2014/04/06
مصدر الخبر: آفاق سينمائية
البداية في فن التمثيل ، كانت في السينما السورية منذ العام 1997 ، من خلال مشاركتها في فيلم الترحال من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وإخراج ريمون بطرس شاركت بعدها في العديد من التجارب التلفزيونية ، كما عملت في مصر فمثلت فيلم مجنون أميرة إخراج إيناس الدغيدي . ثم تأتي المشاركة الثانية لها في السينما السورية . من خلال فيلم تنتجه المؤسسة العامة للسينما في الفيلم الثاني لباسل الخطيب والذي يحمل اسم الأم . عن هذه المشاركة حدثتنا نورا رحال :
• منذ سنوات شاركت في عمل سينمائي سوري أول ، والمشاركة تتكرر الآن ، ما انطباعاتك عن التجربيتن ؟
أحمل في مشاركتي في فيلم الترحال الكثير من الحب والذكريات الجميلة ، فهي الوقوف الأول لي بشكل مطلق أمام الكاميرا ، كانت تجربة غنية بالنسبة لي ، تعلمت منها الشيء الكثير عن الفن . أنا لم أدرس التمثيل أكاديميا ، لذلك كنت أعمل وأنا لا أعرف ماذا أفعل .
شخصيتي في ذلك الفيلم قريبة من شخصيتي الحقيقية أكثر من الشخصية التي ألعبها في فيلم الأم .
لذلك كان عملي في الفيلم تلقائيا تماما . بعد ذلك عملت في العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية وكذلك صورت 18 فيديو كليب . وهذا ما أكسبني نضجا فنيا كبيرا . استفدت منه جدا في عملي ، لذلك يمكنني القول أنني الآن ألعب دوري هنا بدون تلقائية ، بل بحرفية وأستطيع الآن أن أتجرد تماما من شخصية نورا رحال الحقيقية وتجسيد شخصية الفيلم .
• هل أحببت شخصية نورا التي تلعبينها في الفيلم ؟
بالطبع ، هي شخصية لها قناعات خاصة ، وهي معتدلة ، وهي في عائلتها شخص يحب جمع العائلة ، وعندها شعور بالمسؤولية تجاه كل الأمور . هذا ما جعلني أحب هذه الشخصية وهي مكتوبة بشكل لطيف ومحبوك .
• هل تتقاطعين معها ذهنيا ؟
أحيانا نعم ، وأحيانا لا . نورا رحال أكثر رغبة بالفرح وأكثر جرأة في الحياة . نورا هنا فتاة مختلفة ، شخصيا أرى نفسي مختلفة عنها ، فحتى في أشد المواقف صعوبة وألما في حياتي أستطيع التوازن وأكون دائما صلبة .
• كيف تنظرين إلى شخصية أم عادل وهي الشخصية المحورية في الفيلم ، بالنسبة للمشهد العام السوري الآن ؟
كوني أم ، استطعت تفهم الكارثة التي تعني أم عادل وطبيعة علاقتها ووضعها مع أبنائها . وخاصة عادل ، الذي تصرف بشكل أناني عندما رفض بسبب الخوف أن يحضر جنازة أمه . وهذا ما كشفه الفيلم من ظهور علاقات نافرة وغريبة وأحيانا غير إنسانية ظهرت لدى العديد من السوريين بعد الأزمة . تعاطفت كثيرا مع أم عادل لأنها شخصية مأزومة ، كانت خسائرها كبيرة في بيتها وأولادها وحياتها كلها أعتقد أن الإنسان الذي يقع عليه أكبر قدر من الظلم هو الأم .
• تعاملت في الفيلم مع المخرج باسل الخطيب الذي تعاملت سابقا معه تلفزيونيا ، حدثينا عن تفاصيل العمل معه ؟
أول تجربة تلفزيونية لي كانت مع المخرج باسل الخطيب في مسلسل هوى بحري ، هنا التجربة أفضل، إيقاع العمل مختلف ، أرقى وأهدأ ، الخطيب يتعامل مع الأشياء بروية وهدوء وفنيات عالية . أحببت العمل في السينما جدا . تربطني بها ذكريات جميلة عودا للماضي من خلال مشاركتي في فيلم الترحال لريمون بطرس الذي سعدت بالعمل فيه أيضا ومع مخرجه .
• عملت سينمائيا في مصر من خلال فيلم مجنون أميرة بإخراج إيناس الدغيدي ، كيف تقيمين العمل في التجربتين السينمائيين السورية والمصرية لديك ؟
أنا أحب الإنسان السوري ، هذا وطني الذي خلقت وتربيت فيه ، لذلك أحب في عملي أن تكون تفاصيل العمل من سورية ، لذلك اشترطت في الفيلم أن يكون الماكيير من سورية ، رغم وجود قامات فنية هامة في هذا المجال في بيروت حيث أعيش . عندما ذهبت لمصر لاحظت البساطة واللطف التي تطبع الإنسان المصري ، وشخصيا ارتحت جدا بالتعامل معه .
ولكن تبقى هنالك خصوصية تميز الإنسان عن الآخر . ما ساعدني على تجاوز بعض التفاصيل المتعلقة بالخصوصية هو صداقتي مع المخرجة إيناس الدغيدي. وهذا ما انعكس على العمل ككل ، كنت مرتاحة جدا ، أمام الكاميرا وخلفها ، مع فريق العمل ومع كل المصريين .
• كمطربة تتعاملين فنيا بمادة الصوت ، بمعنى أن أدوات تواصلك مع الجمهور هي واحدة ، بينما في التمثيل هنالك الصوت والجسد والعينين وغير ذلك ، بمعنى التعدد ، هل واجهت مصاعب في الإنتقال بين هذا وذاك ؟
أكثر ما أعانيه خلال التمثيل هو الصوت ، وهي مشكلة كانت موجودة بشكل أكبر لكنها الآن أخف ، أنا شخص كونت أساسا على أن حاسة الصوت لدي متميزة وظاهرة ، كان لدي في التمثيل دائما هذا الهاجس ، وهو كيف يظهر صوتي ، بشكل يفوق إحساسي بالمشهد والحوار والحركة . لذلك بذلت الكثير من الجهد حتى خرجت من ذلك الأمر . مرة قال لي الفنان بسام كوسا أنني يجب أن أنسى كوني مغنية حتى يستقيم لي أداء الشخصية كما يجب . وفعلا عملت على هذا الأمر حتى استطعت الخروج منه تماما .
• هل تتفاعلين مع المحيط بشكل أكبر عندما تكونين في الغناء أم التمثيل ؟
لا فرق ، بعد فترة النضج والخبرة يصبح الأمر تلقائيا ، حتى عندما أكون في جلسة خاصة مع أشخاص عاديين للتحدث بأمر ما . في البداية كانت الأمور مختلفة أما الآن فلا . في التمثيل يجب على الممثل أن يتعاطى مع البيئة المكانية التي يمثل فيها بشكل غير مبالي .
لكي لا يتأثر أداؤه . وكذلك في الغناء إنما بدرجة أقل . الفنان يجب أن يكون أنانيا في هذه المرحلة ولا بفكر إلا في نفسه وفنه