خماسيات سورية: عِشق برائحة... البارود

  يبدو أنّ فكرة إنتاج مسلسلات مؤلفّة من «خماسيات» تحوّلت إلى «موضة» هذا العام، بعدما انطلقت في موسم دراما 2013. تضم قائمة إنتاجات الدراما السورية لعام 2014 ثلاثة أعمال من هذا النوع هي «صرخة روح 2»، و«رقص الأفاعي»، و«الحب كلّه». لعلّ الفكرة ولدت في الموسم الماضي بهدف ضمان استمرار عجلة الإنتاج وسط المخاوف من توقّف التصوير في أي لحظّة، بسبب الأوضاع الأمنية في دمشق، لكنّها في الوقت نفسه تعطي العمل طابعاً أكثر غنى عبر تنوّع الكتّاب، والمخرجين، بناءً على نجاح تجارب سابقة أكثرها شهرةً كان «أهل الغرام» بجزئيه الأول والثاني خلال العقد الماضي.

هكذا، أنتجت شركة «غولدن لاين» مسلسل «صرخة روح» في عام 2013 تحت عنوانٍ عريض هو: «قصص تتناول الخيانة المحرمّة»، ونجحت في استقطاب نجوم معروفين، بإدارة مخرجين عدّة، عن نصوص لكتّاب مختلفين.
ورغم الانتقادات التي طالت «قسوة قصص الجزء الأوّل، وعدم ملاءمتها لموسم العرض الرمضاني»، إلا أنّ «غولدن لاين» أعلنت في أواخر أيلول (سبتمبر) الفائت عن النسخة الثانية من «صرخة روح» لموسم 2014.
انتهى تصوير العمل في آذار (مارس) الماضي، ليبدأ عرضه الأوّل أخيراً على شبكة «أوربت» المشفرة. كتب زهير قنوع وأخرج إحدى الخماسيات، وتوزّعت نصوصها الخمسة الأخرى بين الكاتبين محمد سعيد الحنّاوي، وناديا الأحمر، فيما تولى إخراجها كل من إياد نحّاس، وسيف الدين سبيعي، وتامر إسحاق. ويضم «صرخة روح2» على قائمة أبطاله أيمن زيدان، وأمل عرفة، وبسام كوسا، وعبّاس النوري، وعبد المنعم عمايري، وكندة حنّا، ومرح جبر، ووائل رمضان، وأيمن رضا، وهبة نور، وآخرين. وقد تكون الشركة في صدد التحضير تحضر لجزءٍ ثالث لموسم 2015.
في 2013، قدّمت «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي» ثلاثيات «تحت سماء الوطن» بإدارة المخرج نجدة أنزور عن نصوص لمجموعة كتّاب. هذا العام، تحوّلت المؤسسة إلى الخماسيات وأطلقت مسلسل «الحب كلّه»، مفسحةً المجال لتقديم تجارب جديدة في مجال الكتابة ضمن إطار عام يتناول «تجليات الحب في زمن الحرب».
العمل الذي سيعرض في رمضان، يرصد عبر ستة نصوص لا تخلو من الطرح الرومانسي، تأثيرات الحرب على حياة الناس، وتشتت المشاعر الإنسانية تحت وطأة الظرف الراهن الذي يعيشه السوريون.
وربما يسعى العمل إلى تمرير رسائل حول إعادة اللحمة إلى هذا المجتمع عبر إظهار الحب منتصراً رغم كل ما يجري. وقد ألّفت خماسيات «الحب كلّه» كل من رانيا بيطار، وعمر الشيخ، وديانا فارس، وآنا عكّاش، وعدنان أزروني، وفادي زيفا، وعبد المجيد حيدر. أما إخراجياً، فحملت توقيع سهير سرميني، ووسيم السيد، وغسان جبري، وزهير قنوع، ومحمد وقّاف، وزياد جريس الريس، كذلك تضم ما يزيد على 200 اسم من نخبة وجوه الدراما السوريّة كسلمى المصري، ونادين خوري، ووائل رمضان، ووائل شرف، وقاسم ملحو، وسليم صبري، وضحى الدبس، إضافة إلى عامر علي، وسامر اسماعيل، وميسون أبو أسعد، وفادي صبيح، وندين سلامة، ودينا هارون، وإمارات رزق، وعاصم حوّاط، وغيرهم.

سيشهد هذا العام إطلاق «صرخة روح2»، و«رقص الأفاعي»، و«الحب كلّه»

مدير الإنتاج في المؤسسة ماهر عزّام، يقول لـ«الأخبار» إنّهم أتاحوا من خلال هذا العمل الذي استغرق تصويره 50 يوماً الفرصة لأكبر عدد من الفنّانين والفنيين السوريين لـ«الظهور في عمل واحد على اختلاف أطيافهم، ورؤاهم، إلى جانب تحقيق أهداف المؤسسة بزيادة فرص التشغيل في ظل الظروف الراهنة». بدا مفاجئاً أن المؤسسة ستكتفي بـ«الحب كلّه» لخوض منافسات رمضان 2014 إلى جانب مسلسل «قربان» لعلاء الدين كوكش، عن نص للكاتب رامي كوسا. هذا ما أكدّه عزّام، شارحاً أنّ المسألة تعود إلى «توجه جديد في الخطط الإنتاجية للمؤسسة وإعادة برمجتها على مدار السنة، بحيث تدور الكاميرا خلال 12 شهراً، وليس خلال الأشهر القليلة التي تسبق رمضان فقط». ورجّح أنّ ذلك قد يسهم في إبراز أعمال مُنتجة سابقاً في شهر الصوم، خصوصاً أنّها لم تحظَ بفرص عرض كافية، كما حدث مع مسلسل «وطن حاف» (كتابة كميل نصراوي، وإخراج فردوس أتاسي ومهند قطيش).
وتماشياً مع «الموضة» الجديدة، وضمن إطار قصص الحب وعذاباته، كتبَ مروان قاووق (منفرداً) خماسيات مسلسل «رقص الأفاعي» الذي يتناول «قصص حب يمكن أن تتحوّل الأنثى الجريحة بسببها إلى وحش كاسر»، وفق ما أكد كاتبه لـ«الأخبار». العمل الذي يعرض أيضاً في رمضان (إنتاج «شركة الأصايل الدولية») انطلق تصويره قبل أشهر تزامناً مع استكمال قاووق لكتابته. علماً أنّ إخراجه أوكل إلى كنان اسكندراني، وتشارك فيه مجموعة كبيرة من الممثلين أمثال مرام علي، وعلي سكر، وطلال مارديني، ورهف شقير، وناهد الحلبي، وأنطوانيت نجيب.

تأجيل بالثلاثة

كشف الكاتب مروان قاووق عن تأجيل ثلاثة أعمال كان قد تحدّث عنها سابقاً لـ«الأخبار» (الأخبار 8/11/2013) هي المسلسلان الاجتماعيان «قلوب ترتعش» (إخراج كنان اسكندراني)، و«صمت الحرام» (إخراج غزوان بريجان) إضافة إلى عمل شامي يحمل اسم «زقاق النواعير» (الجزء الثاني من «لعنة قسم 2012» ــ إخراج كنان اسكندراني). علماً أنّ المسلسلات الثلاثة من إنتاج «شركة الأصايل الدولية». وفيما لم يفصح الكاتب السوري عن الأسباب الكامنة وراء هذا التأجيل، أكد أنهّ في صدد كتابة مسلسل جديد بعنوان «غضب الحب»، يدور في إطار اجتماعي بوليسي. يتناول المسلسل قصة حب تحوّلت إلى سلسلة جرائم قتل، ويتطرّق إلى بعض الانعكاسات السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي على الشباب.