2014/05/09
وسام كنعان – الأخبار
لا تجد كارمن لبس فسحة لزيارة بيروت هذه الأيام. تمضي وقتاً طويلاً في الطائرة بين القاهرة وأبو ظبي لتلتحق بتصوير دورها في مسلسل «سرايا عابدين» لهبة مشاري حمادة وعمرو عرفة، إضافة إلى دورها في «الإخوة» الذي باشرت الفضائيات في عرضه وما زال تصويره جارياً في العاصمة الإماراتية (الأخبار 25/4/2014).
في هذا المسلسل الذي يخرجه سيف الدين السبيعي، تجسّد الممثلة اللبنانية دور فاتن عشيقة فريد نوح (عبد المجيد مجذوب) السابقة التي تنتمي إلى طبقة أرستقراطية، وما زالت تحافظ على رشاقتها وجمالها.
إلا أنّها امرأة لعوب لا تترك نفسها وحيدة من دون رجل يعتني بها ويُعيلها. لكن ماذا تفعل نجمة مسرح زياد الرحباني في مسلسل فارغ من أيّ مضمون لا يقدّم سوى قصص حبّ؟ تجيب لبس في حوارها مع «الأخبار»: «معكم حقّ! لكن ماذا أفعل؟ يصعب أن أوافق على عمل سينمائي من دون مدلولات عميقة، والتجارب السينمائية قليلة جداً. لكن في التلفزيون، يصبح لدى الممثل مبرّرات لكونه يعمل لوسيلة ترفيه تحضرها مختلف شرائح المجتمع. فيوافق على هذه الأعمال لأنه في النهاية بحاجة إلى العمل».
اقترحت فكرة
مسلسل تشرف على كتابة تمهيداً لعرضه في رمضان 2015
وتضيف: «في مكان ما وفي عمر معيّن، تصبح خيارات الممثلة ضيّقة، فتتراجع إلى الدور الثاني أو الثالث، ويصعب عليها تجسيد ما تريد. وإذا اعتصمت بفكرة تقديم ما ترغب به فقط، ستجلس في البيت حتماً. الآن، أجد أنّ الحلّ لعدم اضطراري إلى تقديم أدوار غير مقتنعة بها، أن أتجّه إلى الإخراج، وهو حلّ منطقي صراحة».
في أحد حواراتها الإذاعية، قالت نجمة «سنعود بعد قليل» إنّها ذهبت إلى مصر من أجل الأجر العالي لا أكثر، لكنها توضح لنا: «دخلت المحروسة بدور بديعة مصابني في مسلسل «أبو ضحكة جنان» (2009)، وقد عرض عليّ أثناء وجودي في مصر، وأديت أدواراً على اعتبار أنّني كنت مقيمة هناك في تلك الفترة. لكن في ما بعد، جسدت شخصية آسيا داغر في مسلسل «الشحرورة»، وقد أجسّد دور الأميرة نازلي، عمة الخديوي اسماعيل في مسلسل «سرايا عابدين» لإيماني بأهمية المشروع». وعن دورها في هذا المسلسل، توضح بقولها: «أؤدي دور عمة الخديوي إسماعيل (قصي خولي). هي تبقى على هامش الصراع الدائر في القصر، وتمثّل الوجه الإيجابي في العمل لأنها تحاول معاملة الخدم بطريقة إنسانية، وترى أن لا فرق بين الأفراد، حتى إنّها تعشق سايس الخيل، وتهرب معه وتتزوّجه بعد أن تخسر صراعها مع والدة الخديوي (يسرا) التي تمثل الجانب السلبي». من جهة أخرى، تتفق لبس على أنّ الممثل يبرع في تجسيد أدوار بيئته أكثر من بيئة أيّ بلد مجاور، كذلك فإنه يكون على أريحيته حين يتحدّث بلهجته. وعن تجاربها بين مصر وسوريا، تعلّق بأنّها جسدت في الدراما السورية دور سيدة لبنانية دائماً، وفي مصر أدت دوراً تاريخياً، إذ لا تنتمي الشخصية إلى هذا الزمن.
تحاول نجمة «العائدة» أن تؤدي دوراً فعّالاً في الدراما اللبنانية يتعدّى مسألة التمثيل فقط، إذ اقترحت أخيراً فكرة مسلسل تشرف على كتابة حلقاته، على أن يكون جاهزاً للعرض على الشاشة في رمضان 2015. لكن ما هي مشكلة الدراما اللبنانية التي تجعلها عاجزة عن اللحاق بالركب وفاشلة في مواكبة مجتمعها الغني بالأحداث؟ تجيب: «السينما والكليب يُنتجان بنحو ممتاز، وهذا دليل على أنّنا نمتلك المقوّمات والكفاءات اللازمة. لكن في الدراما، نحتاج إلى نصّ يشبهنا ويحكي مشاكلنا. ما نقدّمه من دراما لا يشبه لبنان، والمصيبة أنّ المنتج هو الذي يطلب أعمالاً محدّدة، ويحتاج إلى سوق واسعة حتى يتمكّن من إثبات نفسه». وتضيف: «في بلدنا لكل طائفة أو حزب سياسي تلفزيون، ولا يمكنك أن تقدّم قصة حقيقية وتتمكّن الشركة المنتجة من بيعها لأكثر من تلفزيون. كذلك يمكن أن يقيدك الانقسام ويجرّك الجمهور اللبناني لإسقاطات لم تكن تقصدها. على سبيل المثال، إذا قدّمت مسلسلاً يحوي شخصية سلبية اسمها محمد، وأخرى إيجابية اسمها جورج، ستُفهم أنك تحاول الإساءة إلى الإسلام مقابل تلميع صورة المسيحيين، والعكس صحيح». وتشرح «مقولة أنّ لبنان بلد الحرية كذبة، لأن ما يجري فيه هو فوضى وعبثية أكثر منه حرية».
على صعيد السياسة، ترى لبّس أن ما يحدث في الوطن العربي خريف تحوّل إلى تسونامي من القتل والتشريد. لكن ألا ينبغي للدراما أن تغوص في عمق ما يحدث، أم عليها أن تتريث حتى تتضح الرؤية وتزول الضبابية؟ تجيب: «كي تكون موضوعياً وأنت تكتب، لا بدّ من أن تتنحّى عن طرفي الصراع، ولا يمكن أن تحصل هذه الموضوعية حالياً. من يريد الدخول في أزمة بلد وهو يعيش فيه، يشبه كمن يضع يده أمام عينه مباشرة ويريد أن يراها. المطلوب أن تتوجّه إلى الناس وتدخل في معاناتهم من دون التحزب لأيّ فريق سياسي، وربما كان مسلسل «سنعود بعد قليل» مثالاً نموذجياً على ذلك. يجب أن تقدَّم أعمال مماثلة في الوقت الحالي بعيداً عن التماس مع جرائم الحرب وأفعالها.