2014/08/16
بوسطة – متابعة علي المحمد
قال المخرج السينمائي السوري محمد عبد العزيز أن فيلمه الجديد "حرائق البنفسج" سيكون "محاولة جديدة لملامسة أطراف المستنقع السوري كمحاولة قذف حجر على السطح لاختبار ما سينتج عنها من دوائر"، الفيلم الذي نفذه عبد العزيز بأسلوب "يميل إلى الفيلم التسجيلي كذهنية عند الاشتغال، وإلى الروائي بشكله البصري الأخير" يحكي قصص واقعية لـ 5 فتيات في ظلّ الحرب الطاحنة التي تهرس الجميع من دون استثناء،وفي مقابلة له مع جريدة "السفير" اللبنانية
وصف السينمائي السوري الأفلام التي تناولت الأزمة/ الثورةبأنها "مجرد سُباب بصري، وشتائم على شكل أفلام". ووصف صناعها بـ "بوليس سينمائي أفرزه الربيع العربي، يجوب الأرجاء ملوّح بعصاه الغليظة في وجه كل ما لا يتوافق وهواه السياسي"،واعتبر أنه ليس هناك حتى الآن تجربة تستحق التوقف عندها.
أما عن فيلمه "الرابعة بتوقيت الفردوس"والمتوقع عرضه مطلع العام القادم قال عبد العزيز هو "محاولة للخوض في شكل السينما الجديدة كما أنه عمل يوحي أو يحاكي، يلامس أو يحرّض أو يعيد صوغ مفاهيمك حول الحرب والحب والجمال، من دون تلقين".
محمد عبد العزيز الذي اعتاد كتابة أفلامه بنفسه لا يحب تصنيفه أو نسبه إلى أي تيار أو نمط سينمائي حتى سينما المؤلف "البعض يقول إني متأثّر بالواقعية الإيطالية، ونقاد يصفونني بالسوريالي"،وأوضح الأمر بأنه "ببساطة لم أحظَ بنصّ يعبّر عمّا أودّ إنجازه"
ورأى صاحب "دمشق مع حبي" أنه "ليس هناك سينما سورية، هناك أفلام بارزة لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة. وعلى الرغم من أهميتها، إلا أنها غير كافية لتشكّل إرثاً، من الممكن أن تؤثّر في الأجيال المتعاقبة" واعتبر أن الوقت لا يزال باكراً على إنجاز السينما المشتهاة فـ "المناخ العام والظروف والذهنية والمحيط الضيق، كلّها عوامل تقف حاجزاً في طريقنا جميعنا".
المخرج السوري اعتبر أن السينما -كأي شيء- عاجزة عن تحقيق حضورها في المشهد الثقافي العربي لأنه "أصلاً ضحل وقاحل، الجمهور العربي عبء على الرواية والموسيقى والسينما والأدب للأسف، نحن في حقبة القتلة والغوغاءوالبهاليل والمهرّجين المحيطين بهم"فما يفعلونه في محيط دمشق وحلب والقامشلي"مثل بيع حلب خردةً في أسواق الأناضول، - وهناك من يصوّرهم أبطالاً- لا السينما ولا أنواع الفنون والآداب كلّها قادرة على تحقيق حضور ملموس في هذا المشهد، حالياً على الأقل"
ورأى أن الانقياد خلف العامة الغوغاء من الحركات ذات الطابع الشعبوي أصبحت "موضة الربيع العربي"، وهو ما يجعل من المبدع "مجرّد عامل تنظيفات بمكنسة طويلة، مهمته الوحيدة مقتصرة على كنس الروث الذي يخلفونه في كل محاولة لهم للخروج من باب الزريبة الموصد بإحكام"و "أغلب ما شاهدته للسوريين المشتغلين في الجانبين البصري والأدبي يصبّ في هذا الاتجاه".