2014/08/09
لؤي ماجد سليمان – تشرين
للموسم السادس على التوالي يعود إلينا «باب الحارة» بطلاء باهت وقفل ضاعت مفاتيحه ليبشّر متابعيه بجزء سابع أيضاً، ولعل ما يميزه هذا الموسم هو دخول أسماء بعض المحافظات السورية بشكل واضح وصريح، وهذا لم نشاهده أثناء عرض الأجزاء السابقة، ما يمكن عدّه مقاربة درامية نحو الأزمة السورية
ولاسيما وردود عبارات رفض التقسيم التي أرادها المستعمر لأرض سورية على لسان «الزعيم أبو عصام»، لكن ما السبب وراء حرص شركات الإنتاج على استمرارية هذا العمل رغم فقدانه بريقه نتيجة التكرار وغياب الدهشة؟ واستمرار بعض الفنانين السوريين في تكرار المشاهد والعبارات مع ادعائهم الدائم والدوري بأنهم ضد كوميديا الأجزاء، هل هو خوف شركات الإنتاج من خوض التجربة مرة ثانية بحلة جديدة وأفكار جديدة بعد التكاثر غير الحميد لما عرفناه بدراما البيئة الشامية، فالموضوعات باتت مستهلكة، والقصص ممجوجة.
الأحداث لم تخرج عن المكائد بين رجال الحارة، والثرثرة النسائية، وما شاهدناه حتى تاريخه لم يخرج عن نطاق إضافة شخصيات جديدة للتعويض عن الشخصيات التي تركت العمل لأسباب مختلفة، وخيوط درامية غير جديرة بالمتابعة، ومشابهة تماماً لما شاهدناه سابقاً مع تغيير الشخصيات، إضافة إلى بعض الشتائم والمفردات التي لم نسمعها في الأجزاء السابقة، غير أن رحيل بعض الشخصيات عن مسرح الحياة اضطر القائمين على العمل إلى الاستعانة بفنانين يحلون مكان شخصيات رئيسة، كشخصية «أبو حاتم» الفنان وفيق الزعيم التي جسّدها في هذا الجزء الفنان سليم صبري، وشخصية «أبو بشير» الفنان حسن دكاك الذي حلّ مكانه ابنه «بشير» في الفرن، إضافةً إلى شخصية «أبو خاطر» الفنان سليم كلاس الذي بقي غائباً بصمت، أيضاً الفنان نزار أبو حجر بائع البليلة صاحب المكائد، إضافة لغياب ما يسمى بـ«عقيد الحارة» غير المسوّغ، لكن ما الخفايا التي يتكلم عنها صناع العمل والصحف؟! هل هي مراعاة الشرط التاريخي في العمل بعد أن فاته ذلك قرابة مئة وخمسين ساعة عرض تلفزيونية؟ أم إنها المكائد التي تحولت من بائع البليلة الشرير، إلى «النمس» وبعده «الواوي» الشخصيتين اللتين جسّدهما الفنان مصطفى الخاني، أو دخول «أبو تنكة» بائع «سواقط اللحوم» و«الفشة» لسكان الحارة وجمهور المشاهدين بشكل مقزز!
لعل المخرج علاء الدين كوكش الذي قدم أول مسلسلات البيئة الشامية في عمله الشهير «أبو كامل» لم يدرك أن تطور الدراما السورية سيكون من خلال أعمال البيئة التي ابتدعها للشاشة الصغيرة، وستتحول في النهاية للعنة شامية على الدراما السورية، بعد أن أصبحت أعمال البيئة الشامية مكررة في كل موسم رمضاني، وبقيت أسيرة عدة مفردات لم تعد تستخدم، ومن يعرف هذه المفردات يستطيع كتابة سيناريو وبيعه للفضائيات، لكن هل يقارن ما نشاهده اليوم في «خان الدراويش، حمام شامي، الغربال» وغيرها من أعمال البيئة بما قدمه كوكش، أو حتى بما شاهدناه في الجزء الأول من «باب الحارة» في حضور الزعيم، و«الادعشري»؟.