2014/05/11
بوسطة- لقاء: محمد الأزن
خلال استراحةٍ بين مشهدين، يؤديهما في "بقعة ضوء10" الذي أنهى تصويره مؤخراً؛ تحدّث الممثل السوري قاسم ملحو لـ"بوسطة"، عن مجمل مشاركاته بموسم دراما رمضان المقبل 2014، في لقاءٍ سريع، أصّر أن يحمل طابع "الدردشة" العفوية، كما يحبُ دائماً في تواصله مع الناس، في العالمين الافتراضي والحقيقي، حيث يلتقط اللحظة، ويعبّر عما يجول بخاطره، بعيداً عن التكلّف، وترك لنا مهمة صياغة ماقاله.
سعيد بالعمل مع حجّو مجدداً
بدأ قاسم ملحو مطلع شهر أيار/ مايو الجاري، بتصوير دوره في مسلسل "الحقائب"، ويعتبر هذا العمل المشاركة الأساسية له في موسم دراما 2014، ويؤدي فيه دور صهر عائلة "خليل وفيحاء"، التي تدور أحداث المسلسل حول قرارها مغادرة البلاد بسبب ظروف الحرب، ومايعترض هذا القرار من إشكالات، ومواقف، ضمن إطار من الكوميديا السوداء، كتبها ممدوح حماده، ويخرجها الليث حجّو.
ويبدو ملحو سعيداً بعودته للعمل مع حجّو، وأعرب لـ"بوسطة" عن أمله بأن تكون أجواء العمل في "الحقائب"، شبيهةً بما حدث في كواليس مسلسل "الانتظار" الذي قدّمه مع المخرج ذاته، حيث كان: "الكل يعمل جنباً إلى جنب في ورشة عملٍ حقيقية."
ويجمع "الحقائب" بين قاسم ملحو، ورنا شميّس في ثنائي جديد، بعد النجاح الذي حققاه معاً في "الولادة من الخاصرة"- الجزء الأول 2011، ويلعب قاسم في العمل الجديد دور زوج "مريم" التي تؤدي دورها رنا، ويكون الزوجان مقيمان في حلب، ويصلان إلى حضن العائلة بدمشق، بعد رحلةٍ صعبة ستؤثر على قرارهما بالرحيل من البلاد أو البقاء فيها؟!
"بقعة ضوء10" يلاحق ظلال الأزمة
وإلى جانب "الحقائب"، انضم قاسم ملحو إلى قائمة أبطال عاشر أجزاء "بقعة ضوء" 2014، مشاركاً بعد لوحات، كما يشّكل في الجزء الجديد ثنائياً مع أيمن رضا، في اسكتشات "غداّ نرتقي"، تحت إدارة المخرج عامر فهد.
وحول ما ترددّ سابقاً عن نيّته عدم المشاركة في النسخة الجديدة من العمل، يوضح ملحو أن السبب في تراجعه عن ذلك، هو: "إصرار المخرج على التنوّع، والاستعانة بكل لاعبي (بقعة ضوء) الأساسيين."، ويشير الممثل السوري إلى أن "ظلال الأزمة، وانعاكساتها" تخيّم على معظم مايقدّمه الجزء الجديد من السلسلة الانتقادية الشهيرة، كذلك بدت أجواء التصوير ليست بعيدةّ عمّا يحدث يومياً في دمشق، حيث كان قاسم مع مجموعة من زملائه في أحد مواقع تصوير"بقعة ضوء 10"، حينما انفجرت سيّارة مفخخة، على مقربةٍ منهم.
"والي الشام" و"أبو ساندي"
ويجسّد قاسم ملحو أيضاً في مسلسل "بواب الريح"؛ شخصية أحمد زكريا باشا، "والي الشام"، إبان أحداث فتنة 1860 الشهيرة، ويلعب دوراً خطيراً في إشعال الفتنة بين أبناء الشام في ذلك الزمان، والعمل من تأليف خلدون قتلان، وإخراج المثنى صبح.
كما شارك ملحو بخماسية "نصر" ضمن خماسيات مسلسل "الحبّ كله"، لكنّه لا يبدو راضياً عن ظروف مشاركته بهذه الخماسية بالذات، ويقول بصراحة لـ"بوسطة": "أنا لست من الفنّانين الذي يقولون عن أدوارهم كلهم أولادي، إذ قد يكون بينهم أولاد حرام".
وبالمقابل ينوّه الممثل السوري إلى دور "أبوساندي" الذي يلعبه في خماسية "استعداد للرحيل" من المسلسل ذاته، وتصب هذه الشخصية جام غضبها على "أوباما" الرئيس الأمريكي، حيث تدور أحداث الخماسية (من تأليف عمر الشيخ، وإخراج وسيم السيد)؛ خلال العام الفائت، بينما كانت الأخبار تتحدث عن عدوانٍ تخطط له الولايات المتحدة على سوريا.
"مصّلح كاركترات" لايريد أن يكون قطعة ديكور بـ"باب الحارة"
ويكشف قاسم ملحو لـ"بوسطة" أنّه اعتذر عن عدم المشاركة في السلسلة الشاميّة الشهيرة "باب الحارة"، ويعلق على ذلك بالقول: "سألني بعض الزملاء من أين تأتي بالجرأة لتعتذر عن هكذا عمل؟ فأجبتهم أن بوصلتي هي الورق، والمخرج، والجهة المنتجة، كل تلك العوامل مجتمعةً تلعب دوراً في اتخاذي لقرار العمل من عدمه."
وحول الدور الذي اعتذر عنه، يقول ملحو: "هو من الشخصيات الوافدة على الجزء الجديد، يكون بين مجموعة من الثوّار الذين يلاحقهم رجال الدرك الفرنسيين"، ويضيف: "(باب الحارة) بات مزدحماً بالشخصيات، ولا شك أنّ من بينهم الكثيرين الذين تركوا إرثاً عند الجمهور، وإذا كان عليّ المشاركة في العمل، فينبغي أنْ يكون ذلك من خلال شخصية ذات قيمة، وتأثير، حتى لا أبدو مثل قطعة ديكور."
ولا يخفي الممثل السوري أنّ هذا ليس السبب الوحيد لاعتذاره عن "باب الحارة"، فهناك مسألة الأجر المادي أيضاً، والتي لم تكن مُرضية بالنسبة له، ويعتبر كممثل، أنّ "من لا يأخذ أجر جيّداً... لايعامل بشكّلٍ جيد."
هكذا يبدو قاسم ملحو واثقاً بما يمتلكه من قدراتٍ تمثيلية، ويشير من باب التندّر، إلى موهبةٍ خاصّة، يتميّز بها، مع زملاء آخرين، ذكَرَ من بينهم: الراحل نضال سيجري، وأحمد الأحمد، ومحمد حداقي؛ وهي "تصليح الكاركتارات"، حيث يلجأ إليهم المخرجون، في كثيرٍ من الأوقات لإحياء أدوارٍ معينّة، وجعلها أكثر أهميّة، من خلال بحثهم، واشتغالهم عليها.