2014/09/24
بوسطة- محمد الأزن
تناول وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، عدّة نقاط خلال حديثه لصنّاع الدراما السورية، اللذين اجتمعوا صبيحة الأربعاء 24 أيلول/ سبتمبر 2014، في فندق "شيراتون" دمشق، بدعوةٍ من المؤسسة العامّة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي لورشة عمل حول "مستقبل الدراما السوريّة".
انطلق الوزير في تعليقه على مداخلات الحضور، من الاعتراف بوجود "فساد بمفاصل كثيرة في الدولة، وليس وزارة الإعلام فقط"، وقال بما معناه إنّ من يضعه في صورة ما يحدث، ويشير إلى نقطة بعينها بموضوع الفساد، فإنه سيتخذ الإجراءات الكفيلة بحلّها.
ومن النقاط التي أوضحها الوزير الزعبي ما يثار مؤخراً حول آليات الرقابة في التلفزيون السوري، وهنا أوضح أنّ "المسألة الأخلاقية، والوطنية"؛ هما المعياران الأساسيان في قبول أي عمل أو رفضه، إذ لا يمكن "عرض عمل يمسّ أيّاً من هاتين المسألتين"، على حد قوله، لكنّه أشار في الوقت ذاته إلى وجود "مشكلة في تعريف الحدود الفاصلة بين ما هو وطني، وغير وطني، وما هو أخلاقي ، وغير أخلاقي."، وشددّ على عدم وجود "رقابة سياسية، بالمعنى السلطوي، أو الزجري كما يتخيّل البعض"، لافتاً إلى وجود أعمال عرضت على القنوات التلفزيونية الرسمية، خلال العامين الماضيين: "تجاوزت كل السقوف المتوقّعة من الكثيرين."
وفيما يتعلق بموضوع مشاكل تمويل صناعة الدراما السوريّة، أعرب وزير الإعلام السوري عن استعداد الوزارة لفتح باب الشراكة مع شركات الإنتاج الخاصّة في هذا المجال، أو مجموعات عمل، حيث لا يمكن في المرحلة الحالية إنشاء هيئات ومؤسسات جديدة معنيّة بهذه الصناعة، واقترح اللجوء إلى البنوك الوطنية كأحد الحلول للتمويل، بدلاً من الاعتماد على رأسمال الخليجي.
وفي هذا السياق انتقد الوزير الزعبي حجوم الميزانيات الضخمة التي تصرف على بعض الأعمال، واللجوء إلى تصوير بعضها خارج البلاد، والاستعانة بفنّانين عرب، مشيراً إلى أن الظروف تغيرّت في الوقت الحالي من جرآء الحرب: "حيث عشنا وقتاً طويلاً تحت سقف مفهوم الفائض، فائض الطمأنينة، المال، النصوص، الممثلين، والمخرجين، ووجدنا أنفسنا فجأة وقد انتقلنا إلى حالة الندرة... كل شيء تغيّر."
وزير الإعلام عمران الزعبي، انتقد أيضاً حالة "الكآبة والاستسلام، والوقوع تحت مظلّة المحنة" التي لمسها في مداخلات بعض المتحدثين في الورشة، على حد قوله، واستدرك قائلاً: "قد يكون هناك مشكلة في الدراما السورية، لكنّها ليست مشكلة فظيعة، وعلينا ابتكار الحلول"، وهنا دعا إلى التعامل معها بـ"شفافية"، وتقديم "بدائل إلى جانب المقترحات لحلّها".
كلام وزير الإعلام السوري في حديثه لصنّاع الدراما السوريّة، أتى خالياً من المانشيتات السياسية، واقتصر على الحديث في شؤون هذه الصناعة وشجونها، وخلافاً للتوقعات بأن يكون حضوره بروتوكولياً يقتصر على كلمةٍ افتتاحية، حضر الوزير جانباً كبيراً من المداخلات، استمع إليها، وعلّق عليها، بما يوحي بجديّةٍ في التعاطي معها، ولكن نبقى بانتظار المقترحات النهائية لورشة العمل، وسبل تنفيذها في الأيّام المقبلة، دون أن يعترض هذا التنفيذ "تعليماتً واضحة... من جهةٍ غامضة"، تلك العبارة السحرية التي يقولها البعض لتفسير ما لا يمكن تفسيره مما يحدث في أروقة التلفزيون السوري مؤخراً.