انعكاسات "الأزمة السوريّة" في مرآة الكوميديا السوداء ... "ضبوّا الشناتي" و"بقعة ضوء10"

بوسطة- محمد الأزن

تبدو انعكاسات "الأزمة السوريّة"، على يوميات السوريين،  حاضرةً بقوة في عملين تنتجهما شركة "سما الفن" لموسم دراما 2014، في كوميديا تلامس المرارة، صاغ أحداثها الكاتب ممدوح حمادة، بمسلسل "الحقائب/ ضبّوا الشنتاني" للمخرج الليث حجو، وعدة كتاّب،  كما يستحضر هذه الانعكاسات، ويسلط الضوء عليها، من وجهة نظرٍ انتقادية ساخرة؛ عاشر أجزاء "بقعة ضوء"، تحت إدارة المخرج عامر فهد.

 هكذا إذاً،  ستنقفز مفردات حياتنا الجديدة، بعد الحرب، إلى الشاشة الصغيرة، ترصدها كاميرا عامر فهد، بعيداً عن قسوة طرح نشرات الأخبار، وسجالات المحللين السياسيين، ومتجارتهم بآلامنا، هذا ماتعد به  المعلومات، الواردة  من كواليس "بقعة ضوء10"، والذي يستعيد هذا العام نخبةً من أبرز لاعبيه الأساسيين، وعلى رأسهم : باسم ياخور، أيمن رضا،  أمل عرفة، عبد المنعم عمايري، شكران مرتجى، قاسم ملحو، فادي صبيح، محمد خير الجراح، وكثر آخرين.

 ومما سنراه في "بقعة ضوء 10" أن الخطف غدا اليوم مهنة لها أصولها، وكيف تصبحُ "مصائب قومٍ عند قوم فوائد"؟، كما سنرى "المنحوس" الذي يتصادف وجوده في الحارة دائماً مع نزول قذيفة هاون،  والكومبارس "الشرطي" يتعرض   للخطف، والإجبار على "الانشقاق" لمجرد ارتدائه لـ"بدلة نقيب"، وسنذهب مع نجوم "بقعة ضوء" في سيران حربي افتراضي إلى "الغوطة".... ولوحات أخرى تحاكي مأساتنا، بطريقةٍ ساخرة.

أما مسلسل "الحقائب (ضبوا الشناتي)"، فيلعب على أكثر الأوتار حساسية، في خيارات السوريين التي باتت محدودة جداً، تحت وطأة يوميات الحرب الثقيلة، فحينما يخيّر السوري اليوم بين البقاء بالبلاد، أم الرحيل عنها، فماذا يختار؟

على كل حال ثمّة حقيبة تنتظر، في بيت كل سوري يعيش في مناطق ساخنة، قد تكون خلف الباب، أو في مكان آخر، هكذا ستجتمع حقائب عائلة "خليل: بسّام كوسا"، و"فيحاء: ضحى الدبس" خلف الباب، بانتظار الرحيل... هذا الخيار الذي لايبدو سهلاً؛ على الجميع اتخاذه، وربما لاتسمح الظروف بتحقيقه، وهنا يرصد ممدوح حمادة، ضمن إطار من الكوميديا السوداء، يوميات تلك العائلة، التي هي نحن، بكل تناقضاتنا، وانقساماتنا، ومخاوفنا الطارئة، ومفرداتنا الجديدة.

ولكن هل كل ماستلتقطه، كاميرا عامر فهد، أو الليث حجو، سيكون بمنأى عن مقص الرقيب على المحطّات السورية، أو العربية؟ و إلى أي مدى ستكون الصورة العاكسة لنا في "مرآة الأزمة" مرضيةً  لجميعنا؟ أم ستفتح باباً جديداً للانقسام؟ إلى ذلك...  ستكون المشاهدة هي الحكم... بانتظار العرض في رمضان