2014/04/03
أحمد مجاهد – مجلة لها
في واحدة من مغامراته الفنية الجديدة، يقدّم النجم جمال سليمان شخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في مسلسل «صديق العمر»، وهو الدور الذي استعد له جيداً على مستويي الشكل والمضمون.
جمال سليمان يتحدث إلينا عن تلك الاستعدادات، والمقارنة المتوقعة بينه وبين أحمد زكي الذي قدّم الشخصية سينمائياً، ويبدي رأيه في باسم سمرة وكندة علوش ومكسيم خليل.
ويتطرّق إلى المعارك التي يحاول أن يضبط نفسه حتى لا يخوضها، وسر غيابه عن السينما وعودته إلى الدراما السورية. كما يتكلم عن أحوال مصر وسورية.
- كيف استعددت لشخصية الزعيم عبد الناصر؟
لايمكن التعامل مع هذه الشخصية باستخفاف، لأنها شخصية مركبة بشكل صعب، فهو رجل خاض تحديات ومعارك كثيرة، فالأمر لا يتلخص فقط في مواقفه السياسية، بل في قدرته على امتصاص الأزمات والهجوم والمناورة في الوقت المناسب، فهو شخصية قوية وشجاعة وكان يستطيع ترويض نفسه في أوقات كثيرة حتى يقضي على خصمه، بالإضافة إلى أنه صعيدي لا يقبل الإساءة من أي إنسان، ويرد الجميل لمن يستحقه، فهو رجل حنون وطيب وشديد الوطنية ولم يرغب في تكوين إمبراطورية معينة أو الاستحواذ على شركات عالمية أجنبية، لكن كل همه كان الانتصار على الغرب في معركته السياسية.
وكان يشعر بأن الوطن العربي قادر على الاستقلال ومن حقه التعامل معه من الغرب على أساس الندية وليس التبعية، بالإضافة إلى خطبه الشعبية التي تأسر القلوب، علاوة على أنه كان يتحدث باللغة العربية الفصحى وكانت لديه قدرة على الارتجال في أي موضوع دون أي مقدمات.
كل ذلك عرفته عن شخصيته ودرسته جيداً قبل تصوير أول مشهد، وذلك لأن التحضير للشخصية التي أقدمها مهم بدرجة كبيرة.
- من عرض عليك دور جمال عبد الناصر؟
السيناريست الراحل ممدوح الليثي، ووافقت فوراً لمعرفتي بقدراته العالية في الكتابة، خاصةً أنه لم يكن بعيداً عن الكواليس الخاصة بالمرحلة الناصرية.
- ألم تقلق من تقديم المسلسل مع المخرج عثمان أبو لبن خاصةً أنه لا يملك خبرة طويلة في الإخراج التلفزيوني؟
عثمان أبو لبن قدم تجربة تلفزيونية سابقة في مسلسل «المواطن إكس» مع المخرج محمد بكير، لذلك أعتقد أنه يملك الآن خبرة في العمل التلفزيوني، وأتمنى أن نحقق نجاحاً كبيراً معاً في المسلسل.
- وعلى مستوى شكل الشخصية، كيف استطعت الوصول إليه؟
استعنت بالماكيير محمد عشوب، بالإضافة لمدرب إيراني لإضافة بعض التفاصيل الخاصة بالشكل، منها مثلاً اختيار الباروكة التي أرتديها لأكون قريباً من عبد الناصر على مستوى الشكل.
- علمت أنك تقوم بمتابعة جميع خطابات الراحل عبد الناصر عبر «اليوتيوب» يومياً فهل ذلك صحيح؟
بالفعل أشاهد جميع خطبه صباح كل يوم لمعرفة طريقة حديثه، سواء باللهجة العامية أحياناً، أو باللغة العربية الفصحى أحياناً أخرى، وكل تلك التفاصيل تساعدني على إتقان الشخصية بشكل كبير على الشاشة.
- ألا ترى أن عملاً بهذا الحجم يعتبر ثقيلاً نوعاً ما عندما يقدم في رمضان للجمهور؟
المشاهد أصبح يحب التنوع، بالإضافة إلى أن هناك مسلسلاً قد يحقق نجاحاً كبيراً لدى فئة معينة من الناس، وهناك فئة أخرى لا يحقق معها النجاح نفسه، علاوة على أن هناك أعمالاً قدمت في رمضان الماضي تعتبر ثقيلة أيضاً وحققت النجاح الكبير، فهناك أشخاص تستهويهم الأعمال التاريخية وآخرون يحبون الكوميديا، والبعض يحب الأكشن وهكذا، لذلك يجب التنويع في ما نقدمه للناس.
- كيف ترى ترشيح باسم سمرة لدور المشير عبد الحكيم عامر في المسلسل؟
باسم سمرة فنان موهوب وجريء جداً وبداخله طاقة فنية كبيرة لم تخرج بعد للجمهور، وعندما شاهدته في فيلم «عمارة يعقوبيان» أحسست أنه فنان رائع بالفعل، لأنه استطاع تقديم تلك الشخصية بكل جرأة وشجاعة.
فمعظم الممثلين يهربون من تقديم شخصية «الشاذ جنسياً»، وقد أعجبت بهذا الدور، ومنذ ذلك الحين نشأت بيننا علاقة ود، فقد أرسلت له رسائل تهنئة على دوره بالفيلم، وبعدها التقينا ونشأت صداقة قوية بيننا، وعندما عرض عليَّ مسلسل «صديق العمر» شعرت بسعادة كبيرة عندما علمت أن باسم سيقدم شخصية المشير عامر.
- البعض يرى أنك تحاول منافسة الراحل أحمد زكي في تقديمك لشخصية عبد الناصر بعد أن قدمها سينمائياً. ما تعليقك؟
بابتسامة: لا يمكن منافسة أحمد زكي، لأنه فنان عبقري لن يأتي مثله، وأرى أن الصحافة أحياناً تحاول البحث عن عناوين جذابة للقارئ وتبتعد عن حقيقة الأمور، بالإضافة إلى أنه ليس من الضرورة أن أنافس فناناً آخر بسبب تقديمي شخصية عبد الناصر، وأؤكد أن شخصية عبد الناصر ستظل تقدم في أي مسلسل في السنوات القادمة، خاصةً إذا كان هذا العمل يتناول سيرة ذاتية لفنانين أو كتاباً مصريين من الزمن الجميل، مثل أم كلثوم أو عبد الحليم حافظ أو طه حسين أو فاتن حمامة، فلا يمكن أن يقدم مثل هذا العمل دون ذكر شخصية الزعيم الراحل عبد الناصر، وفي كل مرة سنحتاج إلى ممثل لديه إمكانات جيدة لتقديم هذه الشخصية.
علاوة أيضاً على أن الراحل أحمد زكي قدم عبد الناصر في مرحلة زمنية معينة، وهي تأميم قناة السويس والأحداث التي وقعت بعدها، أي قدم «ناصر 56»، أما مسلسل «صديق العمر» فسيقدم المرحلة الأخيرة في حياته، وهي ما بعد 67 ولم يتطرق لهذه الفترة أي فنان آخر، لذلك أرى أن خالد الصاوي وأحمد زكي ومجدي كامل قدموا شخصية عبد الناصر سابقاً بأسلوب معين، وهناك فنان اسمه جمال سليمان سيقدمها بشكل مختلف، فكل فنان له رؤيته وروحه في تقديم أي شخصية.
- هناك من يرى أن تقديم أعمال فنية مرتبطة بزعماء أو شخصيات معروفة نوع من الإفلاس الفني فما رأيك؟
لا أعتقد ذلك أبداً فهل عندما تقدم السينما الأميركية فيلماً عن «نيكسون» أو «مارغريت تاتشر» نقول إنها أفلست فنياً؟ لكن يجب أن نفرق جيداً بين الجمهور والإعلام الفني، لأن الجمهور لا يفكر سوى بمشاهدة عمل متميز فقط، أما الصحافة والإعلام الفني فيحاولون دائماً الحكم على الأشياء من منظور عملهم فقط وجذب الناس إلى مواضيعهم الصحافية، التي تنتقد كثيراً أي عمل جديد دون مشاهدته.
وفي النهاية ليس كل النقاد بالمستوى نفسه وليس كل الفنانين بالمستوى نفسه أيضاً.
- أشعر بأن علاقتك بالصحافة والإعلام متوترة.
علاقتي جيدة بالصحافة المصرية والعربية، لكنني كنت فقط أشرح لك بعض الجوانب في علاقة الصحافة بالفنان، وهي أمور بسيطة جداً لكنها تحتاج لتوضيح، لأن الأمر تطور لحد سلبي الفترة الأخيرة بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أسميها «مواقع عدم التواصل الاجتماعي»، لأنني أقرأ فيها تعليقات وكلاماً عجيباً جداً.
وأصبح متاحاً لأي شخص أن يكتب أي شيء وكأنه أشبه بالصحافي ومتاح للجميع أن ينشر حديثه مع أصدقائه على «قهوة» على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه المواقع كسرت حاجز الوصول إلى الناس. بالإضافة إلى أنه يوجد فيها تعليقات تؤذي مشاعر البعض.
- هل تهتم بالرد على هذه التعليقات؟
لا أهتم أبداً، لأن الحياة لن تقف على تعليق أو كلام معيّن، وما أود قوله أننا يجب أن نحترم الأشخاص جميعاً ولا نسيء إليهم بأي كلمة عبر هذه المواقع الاجتماعية.
وفي النهاية الجمهور أصبح لديه الوعي للتفرقة بين موقع يحترم القارئ ومواقع أخرى لا تهتم سوى بتشويه صورة فنان أو شخص معين.
وعندما أتحدث مع هؤلاء الصحافيين عما يكتبونه أحياناً من شطط في المعلومات، يردون بأن مواقع الغرب فيها أكثر من ذلك، وكأننا أصبحنا مثل الغرب في كل شيء.
- ما معنى حديثك؟
أقصد أننا لسنا مثل الغرب، فمثلاً إذا كُتب عن فنان معين في الغرب أنه شاذ جنسياً فسوف تزيد شعبيته، أما إذا كتب ذلك في مجتمعنا العربي، فالأمر سيختلف تماماً وسيضر بهذا الفنان. والجمهور في النهاية لن يكتسب رأيه من خبر صحافي في موقع معين، لكن يجب أن يتواصل الفنان دائماً مع الإعلام المحترم والهادف، لأنه سيستطيع تسليط الضوء على آرائه وأفكاره، لأن الناس مهما أحبت الفنان في أعماله الفنية تحب دائماً رأيه في حدث معين، ومن خلال تجربتي أصبحت أعرف جيداً ما الذي يريده الجمهور مني ولا أقبل خداعه بأي صورة.
- أشعر بمرارة في حديثك بسبب توجيه بعض الانتقادات المبكرة إلى مسلسلك «صديق العمر»!
لم يصل الأمر إلى هذا السوء بداخلي، إنما أشعر بأن الكلام الذي كتب عن هذا العمل قبل تصوير أول مشهد فيه شيء من المبالغة، ولكن الجمهور هو الذي سيكون الحكم، وهو الأمر الذي يبعث على التفاؤل وبذل مزيد من الجهد.
وفي النهاية اعتدت في عملي منذ سنوات طويلة أن أركز على ما أقدمه للناس فقط. وكم من الأعمال الفنية روَّج لها الإعلام في السنوات الماضية كأنها أعمال خرافية وليس لها مثيل، وفي النهاية اكتشف الجمهور أنها دون المستوى، والعكس صحيح.
- تردد أنك رفضت تقديم أي عمل في الدراما السورية في الفترة . ما ردك؟
بالفعل سمعت هذا الكلام، لدرجة أنني اندهشت كثيراً، وكأن كل الأعمال الدرامية في سورية عرضت عليَّ ورفضتها وقلت لأصحابها «لن أعمل دراما سورية» وكأنهم يرجونني تقديمها، وهذه كلها شائعات.
- ما سبب إطلاق كل هذه الشائعات عنك في الفترة الماضية بالتحديد؟
أشعر بأن جزءاً من الإعلام الفني والصحافة يخلطون دائماً بين مواقف الفنان السياسية وعمله الفني، فلو قدمت عملاً سورياً فاشلاً يشعرونني بأنني إنسان وطني، ولو قدمت عملاً مصرياً ناجحاً فأنا بذلك خائن وذلك غريب جداً، وأتساءل هل سأخدم بلدي سوريا لو قدمت عملاً سورياً فاشلاً وتافهاً؟ لذلك أحياناً أحتاج لضبط النفس حتى لا أدخل في معارك معينة تعيدني إلى الوراء وتقلل تركيزي.
- كيف ترى مستوى الدراما المصرية في الفترة الأخيرة؟
حدث تطور هائل للدراما المصرية منذ دخول المخرجين السينمائيين إليها، فقد حدث تطور كبير لأنه حدثت نقلة كبيرة في معظم الأعمال الدرامية في مصر من حيث مستوى وجودة الصورة، وكذلك الموضوعات المقدمة فيها أيضاً، ومن هذا المنطلق أعجبتني أعمال معينة مثل «ذات»، وفي العام الماضي أعجبني جداً «الخواجة عبد القادر»، وشعرت بأن المخرج شادي الفخراني قدم صورة رائعة وجديدة تماماً للجمهور.
- ما رأيك في الأعمال السورية التي قدمت أيضاً؟
أرى أن جميع الفنانين السوريين في ظل الظروف التي عملوا بها الفترة الأخيرة يستحقون كامل الاحترام، لأنهم حاولوا تقديم أعمال سورية جيدة رغم الظروف السيئة، إلى درجة أن بعضاً منهم تعرضوا لإطلاق الرصاص أثناء تصوير بعض أعمالهم، وهناك فنانون آخرون يحاولون إحياء الفن السوري في دبي ومصر وبيروت، وذلك كله يحسب لهم في ظل الأزمة التي يعيشها بلدي الحبيب سورية الآن.
وأرى أن هناك أعمالاً ذات مستوى جيد وستحقق الاحترام مثل «الولادة من الخاصرة» و «سنعود بعد قليل».
- ما سبب ابتعادك عن السينما؟
حتى الآن لم يعرض عليَّ عمل متميز.
- هل تابعت الأفلام التي قدمت في الفترة الأخيرة؟
بصراحة لم أشاهد أفلاماً كثيرة، لكن أرى أن مشكلة السينما الآن هي اللهاث وراء تقديم الموضة الموجودة، فعندما نقدم فيلماً عن العشوائيات نجد جميع الأفلام بعده تتحدث عن العشوائيات، دون أن ندرك أن الجمهور متنوع في المستوى العمري والثقافي والاجتماعي، حتى أن هناك مثلاً طبيبات ومصرفيات أقابلهن ويقلن لي إنهن نادراً ما يذهبن إلى السينما لأنهن لا يجدن أفلاماً تتحدث عنهن.
وكذلك أين الأفلام الموجهة إلى الأطفال؟ فالمواضيع أصبحت تقليدية جداً للأسف.
- وما هو الحل؟
يجب أن يلعب المنتجون الكبار في منطقة أخرى وأن يملكوا الجرأة لتقديم مواضيع سينمائية جديدة للناس بمختلف أعمارهم، لأنني أعلم أن رأس المال جبان بطبعه، لكن ذلك لن يحقق نقلة حقيقية في الصناعة التي أوشكت على الانهيار.
- تحضّر لعمل درامي سوري جديد مع المخرج حاتم علي، فما هي تفاصيله؟
هو عمل يتحدث عن أزمة سورية منذ بدايتها، ومحنة الشعب السوري في ظل تلك الأزمة منذ ولادتها حتى لحظة تقديم العمل عام 2015 إن شاء الله.
- كيف ترى الوضع الحالي في مصر؟
مصر تمر بمرحلة يوجد فيها تصادم وقلق أمني وتوتر، لكن ستمر هذه المرحلة على خير في أقرب وقت، لأن معظم المصريين يتكاتفون ويريدون أن يعيشوا بكرامة ويصبحوا أفضل مما كانوا عليه في السنوات الأخيرة من خلال المشاركة في الاستفتاء على الدستور والانتخابات البرلمانية والرئاسية، خاصةً أن السنوات الثلاث الأخيرة كانت صعبة للغاية على كل المصريين.
وأتمنى أن تنتهي هذه الفترة العصيبة في أسرع وقت، ويجب التركيز جيداً على 3 أمور في الفترة المقبلة: التعليم والعشوائيات والفقر، حتى تستطيع مصر العبور إلى الضفة الأخرى الخالية من العنف والتطرف والغضب ويشعر المصريون بالأمان.
- وما رأيك في ما يعيشه بلدك سورية الآن؟
أرى أن الوضع في مصر ما زال تحت سيطرة المسؤولين، أما وضع سورية فقد خرج عن السيطرة، وما يحدث فيها أشبه بالحرب العالمية على مختلف المناطق السورية.
لكن ما يشغلني الآن هو التفكير في ملايين السوريين النازحين ومئات الأطفال المحرومين من الدراسة لأكثر من شهور، والبنية التحتية التي دمرت والمجتمع السوري الذي انقسم دون أي منطق.
- ألا تشعر بقلق على نفسك وأسرتك من مواقفك السياسية؟
بالتأكيد لا، لأن مواقفنا تجاه سوريا تنبع من منطلق وطني بحت، وليس موقفاً سياسياً، وأتساءل هل عندما أخاف على وطني وأقول إننا يجب أن نقيم حواراً وطنياً جامعاً دون أي عنف أو تخوين، فهل يعتبر ذلك خيانة وطنية؟ وأندهش من الذي يخوِّننا عندما نوجه هذه الرسالة لجميع السوريين، وكان لدينا أمل أن نحقق دولة المواطنة ونتفهم المصالح الوطنية العليا، وأن نتجه نحو حرية العمل السياسي وأن يضمن صندوق الانتخاب التداول السلمي للسلطة، لكن للأسف الماكينات الإعلامية للنظام بتوجيهات منه قررت أن تطلق سهام التخوين لكل الشرفاء في سورية، ولا تزال المعركة مستمرة هناك ولا نعلم نهايتها.
- بعض المواقع الإلكترونية وصفتك بعدم الوطنية وبالتالي لا تستحق تقديم شخصية مثل الزعيم عبد الناصر. ما تعليقك؟
هذا الكلام أصابني باستياء شديد، وأؤكد أنه لا يمكن المساس بإحساسي الوطني ببلدي، ورغم أنني درست في بريطانيا فقد عدت إلى وطني للعيش فيه، فأنا بدون وطني لا أساوي شيئاً. وأعاني من حالة انعدام للوزن منذ أكثر من عام بسبب أزمة سورية الخطيرة.
- ما الكلمات الأخيرة التي قالها لك والداك قبل رحيلهما في أسبوع واحد؟
علاقتي بهما كانت رائعة باعتباري الابن الأكبر لهما والأقرب أيضاً تحمّلت معهما أعباء الحياة مبكراً، وكان لديَّ حلم يراودني إذا أكرمني الله في حياتي أن أستطيع مساعدتهما وأن أسهّل عليهما حياتهما، واستطعت ذلك في السنتين الأخيرتين، ولم أفاجأ بوفاتهما لأنهما كانا دائمي الإقامة في المستشفيات في الفترة الأخيرة، ولم أستطع متابعة دفنهما وتلقي واجب العزاء في بلدي بسبب أوضاع سورية.
وإذا كنت حزنت على أبي وأمي اللذين رحلا وهما في أواخر عمريهما وهذه سنة الحياة، فحزني الأكبر الآن على مئات الأطفال الذين يذهبون ضحية الحرب في سورية.
- شهد عزاء والديك الذي أقمته في مصر وجود فنانين سوريين معك مثل مكسيم خليل وكندة علوش وباسل خياط وحاتم علي. كيف وجدت ذلك؟
هؤلاء زملاء عمري ونقف دائماً معاً في أي مناسبة، سواء كانت حزينة أو سعيدة، وأشكرهم على هذا الموقف معي
- كيف ترى خطوات كندة علوش الفنية؟
فنانة مجتهدة في عملها تحاول تقديم الأفضل دائماً، واستطاعت أن تغتنم كل فرصة قدمت لها وأنا فخور بها جداً
- وما هي علاقتك بمكسيم خليل على المستويين الفني والإنساني؟
أرى أنه من أكثر الفنانين الشباب اجتهاداً وقدم معي دوراً في بدايته الفنية، ويحاول إثبات نفسه فنياً دون استغلال مظهره في ما قدّم
وعمل معي أيضاً في مسلسل «ربيع قرطبة» وقدم دوراً رائعاً ومشاهد رائعة بينه وبين نسرين طافش وتيم الحسن، كما استطاع تقديم عمل جيد في رمضان الماضي، هو «الشك».
كيف تلقّيت ردود فعل الجمهور عن مسلسلك «نقطة ضعف» في العرض الثاني له الآن؟
للأسف المسلسل لم يأخذ حقه في المشاهدة في رمضان الماضي، لعدم وجود تغطية إعلامية مناسبة، بالإضافة إلى أنه عرض حصرياً على قناة واحدة فقط، أما في العرض الحالي فقد تمت مشاهدته بشكل جيد، لأنه يعرض على أكثر من قناة، ولاقى إعجاب الجمهور، وأحمد الله على ذلك.