2014/05/17
مظفر إسماعيل – دار الخليج
تطل النجمة السورية لينا كرم في الموسم القادم من خلال عملين دراميين، تلعب في أحدهما دور امرأة "غيورة"، وفي الآخر دور امرأة مغرورة، كان لها حضور لافت في الموسم الماضي، تمتاز بجرأتها وابتعادها عن المجاملة، لديها بعض المآخذ على الدراما السورية التي تعتبرها رغم ذلك ناجحة متألقة .
الفنانة لينا كرم حلت ضيفة على "الخليج" في الحوار التالي:
* ما الأعمال التي تشاركين فيها في الموسم الحالي؟
- أشارك في عملين فقط، وهما المسلسل الكوميدي "نيو لوك" من إخراج وسيم السيد وتأليف وئام إسماعيل وحسام جليلاتي وتنتجه شركة الأمين للإنتاج الفني، وخماسية "نصر" من إخراج زياد الريس وتأليف كل من الكاتبين عبد المجيد حيدر وفادي زيفا، وتنتجه المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي .
* هل من فكرة عن دورك في كل من العملين؟
- ألعب في مسلسل "نيو لوك" دور زوجة لصاحب صالون حلاقة نسائي، وهي تغار كثيراً على زوجها نتيجة طبيعة عمله بين السيدات، وتدور الكثير من الأحداث الطريفة في الصالون، وتحدث الكثير من المشكلات بين صاحب الصالون وزوجته، أما في خماسية "نصر"، فأجسد شخصية امرأة مغرورة جداً تدعى "أم شاهر" وهي من الشخصيات السلبية .
* كيف تجدين واقع الدراما السورية التي يطالها شيء من الانتقاد في هذه الفترة؟
- لا شك في أن الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا جعلت من العمل بشكل عام سواء كان دراما أم غيرها صعباً للغاية، وبالتالي تأثرت الدراما إلى حد كبير، ولاحظنا تراجعاً من ناحية كمية الإنتاج الدرامي، لكن بالنسبة لمستوى الأعمال التي تم إنتاجها مؤخراً، أو التي أنتجت في العام الماضي بمعنى أدق، هناك عدد كبير من الأعمال التي ظهرت بمستوى رائع للغاية، وقدمت الأفكار الرائعة وحققت نجاحاً كبيراً، وعندما نريد الحكم على الدراما، فمن الإنصاف أن نثني عليها لأنها استمرت في العمل في ظل هذه الظروف القاهرة .
* وماذا عن رأيك بالمستوى الذي أظهرته الأعمال التي تناولت الأزمة السورية؟
- من المفروض على الدراما أن تعمل على توعية الناس وعلى دفعهم إلى الطريق الصحيح، خاصة في ظل الظروف الحالية، وهناك عدد من المسلسلات التي ناقشت موضوع الأزمة من خلال طروحها، وكان منها عمل رائع جداً، وهو "تحت سماء الوطن" للمخرج الكبير نجدت أنزور، وأنا أرى أن هذا العمل لامس الواقع إلى حد كبير، وسلّط الضوء على أمور وحيثيّات مهمة جداً، كما أنه عمل على إظهار الآثار الكبيرة التي تسببت بها الأزمة والتي طالت نسبة كبيرة من الناس، كما أني الآن أشارك في خماسية "نصر"، وهي أيضاً تعتبر في رأيي من الأعمال المهمة التي تلامس الواقع، وبالتالي، أعود وأقول إن بعض الأعمال لامست الواقع إلى حد كبير، وأظهرت مستوىً رائعاً للغاية .
* هل تؤيّدين من يقول إن الشكل الحسن يساعد الممثلة على نيل الأدوار؟
- للأسف الشديد نعم، أنا أوافق هذه المقولة، وخاصة في الفترة الحالية، فنحن نشاهد الكثير من الأعمال التي تضمّ ممثلات يفتقدن إلى الموهبة والمقدرة، لكن يوجدن نتيجة تمتّعهن بالشكل الحسن، كان الأمر في الماضي موجوداً لكن ليس إلى هذا الحد الكبير، فكنّا بالكاد نجد عملاً أو اثنين تشوبهما هذه المشكلة، أما في الفترة الحالية فنحن نرى أن المشكلة تفاقمت، وأصبح الشكل الحسن أحد معايير انتقاء الممثلات، ولم يعد من المهم إن كانت الممثلة تمتلك المقدرة وحسن الأداء، أم لا .
* ما السبب برأيك؟
- مهما كان السبب، فأنا أرى أنها مشكلة تهدد جودة الأعمال ونجاحها، ومن الممكن برأيي أن يكون السبب تسويقياً، فهناك الكثير من الأعمال التي تضمّ وجوها جديدة لمجرد كونها تمتلك الجمال، وهذا الأمر أعتبره عيباً من عيوب الدراما السورية .
* لكن، ألا تعتقدين أن الوجوه الجديدة ضرورة في كل دراما؟
- من المؤكد أن الوجوه الشابة ضرورة في الدراما السورية، ودائماً توجد أسماء جديدة في كل موسم، لكن يجب أن تتمتع هذه الوجوه بالمقدرة والموهبة، وأن تمتلك معايير الممثل الناجح، لا أن يكون الشكل الجميل هو المعيار الوحيد لانتقائها، وفي هذه النقطة لا بد من الاعتراف بأن صناعة النجوم في سوريا تراجعت إلى حد كبير في أيامنا هذه، فصناعة النجوم يعتبر سلاحاً مهماً وقوياً بيد أية دراما، والدراما المصرية تعتبر برأيي الرائدة من ناحية صناعة النجوم، لذلك نجد أن الوجوه الشابة في مصر دائماً ما تقدّم مستوى رائعاً جداً، ويفوق المستوى الرائع الذي تبديه الوجوه الشابة في سوريا .
* يتضح من كلامك أنك ترين عيوباً كثيرة في الدراما السورية، هل من إيضاح؟
- نعم، هناك عيوب في الدراما السورية حالها حال أية دراما في العالم العربي، فإضافة إلى المشكلة التي تحدثنا عنها منذ قليل، توجد مشكلة الفنانات غير السوريات اللواتي ينشطن في الدراما السورية، وهي مشكلة كبيرة جداً، فالممثلة السورية أولى بالعمل في الدراما السورية، خاصة مع ازدياد صعوبة المعيشة، ولا تفهم من كلامي أني ضد العمل العربي، على العكس تماماً، فأنا أحب أن أرى أعمالاً عربية مشتركة، على أن يكون الاشتراك من ناحية الإنتاج لا من ناحية الممثلين، وعندها لن أمانع أن أرى ممثلات عربيات، لكن عندما يكون الإنتاج سوريّاً بحتاً، فأتمنى أن تشارك الممثلات السوريات فقط، فكثيراً ما نرى عملاً سورياً ضخماً، وتشارك في بطولته ممثلات غير سوريات، على الرغم من وجود أسماء قديرة وأكثر مقدرة من الممثلات المشاركات، وللأسف، هذه مشكلة تطفو على السطح في الفترة الحالية .
* ما موقفك من مسألة تعدد الأجزاء التي باتت تأخذ به معظم الأعمال السورية؟
- أنا أنتقد مسألة تعدد الأجزاء التي نراها في عدد من الأعمال السورية، وعلى رأسها الأعمال الشامية التي تبالغ كثيراً في مسألة التكرار وتعدد الأجزاء, فمن غير المنطقي في رأيي أن نرى عملاً يمتد إلى أربعة أو خمسة أجزاء أو أكثر .