2014/07/24
لودي صارجي – وائل العدس – الوطن السورية
نجمة استثنائية في كل المقاييس، تحصد النجاح في كل خطوة تقدم عليها، حتى حصدت شهرة قلّ نظيرها في سورية والوطن العربي، لأنها نجمة كل الأعمار واللهجات والألوان الدرامية. توفق بين مسيرتها الفنية الغنية كنجمة ركيزتها الملايين من المعجبين، وبين عائلتها كزوج وأم، لتجدها أكثر النجمات حرصاً على كل تفصيل في يومياتها الحياتية
سلسلة النجاحات التي سطرتها جعلت منها نجمة يلمع بريقها أينما حلت، ويسطع أكثر فأكثر مع كل دور وكل مسلسل. لإطلالتها ترفع القبعة ولمواقفها تلقى التحية، فكلما خطر اسمها على بالنا نسترجع شريطاً من الذكريات الجميلة وعشرات المشاهد الأنيقة والأدوار التي لا تمحى من الذاكرة.
قالت لـ«الوطن» إنها عندما تنجز عملاً ما، لا ينصب هاجسها في الظهور على الشاشة، لأنها تحمل سوريتها بداخلها أينما كانت، وتسعى لطرح قضاياها سواء بالكلمة أو التصرف.
منحت قبل أيام وسام التميز لأكثر الشخصيات تأثيراً في العام لعام 2014، ضمن قائمة «المجلس الدولي لحقوق الإنسان والتحكيم والدراسات السياسية والإستراتيجية» بدبي، إلى جانب مجموعة من الفنانين والفنانات العرب والعالميين، ممن يعتبرون ذوي دور مؤثر وبارز في مسار الأحداث العربية والعالمية الذين ساهموا بانتشار الثقافة العالمية، وتركوا بصمات مؤثرة في تاريخ البشرية، وذلك بناءً على تصويت إلكتروني استمر على مدى شهر.
النجمة السورية سلاف فواخرجي التي يصح أن نطلق عليها «سلاف الجمال والقيم» لأنها جميلة الشاشة وصاحبة الكلمة الحق حلت ضيفة عزيزة على صفحات «الوطن» من خلال الحوار التالي:
■ كنتِ ممن حضروا القسم وخطاب الرئيس بشار الأسد في قصر الشعب، فما تقولين؟
عندما يتحدث رئيس جمهورية بكل تلك التفاصيل الصغيرة، فنحن أمام رئيس استثنائي، رئيس من الشعب ويعرف آلام الشعب وآماله، وعندما يكون رئيس الحاضر بهذا القرب يكون المستقبل أكثر خضاراً، ويكون الربيع الحقيقي قد قرر أن يسكن بين جبال سورية ووديانها وحاراتها، وعندما يتكلم رئيس الجمهورية عن مسنّة تجاوزت المئة عام وعن أم تحمل صورة ولدها، تشعر أنه يحفظ أسماء الشعب السوري.
أحسست وأنا أسمع خطاب القسم على الرغم من فصاحته اللغوية أن رئيسنا يجلس مع كل سوري في بيته لأن ما قاله نقوله جميعاً ونتحدث به في منازلنا.
عندما يكون رئيسنا قريباً منا هكذا يكون المستقبل المشرق معنا ولنا.
■ شهدت الانتخابات الرئاسية مشاركة شعبية كثيفة، كيف تقرئين ذلك؟
ما حدث كان أكبر تعبير عن حرص المواطن السوري على حماية وطنه ورموزه سيادته (الجيش والعلم ورئيس الجمهورية)، وبمشاركته نجح فعلاً بالدفاع عنها، وقال كلمته ولا يعلو كلمة فوق صوت وكلمة الشعب.
إن نجاح الانتخاب شكّل صدمة للدول المعادية للشعب السوري التي كانت تراهن على عدم قدرة الدولة السورية على الالتزام بتنفيذ هذا الاستحقاق الدستوري والوطني، وفي الوقت نفسه قدّم رسالة للداخل والخارج أن لدينا رئيساً قوياً قادراً على حماية البلاد والعباد.
إن السوريين رغم جراحهم هم كطائر الفينيق المتجدد الذي يستطيع أن يعود للحياة في كل لحظة يواجه فيها التحدي ضد أعدائه.
■ اختارتك «سيريتل» لتكوني مكرمة مع عدد من القامات في حفل تكريم أسر الشهداء، فما يعني لك ذلك؟
دُعيت في وقت سابق أكثر من مرة من قبل أكثر من جهة لأكون مكرمة لكنني رفضت على اعتبار أن ما أقوم به لا يتعدى حدود الواجب تجاه بلدي، وكنت قد قلتها إنني أقل من أن أشارك في تكريم أسر الشهداء الذين قدّموا وضحوا وأكرمونا بأغلى وأعظم تكريم.
هذه المرة لبيت الدعوة بكل شغف وفخر لأنني تلمست مصداقيته وشعرت بالجهد الواضح التي تبذله «سيريتل» لدعم أسر الشهداء.
■ «سيريتل» أطلقت أكثر من مبادرة في هذا الشأن، فما رأيك بها؟
«سيريتل» شركة سورية بامتياز حافظت على كيانها خلال الأزمة وتبنت حماية الوطن، وكل شخص في هذا البلد من مكانه وموقع عمله إنسان مقاوم ومناضل دافع عن بلده على طريقته الخاصة.
منذ اللحظة الأولى، لم توفر «سيريتل» جهداً إلا بذلته لمساعدة أسر الشهداء قبل وخلال الأزمة، مثلها مثل الجمعيات الخيرية (جمعية البستان مثالاً).
اللافت في هذه المبادرات أنها لا تحصر عطاءاتها بالمال فقط، فالقصة أشمل بكثير، وتضمن للفرد حياة كريمة طوال حياته من خلال إكسابه خبرات تؤهله ليكون فعالاً في مجتمعه، كأن تمنح محراثاً للفلاح أو آلة للعامل، وهو رد بسيط على ما قدمه شهداؤنا من تضحيات.
إذاً، أحترم ما تقوم به هذه الشركة وأعتبره شيئاً عظيماً، فهي مثال للتعبير عن عشقنا لسورية بالعمل وليس بالكلام فقط.
■ كيف تنظرين للإعلام السوري الذي ضحى بعدد من كوادره لكشف الحقائق من أرض الميدان مع الجيش العربي السوري جنباً إلى جنب؟
الشهادة فن وكل شهدائنا امتلكوا هذا الفن المقدس، فالفداء أعلى قيمة في الحياة، وهؤلاء الشهداء فدوا الوطن وفدونا، لأنهم أصحاب رأي وكلمة وصوت، وهم من قاموا بإيصال الحقيقة وبطولات الجيش العربي السوري وصمود الشعب من خلال نقل الصورة الواضحة والصريحة من أرض الواقع.
من واجبنا اليوم أن نعيد لهؤلاء الجنود الذين حاربوا بأقلامهم وكاميراتهم جزءاً بسيطاً من تضحياتهم.
■ من التمثيل إلى الإخراج، هل لك أن تخبرينا أكثر عن تجربتك الإخراجية الأولى في فيلم «رسائل الكرز»؟
بدايةً رحبت إدارة «سيريتل» بفكرة الفيلم على اعتبار أن الأفلام التي تتحدث عن الجولان قليلة جداً وتكاد تكون نادرة.
أحببت من خلال أحداث الفيلم إيصال رسالتنا الوطنية للتأكيد على تمسكنا بقضيتنا الأساسية التي يحاول من حولنا أن ينسينا إياها وأن يشغلنا عنها كما حدث سابقاً ويحدث الآن.. ولكن الأم لا يمكن أن تنسى ابنها المفقود أو المخطوف وتنتظره كل يوم وكل لحظة وهي متأكدة من رجوعه.
أردت اليوم من خلال هذا الفيلم أن أعبر عن سوريتي، ورغم أنني لم أفكر يوماً بالإخراج، إلا أن فكرة الفيلم حركت شيئاً ما بداخلي، فهو فيلم وطني بامتياز لكنه بعيد عن الشعارات والخطابات السياسية وبعيد عن المباشرة وهو النوع الذي أحبه وأفضّله، والفيلم رومانسي يحكي قصة حب، والحب والوطن قيمتان لا تنفصلان، قصة الحب هذه بين أرض وشعب وعناقيد كرز ممتدة من فلسطين حتى الجولان، قصة حب بين فتاة وشاب من أرض الجولان الحبيب، وقصة عشقهما التي لم تكتمل لأن العشق جغرافيا وتاريخ، أرض وذكريات، ليس هناك وطن ولا حب دون ذكريات، والفيلم أصبح جاهزاً بانتظار أن تحدد الشركة الوقت المناسب للعرض.
■ وماذا عن لواء إسكندرون؟ هل سيكون خطوتك الإخراجية الثانية؟
أصبح لديّ أكثر من مشروع سينمائي في طور التحضير، إلا أن أول ما فكرت به أثناء عملي بفيلم عن الجولان هو فيلم عن لواء اسكندرون، وزاد إيماني بأنهما سيعودان، فمشروعي انطلق بالجولان وسأكمله باللواء المحتل.
■ كيف تصفين شعورك عند وقوفك خلف الكاميرا للمرة الأولى؟
في البداية لم تكن القصة واضحة إذ لا تكفي الرغبة والحماسة لإنجاز فيلم، وانتابتني نوبة من الخوف في اللحظات الأولى، وداهمني ذات الشعور الذي كان ينتابني عندما أمثل في أول يوم تصوير.. ولكني في الإخراج يبدو الأمر أكثر صعوبة ولم تكن إلا اللحظات الأولى، وعشت تجربة تعلمت منها كثيراً واستمتعت واكتشفت نفسي مجدداً من خلالها امتلكت القدرة على الإنجاز، والحمد لله أن الانطباعات الأولى لمن شاهدوا العمل من أهل الخبرة والثقة جاءت جيدة.
■ هل يعتبر إنجاز هذا الفيلم خطوة أولى لاتجاهك للإخراج واعتزال التمثيل؟
بالتأكيد لا.. فأنا ممثلة بالدرجة الأولى، والتمثيل عرشي ولكني وجدتُ عرشاً آخر أتمناه لي لأنني طماعة في الفن ومجالات الخلق، متسلحة بالحماسة والحب والاكتشاف وحب المعرفة وكذلك القدرة على العطاء.
■ تغيبين هذا العام عن الشاشة الصغيرة لأول مرة منذ انطلاقتك الفنية، هل سرقتك السينما من الدراما؟
هذه السنة كانت سينمائية عبر فيلمي «بانتظار الخريف» و«الأم»، وفور انتهائي منهما انشغلت بالعمليات الفنية لـ«رسائل الكرز» بعدما تفرغت لها.
قُدمت لي عروض مصرية كثيرة هذا العام، وعلاقتي مع المصريين على الصعيدين الشخصي والعملي لم تنقطع يوماً، وبعض هذه العروض جيدة جداً لكن لم تتوافر فيها كامل الشروط التي أحرص عليها، ومنها عامل الوقت الذي دائماً يداهمه موسم شهر رمضان التلفزيوني.
أما بالنسبة للأعمال السورية فبصراحة لم أر هذا العام ما يناسبني كقيمة، وفي أحيان أخرى أثر عامل الوقت المناسب لإنجاز عمل فني حقيقي أو لشروطي الأخرى التي ربما تبدو صعبة بعض الشيء عند البعض.
■ كثر الحديث عن مشاركتك في مسلسل «رق الحبيب»، فما الحقيقة؟
تجمعني مع شركة «سما الفن» علاقة قديمة وقوية وعدد من أعمالي المهمة كانت من إنتاج هذه الشركة السورية، وما حدث كان سوء تفاهم بسيط ما لبثت الشركة أن استدركته بعدما اعتذرت بشكل فعلي ثم عاد الاتفاق الأدبي بيننا، وبعدها قدّمت رؤيتي باتجاه النص وإجراء بعض التعديلات الضرورية، بالإضافة إلى عدم قدرتي وقناعتي أن يصور المسلسل قبل رمضان بشهرين وهو ظرف غير صحي تماماً للعمل الفني، وفعلاً تم إدراجه إلى ما بعد الشهر الفضيل.
لكن ما حصل بعدها أن المخرجة الكبيرة رشا شربتجي كانت مرتبطة بأحد الأعمال ولم تستطع المجيء وكنا قد تحدثنا هي وأنا أكثر من مرة وحضّرنا معاً وناقشنا الدور والنص ككل هاتفياً إلى حين عودتها بالسلامة، وتحاورت مع الشركة أيضاً التي كانت متعاونة معي جداً، لكن لسوء الحظ رشا لم تأت وأنا كنت قد اعتذرت عن أكثر من عمل لأجل هذا المسلسل، ولست نادمة لأنني أحترم كلمتي، وبكل الأحوال الاتفاق الأدبي مازال قائماً بيني وبين الشركة.
■ هل ترين أن مشاركاتك السينمائية ستعوّض غيابك عن الدراما؟
غيابي ترك فراغاً واضحاً أثار التساؤلات والأسئلة، وبالرغم من ذلك كنت سعيدة لأن LBC عرضت لي مسلسلي «أسمهان»، و«كليو باترا»، بالإضافة إلى عرض مسلسل «ياسمين عتيق» على إحدى القنوات التونسية التي نقل إلي فريقها وجمهورها التونسي مدى تأثرهم وإعجابهم بالعمل.
غير ذلك حتماً عملي بالسينما يغنيني فنياً لأنها الأبقى والجميع يعلم ذلك، وهذا يجعلني محظوظة بل مصرة على العمل بالسينما أكثر ويجعل خياراتي الفنية تزداد صعوبة.
■ يتردد دوماً عن ارتباطك بمشروع عمل مصري، فما حقيقة ذلك؟
تربطني بالمصريين مشاريع دائمة لم تتوقف يوماً، وبصراحة هم يتفوقون علينا بحرصهم على التقاليد الفنية والمهنية وباعترافهم ببعضهم بعضاً، وبمقدار تعاونهم وتعاضدهم حتى تراهم كتلة واحدة، أما نحن فللأسف كتل مفرقة.
وعن نفسي أحمد اللـه فعلاًَ على محبة الجمهور المصري لي لأنه ليس بالشيء البسيط والأمر السهل.
■ بعض الصحف المصرية أشاعت أن شركات الإنتاج المصرية قاطعتك بسبب مواقفك الوطنية الواضحة، هل هذا صحيح؟
الإشاعات كثيرة والكلام كبير وهو عمل من ليس لديه عمل، فعلى أرض الواقع الأمر مختلف، وأنا ممتنة للمصريين سواء من الناس أو المنتجين أو المخرجين، خاصة أنهم حريصون على إنجاز أعمال مشتركة معي.
■ هل فكرتِ يوماً بمغادرة سورية خلال الأزمة؟
لم أفكر لا أنا ولا عائلتي بالخروج من سورية يوماً، ولم تخطر هذه الفكرة في بالنا أبداً، وإن كنا سنفكر بالهروب من الموت فالموت يحدث في كل زمان ومكان، وأنا مؤمنة بالقضاء والقدر، وهناك الكثير من الأشخاص سافروا خوفاً من الموت لكنهم فارقوا الحياة خارجاً.
بالتأكيد نمر بظروف صعبة ولكنه وطننا، إلى أين سنذهب وبأي تسمية سنخرج ولماذا؟، الخوف مشروع عند كل إنسان ولكن أمتلك إيماناً ويقيناً باللـه والوطن.
■ تعرضتِ للكثير من الانتقادات بسبب مواقفك، فما ردك؟
هذه أنا وهذه أفكاري وقناعاتي، وسلاحي رأيي وكلمتي، وعندما لا أعبر عنها وأنطق بها فإنني أخون نفسي.
■ نرى اليوم العديد من الأعمال العربية المشتركة، ما رأيك بهذه الظاهرة؟
لا شك أنها أعمال تحقق انتشاراً كبيراً خصوصاً عندما يحرص المشاهد في كل بلد عربي على متابعة ابن بلده، ولكن يجب ألا تكون هذه الأعمال على حساب القيمة الفنية وألا تكون مركبة أو مقحمة ودون هوية.
هناك أعمال عربية مشتركة كثيرة كانت مهمة ومنطقية كمسلسلي «أسمهان»، و«كليوباترا» وغيرها أيضاً الكثير كـ«هدوء نسبي» على سبيل المثال.
ما يهم أن نقدم خلال هذه الأعمال ما يشبهنا وألا نكون مقلدين للأعمال التركية التي لا بد أن بها أشياء جميلة ساهمت بانتشارها بالإضافة إلى اللهجة السورية إلى أوصلتها إلى كل العرب، ولكن هذه الأعمال قد تكون جميلة لكنها تشبههم هم ونحن نريد ما يشبهنا نحن، نتأثر ونتعلم ونستفيد ونبقى كذلك لنتطور ولكن لسنا بحاجة إلى التقليد.
■ أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة مباشرة لتواصل الفنان مع جمهوره، لكنك مازلتِ بعيدة عنها، لماذا؟
لم يخطر في بالي أن أنشئ أي حساب على هذه المواقع لأن معلوماتي التكنولوجية بسيطة، كما يعود الأمر إلى شخصيتي البعيدة عن الحياة الاجتماعية وذات الشيء ينعكس على شبكة الانترنت.
مؤخراً أنشأت حساباً على موقع «أنستغرام»، فالصورة تعبير رائع وفريد وتوثيق للحظات عامة وخاصة وبها يمكن أن تقول ألف حكاية وحكاية، وعملنا الفني بالخصوص يعتمد الصورة أولاً ولقيت بالأنستغرام وسيلة جميلة وممتعة.
■ نراك بعيدة عن الصداقات الفنية بعكس معظم الفنانين، ما السر؟
عملنا يستغرق وقتاً طويلاً، لذلك أسعى لتعويض انشغالي بعملي بتخصيص أوقات الفراغ إلى أسرتي ومنزلي، وأنا بطبعي أحب البيت والعائلة.
علاقتي جيدة مع جميع الزملاء، وهناك ود واحترام، وأبحث دوماً عن المحبة التي تجمعنا لأكون مرتاحة أثناء العمل.
■ نراك مؤخراً مثيرة للجدل في عدد من الوسائل الإعلامية.
هل إذا نطق الشخص بكلمة حق أصبح مثيراً للجدل؟ أنا بطبعي أقول كلمتي بكل قوة ولم ولن أقف.