، ووزير التجارة الداخلية الذي رفع سعر البنزين..
هكذا، بدا «الإدعشري» (شخصية بسام كوسا الشهيرة في مسلسل «باب الحارة» الجزء الأوّل) مصدوماً من أن «الوزير تزوّج، وبدَل ما يحلينا غلّى البنزين». لكن الصدمة الحقيقية كانت من كل هذا الحقد الذي بات يأكل قلوب سوريين تجاه أبناء بلدهم. هذه البلاد التي باتت تغتال حضارتها ويمحى ماضيها ويتهدد مستقبلها بمرور الساعة على أيدي أمراء الحرب، ودواعش العصر على اختلاف مللهم وأديانهم وانتماءاتهم.