2014/05/02
بديع منير صنيج – تشرين
أدّعي أنّ الحب كما الطاقة، لا يفنى ولا يُخلق من عدم، بل يتنقّل بين أشكالٍ وحكايات. فما كان قبل ملامسة هذا العبثِ، زمنياً، لا يمكن أن يختفي أو يزول. أدّعي أنّ صورةً مصدّرةً ومصنّعة انتقلت بالشخصيات إلى أنماط، وبالتنوّع إلى ثنائيات، وبالأفكار نحو قطبية شديدة حشرت الجميعَ في طرفين، أعود وأدّعي، الحبُّ، بطبيعته لا يقبل التنميط، ولا يعترف بصورة مصنعة ومعلبة، ولا يتعامل أو يعيش إلاّ مع... وبشخوصٍ من لحم ودم. أن تعود، عبر الدراما، إلى أنسنة النموذج. أن تعود إلى اللحم والدم والعاطفة من دون شوائب أو عوالق أو تصنيف، هذا ما أحاول تقديمه» بهذه العبارات يوصف السيناريست عدنان أزروني مقولة خماسية «كلام في الحب» التي أخرجها «محمد وقاف» وأنتجتها المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي ضمن مسلسل «الحب كله».
يضيف أزروني: «في هذه الخماسية محاولة للرجوع إلى الإنسان الصرف، خارج إطار التعليب أو القالب المسبق. وفيها مرورٌ يمسحُ جملةَ علاقات تدور في فلك الحب لرصد احتمالاته وأشكاله المختلفة فالحب حب، والمبادرة حب، والعمل حب، والانتقادُ حب، والانتماءُ هو كل الحب».
تدور خماسية «كلام في الحب» حول «راوية.. ندين سلامة» التي تشقُّ طريقها في مهنةِ المتاعبِ (الإعلام) وبحبٍّ تنظر وتلتقي بـ «ربيع.. خالد القيش» الذي عانى مخاضاً بحب، ولأجل حب، فانتقلَ من حبٍّه الخاص لـ «راوية» إلى حبٍّ أعم يكمن في العودة عن تدمير بلده.
ومن الشخصيات أيضاً «سامر.. علي رمضان» مدرب هواة المسرح العامل مع أطفال مراكز الإيواء. وصديقته «نيرمين.. نور خيزران» الموظفة في معهد مازال يعلم الأطفال الموسيقا في زمن صعب، إلى جانب صديقه «تيم.. مروان أبو شاهين» مدرس آلة الكمان والضائع بين حبه لزميلته «ريم.. لينا أحمد» وبين رغبته بالهجرة.
قناةٌ فضائية محلية، تشق طريقها بصعوبةٍ في بناء تقاليد إعلامية. والعمل بمهنية مع مدير أخبار «باسم.. فادي صبيح» يمارس مهنته بانفتاح ونرى عبر هذا الخط الدرامي انعكاس الإعلام على زوجته وطفليه كعينة خاصة من طيف واسع تُمارس عليه الفضائيات سطوة قاسية وفي كثير من الأحيان لها انعكاساتها النفسية والاجتماعية المؤلمة.
وعن نص «أزروني» يقول المخرج «وقاف»: «أكثر ما لفتني فيه أنني أستطيع أن أشتغل عليه من دون أن أصب الزيت على النار، فأنا ضد أن يساهم أي عمل مهما كان صغيراً في تأجيج الأزمة، وزيادة الشرخ بين مكونات المجتمع السوري. هذا النص أستطيع أن أشتغل عليه بحيث يترك أثراً إيجابياً ينبع من ضمير كل سوري على اختلاف ظروفه وانتماءاته وأقدم من خلاله رسالة مفادها أن حب الوطن هو الأساس وحب الإنسان لأخيه الإنسان ركيزة لا بد منها للحياة».
وعن التطرق إلى دور وسائل الإعلام ضمن «كلام في الحب» يوضح المخرج: «الإعلام من أخطر أسباب الأزمة في سورية، فهو من ساهم بزيادة حجم الدمار الحاصل، فالأثر الإعلامي لعب دوراً كبيراً بانحراف جزء كبير من الشباب عن الخط الوطني والانتماء لسورية، والقناة الإعلامية كانت محوراً ضمن العمل ورابطاً بين الشخصيات. سلطنا من خلاله الضوء على جزء من الأداء الإعلامي، ولكن ما كان يهمنا أكثر هو العاملون في الإعلام وكيفية تأثير «الميديا» في أسرهم وما الانعكاسات السلبية على أطفال أولئك الإعلاميين الذين يتابعون أكثر من غيرهم؟ إضافة إلى تجربته الشخصية ووصول أطفال إلى مرحلة بات من الصعب معها معرفة كيف يمكن أن يعالج أثر ذلك الإعلام فيهم، كما ركزنا على تلك المراسلة الحربية التي تملك حساً وطنياً وعلى علاقاتها الاجتماعية مع بقية الشخصيات».
الفنانة «ندين سلامة» تؤدي شخصية «راوية» المراسلة الحربية لقناة «الوطن» الإخبارية والمتحمسة لدورها في نقل الحقائق، وهي صاحبة شخصية مرحة يقودها قدرها إلى التعرف إلى والدة «ربيع» النازحة إلى الحي الذي تعيش هي فيه فتربطها معها علاقة ود رغم معارضة ابنها في البداية، لكن تتطور العلاقة التي تربط بين «راوية» و«ربيع» بما يخدم صيرورة الحكاية وتشابك خطوطها الدرامية.