2014/05/17

مسلسل «24»
مسلسل «24»

 

محمد موسى – الحياة

 

 

على رغم إن لا علاقة مباشرة بين انطلاق مسلسل الإثارة الأميركي «24»، واعتداءات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) في نيويورك وواشنطن عام 2001، إلا إن كثراً ربطوا بين عنف المسلسل وقصصه وبين المناخ العام المُشَكِّك والعنيف الذي ساد الولايات المتحدة بعد تلك الاعتداءات، حتى اعتبر المُسلسل الخيالي (عرضت الحلقة الأولى منه بعد شهرين من «أحداث سبتمبر»)، وكأنه انعكاس للذهنية الأميركية المُعاصرة التي يلح عليها رُهَاب العدو الخارجي، وشخصيته الرئيسية «جاك بارو» هي البطل الأميركي الجديد الذي لا يتورع عن الذهاب إلى حدود بعيدة، وأحياناً خارج منظومة القوانين المُتعارف عليها لحماية دولته من مخاطر العالم الخارجي المُتصاعدة.

 

يعود مسلسل «24» إلى الشاشة بعد ما يقارب أربعة أعوام من عرض موسمه الثامن. ولكن بدل الولايات المتحدة، ستكون لندن هي مسرح الأحداث، في أول خروج للمسلسل التلفزيوني الذي تقف وراءه قناة «فوكس» الأميركية، من الحدود الجغرافية الأميركية. وبدل 24 حلقة لكل موسم، كحال الأجزاء الماضية، يعود المسلسل الذي بدأ عرضه قبل أيام، بـ12 حلقة تحمل عنوان «عِش ليوم آخر».

 

خاتمة مفتوحة

 

بدا مع نهاية الموسم الثامن من المسلسل، إن صانعيه وجدوا خاتمة مناسبة تليق بالبطل المحقق الخاص «جاك بارو» (يلعب شخصيته الممثل كيفر ساذرلاند)، فلقد هرب هذا الأخير بعدما قتل شخصيات رسمية روسية، أي إنه حقق هدفه ومنع المؤامرة التي كانت تُحاك آنذاك، لكنّ الأجهزة الأمنية الخاصة لم تعد تحتمل عنفه كما لم يعد يتماشى دوره ووجوده مع الزمن الحاليّ، ليكون الاختفاء هو الحل الوحيد. من هنا، يبدأ الموسم التاسع من المسلسل بأجهزة أمنية أميركية تتعقب جاك من لندن، التي كان يزورها الرئيس الأميركي لتنطلق أحداث المُغامرة الجديدة.

 

تنشغل الحلقة الأولى من المسلسل بربط الأحداث بمواسمه السابقة وإعادة تقديم شخصيات معروفة من المسلسل، مثل مساعدة «جاك بارو»، وبعض الشخصيات الأخرى، التي كان لها أدوار أو ارتبطت بعلاقات عاطفية مع البطل في ما سَبَقَ من مواسم. كما يحاول الموسم الجديد التفاعل مع الأحداث العالمية من الأعوام الأخيرة، فيقدم شخصية رجل غريب الأطوار يملك شبكة كبيرة من الأتباع تتولى كشف أسرار الحكومات الغربية الإلكترونية، وبدا واضحاً في الموسم الجديد تصاعد قسوة وخطورة الحرب على شبكة الإنترنت، الأمر الذي دفع استخبارات دُول غربية لأن توجه جزءاً من اهتماماتها لتلك الجبهات الجديدة.

 

ولطالما كان الحضور العربي المُسلِم في مسلسل «24» بصوره النمطية المعروفة إحدى مشاكل العمل الفنيّ الكبيرة، والتي صنفته سريعاً كواحد من مسلسلات الإثارة اليمينية الكسولة، والتي تعاملت بخفة وتقليدية مع مشكلات العالم المعاصر المُعقدة. ولا يختلف الموسم الجديد عما سبقه، فهو يفتتح حلقته الأولى بمشاهد من خارج جامع في شرق لندن، معروف برواده المتشددين. ولكن من غير المعروف إذا كان سيكون هناك دور لمنظمات إسلامية أو عربية في أحداث المسلسل.

 

يُحسَب لهذا العمل تركيبته الدرامية المميزة (يقدم الموسم الواحد منه 24 ساعة تلفزيونية وهي زمن أحداث القصة التي تجري في يوم واحد)، كما يُعد أحد الأعمال التلفزيونية التي شرّعت للعصر التلفزيوني الذهبي الذي تعيشه القنوات الأميركية، بخروجه من أسر الموضوعات الضيقة وانفتاحه على تقنيات السينما. فيما انحازت موضوعاته للإثارة الشديدة بتقديمها قصصاً غير معقولة أحياناً، مُعتمدة على جودة الأداء والمؤثرات التقنية في شَّد المشاهد للمتابعة.