2014/06/20
لبنى شاكر – تشرين
(مريض بحاجة إلى دم)، كثيراً ما نقرأ هذه العبارة، معلّقةً على الجدران، بانتظار متبرعٍ ما، لكنها في فيلم (o سلبي) تبدو أكثر قرباً منا، حين نرافق أباً في رحلة البحث عن دم زمرة o سلبي،
لابنته المريضة في المشفى، وما يواجهه من صعوبات ذهنية، أكثر منها واقعية، إلى أن يقرر في النهاية التخلص من كيس الدم، ضمن مخاوف قد تبدو غير مفهومة للبعض، بعد أن باتت أحاديث الدماء يومية.
الفيلم سيناريو سامر محمد إسماعيل، تمثيل مجد فضة، إيفا حاج بيك، غرافيك أسيل حسن، إضاءة وتصوير باسل سراولجي، ومن إخراج أدهم سفر، في تجربته السينمائية الأولى، ضمن مشروع دعم سينما الشباب، حيث عمل في التلفزيون والمسرح والسينما كمشرف إضاءة، وكمساعد مخرج مع المخرج محمد عبد العزيز في فيلميه (حرائق البنفسج، وحماة الديار).
عن التجربة الأولى
عن خطوته السينمائية الأولى، قال سفر: سمعت عن مشروع دعم سينما الشباب، بحكم عملي في الوسط الفني، أعجبتني الفكرة وفكرت أن أجرب قدراتي وإمكاناتي في الإخراج السينمائي، ولا سيما أن التجربة تتعلق بالفيلم القصير، وتوافر الدعم والنصيحة للشباب المبتدئ، تالياً لن يكون الخطأ مستهجناً، وتكمن قيمة المشروع في أهمية اكتشاف مواهب سينمائية، ربما يكون لها شأن في المستقبل.
لاحقاً (قدم لي سامر محمد إسماعيل نصاً قوياً، يلتقي مع مقولتي بما يخص الأزمة، لكونه يحكي عن الدم، الذي لوث البلد بطريقة بشعة، حتى بتنا نتخيله في أدق تفاصيل حياتنا، إذاً هو يلامس الأزمة لكن من وجهة نظر خاصة وحيادية، وإن كانت تعني الجميع، ففكرة الدم تمس جميع السوريين، كشيءٍ مقدس).
اشتغل المخرج مع الكاتب على النص، وفي النهاية (اتخذ الفيلم شكلاً خالياً من أي حوار، لكن هناك قصة أخرى نسمعها بعيدة عن تفاصيل الفيلم، وتلتقي فكرة الصورة مع الصوت، في الحديث عن الأزمة، وهو أسلوبٌ إخراجيٌ جديد، يفصل أحاسيس المشاهد، ضمن توليفة واحدة، وأتمنى أن تنجح هذه التجربة، أردنا أن نقدم شيئاً غير تقليدي، فلم تعد صناعة الأفلام حالة صعبة، اليوم يمكن عمل فيلم بكاميرا موبايل، حاولنا تكثيف الأفكار قدر المستطاع بعيداً عن أي إضافات مجانية، وكانت مدة الفيلم 9 دقائق).
أما عما صادفه من عوائق، فهي لم تكن أكثر من (صعوبات تتعلق بالتصوير في الشارع لكن استطعنا تفاديها، إضافة إلى ضيق الوقت المتاح لنا للعمل، ربما كان كافياً للبعض لكنه لم يكن كذلك بالنسبة لمن يخوض التجربة للمرة الأولى).
(o سلبي) يطل على آلام السوريين، لكن هل يمكن أن يشكل مع غيره من الأفلام التي تناولت الأزمة، حالة توثيقية لما يحدث؟
أجاب سفر: لا أعتقد ذلك، لأن معظم ما يحدث يُصور ويُنشر، وهو بالتأكيد أكثر أهمية من إعادة تمثيله في فيلمٍ أو مسلسل، وبعضها من أرض المعركة مباشرةً، لكن لا بد من الإشارة إلى أنه في الحروب عموماً، تنشط الفنون، وربما تصل إلى ذرواتٍ معينة، هرباً مما يحصل على أرض الواقع من مآس، وهنا تكمن أهمية تناول الأزمة سينمائياً.