2014/05/16
مظفر إسماعيل – دار الخليج
يواصل فريق العمل الشامي "بواب الريح" تصوير المشاهد، وهو مكون من ثلاثين حلقة، وتدور الأحداث في حارة دمشقية قديمة تضم تعدداً طائفياً يجمع بين اليهود والإسلام والمسيحية .
يعيش أفراد تلك الطوائف الثلاث حياة ملأى بأجواء المودة والمحبة والألفة التي نادت بها الأديان الثلاثة، ويرتكز العمل على ثلاث شخصيات هي التاجر "يوسف النحاس"، شيخ كار النحاسين، وهو من اليهود الدمشقيين، متميز بفنه الجميل، وآغا، قام بمحاربة الفتنة التي حاكها حاخام الكنيست اليهودي، المرتبط بالسياسة الاستعمارية للدولة العثمانية التي تهدف إلى فك التعايش الإسلامي المسيحي اليهودي الذي تميز به المجتمع الدمشقي، إضافة إلى شخصية "جورج السكيبي" شيخ كار نساجي الحرير، هذه الحرفة التي حملت أسراراً جعلت دمشق آنذاك الرائدة في هذه الصناعة، مما أدى إلى تآمر الدول الأوروبية عليها بغية زرع الفتنة، لسرقة صناعة الحرير واحتكارها من مسيحيي دمشق، وشخصية "هاشم آغا" حاكم القلعة الدمشقي والمتأصل من حواري الشام، والمسلم الذي يضع يده بيد جاره مهما كانت طائفته، لضرورة الحفاظ على التآخي والتعايش السلمي في مواجهة جميع المتربصين بالشام .
ويتناول العمل الأحداث التي جرت في عام ،1860 والتي شكّلت منعطفاً مهماً جداً في تاريخ المنطقة، حيث جرت فيها أحداث فتنة جبل لبنان والتي امتدت إلى دمشق بتآمر استعماري هادف إلى تفكيك اللحمة الوطنية في المنطقة .
تتولى شركة "سما الفن" إنتاج العمل الذي يضم نخبة من أبرز نجوم الدراما السورية، وهم، "دريد لحام، غسان مسعود، فادي صبيح، ضحى الدبس، سليم صبري، إمارات رزق، مصطفى الخاني، إنطوانيت نجيب، خالد القيش، جوان خضر، جيني أسبر، آندريه سكاف، حسام تحسين بيك، أمانة والي، مديحة كنيفاتي، والشاب يزن الخليل . . وآخرون" . والعمل من تأليف خلدون قتلان، وإخراج المثنى صبح .
"الخليج" زارت موقع تصوير العمل وسجلت اللقاءات التالية:
المخرج المثنى صبح يقر بأهمية العمل الذي يجسد وفق قوله روحاً وطنية لطالما اشتهر بها سكان الشام الأصيلة، ويعتبره من أبرز الأعمال التي تصور حالة الانسجام والتعايش الودي الذي عاش في ظله أهل الشام منذ قرون، وهو من الأعمال التي تقصّ وتسرد أحداثاً شيقة وممتعة تجعل المتابع يستمتع بكل مشهد وينتظر المسلسل باستمرار، مؤكداً أنهم ركّزوا على جانب الدقة والتوثيق في كتابة الأحداث التي دارت في فترة حساسة جداً في تاريخ سوريا .
الفنان دريد لحام يجسد في العمل شخصية اليهودي الآغا "يوسف نحاس"، أحد أبرز شخصيات العمل، ويعتبر لحام أن العمل يحمل طابعاً إيحائياً رائعاً جداً، لأنه يصوّر حالة التآخي والوئام التي كان يحيا من خلالها أبناء دمشق في فترة الستينات من القرن قبل الماضي، ويشير إلى أهمية تسليط الضوء على كل ما من شأنه أن يبرز للعالم حقيقة المشاعر التي يكنّها الناس لبعضهم بعضاً في هذه المنطقة المهمة من العالم، ويعبّر عن إعجابه الشديد بالعمل، مؤكداً أنه يصور الحالة الوطنية التي كان السكان يتحلّون بها في تلك الفترة على اختلاف طوائفهم ودياناتهم، إضافة إلى اهتمامه بتصوير المرأة بطريقة حضاريّة مفعمة بالوطنية على حد قوله .
يجسد الفنان غسان مسعود شخصية قائمقام دمشق في الفترة التي يتناولها العمل، ويدعى هاشم آغا، وهو يتمتع بالكثير من الخصال الرائعة أهمها محبته وحرصه على نشر التآخي والمودة بين أبناء جميع الطوائف، فهو الذي يضع يده بيد جميع من حوله طالما أن الأمر متعلق بالوطن وبالمصلحة الوطنية العليا . ويرى مسعود أن الفكرة تمتاز بأهمية في وقتنا الحالي، نظراً لطبيعة المرحلة التي تمر بها المنطقة بشكل عام، ويعبّر عن سعادته لتواجده في عمل يجسّد الروح الوطنية من خلال أحداث موثّقة تسلط الضوء على حياة الناس في بيئة دمشقية قديمة، وأثناء ظروف مرت بها دمشق في الفترة التي يتناولها المسلسل، ويتوقّع أن ينال إعجاب جميع المتابعين .
بدوره يجسد الفنان سليم صبري الشخصية الثالثة من الشخصيات الرئيسية للعمل، وهي شخصية جورج السكيبي شيخ كار نساجي الحرير، وتدور حولها الكثير من الأحداث حالها حال الشخصيتين الأخريين، ويؤكد صبري أن العمل يتميّز عن معظم الأعمال الشامية الأخرى بدقّته من الناحية التوثيقية، وبأنه يسرد الوقائع والمجريات استناداً إلى وثائق تاريخية مؤكدة، ويشير إلى أهمية إبراق فكرة التعاون والكفاح المشترك لدى جميع الأديان، ووقوفهم صفاً واحداً في وجه الاستعمار والاحتلال العثماني، معتبراً أن الاهتمام بفكرة تحلّي جميع أبناء دمشق من مختلف المذاهب بالروح الوطنية أمر إيجابي ويرفع من قيمة العمل من جميع النواحي .
يلعب الفنان آندريه سكاف شخصية رجل يدعى رضائي آغا، الذي عانى ظلم الوالي العثماني عبد المجيد الذي كان يحكم دمشق في تلك الفترة، ويؤكد سكاف أهمية الشخصية التي لطالما عملت على تحريض الناس للوقوف في وجه المستعمر العثماني، وعملت على حياكة المؤامرات التي أدت في النهاية إلى نقل حالة البغض والكراهية التي يكنها "رضائي" إلى الناس، ما ساهم بشكل كبير في إشعال نفوسهم، ونهوضهم في وجه العثمانيين، ويرى أن شخصيات العمل على اختلافها تتمتع بالكثير من الأهمية، مشيراً إلى الدور المهم الذي تلعبه كل شخصية مهما كان حجمها، ولم يخف إعجابه بالعمل الذي يعتبر على حد تعبيره واصفاً حقيقياً للحالة الوطنية التي اعتاد عليها أبناء دمشق على مرّ العصور .
تشارك الفنانة ريم عبدالعزيز بدور المرأة المسلمة "نبيلة"، وهي زوجة الآغا هاشم آغا، وتتمتع الشخصية بالكثير من الشعبية وتترك أثراً طيباً أينما ذهبت وفي أي مجلس تحضر فيه، وتؤكد عبد العزيز سعادتها بالعمل على اعتبار الشخصية التي تؤديها من الشخصيات المسالمة والطيّبة، فهي تعمل طوال الوقت على نشر المودة بين الجميع من مسلمين ومسيحيين ويهود، كما تشير إلى أهمية الطروحات المقدمة والتي تركّز على إظهار الجانب الوطني الذي تتمتع به الشخصيات والتي تعتبر وفق قولها انعكاساً لشخصيات حقيقية تواجدت في دمشق في فترة أحداث العمل .
ويلعب الفنان فادي صبيح دوراً شيّقاً في العمل، حيث يجسد شخصية رجل يموت ويعود للحياة بعد ذلك بشخصية مختلفة ليمارس دوره الوطني في محاربة العثمانيين ومحاولة النيل منهم، ويرى صبيح أنه رغم كثرة الأعمال الشبيهة، إلا أنه يركز على نقل الأحداث بدقة كبيرة، ويهتم لعامل التوثيق بشكل لم يسبقه عليه أي عمل آخر، مشيراً إلى القيمة الكبيرة التي يتحلى بها العمل من ناحية المضمون والأفكار .