2014/03/26
خلدون عليا – تشرين
لا تستطيع أن تستفزه مهما أثقلت عليه بالأسئلة وحتى النقدية اللاذعة منها؛ ربما حسه الكوميدي يقوده إلى ذلك.. رفض حواراً على شكل أسئلة وأجوبة ترسل عبر البريد الالكتروني رغم وجوده في بيروت؛ وقال نتحاور «أونلاين» وهذا ما كان لأن المتعة تكون أكبر..السيناريست مازن طه تحدّث عن جملة من الموضوعات في حواره
مع تشرين وهذا نص الحوار..
* بداية دعنا نبدأ من عملك الكوميدي العربي القادم؛ هل من تفاصيل حوله؟
** العمل يتحدث عن أربع عائلات عربية «سورية، أردنية، مصرية، لبنانية» تعيش في مدينة أبو ظبي؛ وهو ينتمي إلى صنف الكوميديا الاجتماعية الخفيفة؛ وستكون العلاقات بين أفراد هذه العائلات هي المحاور الأساسية للعمل؛ وطبيعة النص تفترض أن يكون التصوير في أبو ظبي؛ والعمل سيضم نخبة من النجوم لم تتحدد أسماؤهم بشكل نهائي؛ وسيتولى الإخراج الفنان مؤمن الملا.
* في هذا الموسم لديك عمل خليجي هو «خميس وجمعة» ما المغري لك ككاتب لمعاودة العمل في الدراما الخليجية رغم أن فرص نجاحها أقل في اعتقاد الكثيرين؟
** أنا لستُ غريباً عن الكوميديا الخليجية؛ فقد سبق لي العمل في أكثر من مسلسل هناك؛ الموضوع لا يتعلق بالإغراء المادي إطلاقا..فالأجور التي أتقاضاها تماثل تماما ما أتقاضاه في أعمالي السورية؛ لكنني دائما أبحث عن فرص انتشار أخرى خارج الحدود؛ طبعاً من دون التخلي عن مشاركتي في الدراما السورية؛ فأنا أعمل أغلب الأحيان على خطين متوازيين؛ وأعتقد أن أي عمل كوميدي يُكتب بلهجةٍ مغايرة للهجتي السورية يشكّل تحدياً كبيراً؛ أضف إلى ذلك أن هناك صعوبات في الوقت الحالي لتقديم عمل درامي سوري؛ فالخيارات أصبحت محدودة؛ فإما عمل درامي ينفّذ في سورية وبإمكانات ضعيفة بعض الشيء؛ وإما عمل سوري مشترك..
* ماذا تقصد بالخيارات المحدودة هل ترى أن هناك أزمةً حقيقية تعيشها الدراما السورية اليوم؟
** لاحظ خريطة الدراما لهذا العام؛ كلها تتجه للأعمال المشتركة التي تنفّذ خارج سورية؛ والأعمال المنفّذة في الداخل أصبحت قليلة؛ للأسف الشديد تعاني الدراما السورية الآن أزمة حقيقية؛ هي أزمة الهوية..فقد بدأت تفقد هويتها المحلية التي كانت سببا أساسياً في انطلاقتها.
* ما السبب في فقدان هذه الهوية إذا كانت هناك أعمال ستصور في دمشق ومن الممكن تصوير اعمال في مناطق مشابهة للجغرافيا السورية كلبنان مثلا؟
** أولاً.. عدد كبير من هذه الأعمال لا يشبهنا كسوريين؛ سواء من حيث الموضوعات أو من حيث الطرح؛ ثانيا: ستكون تكلفة هذه الأعمال باهظة جداً؛ لذلك سيضطر المنتج لتطعيم الأعمال بنجوم عرب لكي يضمن مساحة توزيع أكبر؛ وهذا يقتضي أن تكون بنية هذه الأعمال بعيدة عن المحلية؛ على سبيل المثال هل يمكن أن تعد مسلسل «سنعود بعد قليل» أو مسلسل «لعبة الموت» مسلسلات محلية؟ صحيح أن الأول مبني على خط محوري يتعلق بالأزمة؛ لكن ظروف تصويره في لبنان اقتضت أن يتم رفده بخطوط درامية أخرى؛ أما الثاني فلا يمكن عده عملاً سورياً؛ وهذا العام هناك كثير من الأعمال المشابهة؛ وشيئاً فشيئاً سنفقد خصوصية المسلسل السوري.
* لكن الأعمال التي تُصوّر في دمشق لها أهميتها وهي تعكس طابع وواقع المجتمع في سورية؟
** نعم؛ أوافقك الرأي ولكن كم عدد هذه الأعمال؟
* ألا تعتقد أن هذا الأنموذج الذي يُقدم اليوم من أعمال مطعّمة بخطوط عربية ومشتركة هو أنموذج من بين عدة نماذج يمكن أن تسير عليها الدراما السورية الآن؛ ويمكن أن نعده فكرة جديدة يمكن تحديد نسبة نجاحها بناء على المعطيات؟
** أنا لستُ ضد هذا الأنموذج شرط ألا يتحول إلى ما يشبه المسلسلات التركية؛ ويجب ألا ننسى أنه أنموذج فرضته الظروف.
* الدراما الخليجية يصفها البعض بالضعيفة فنياً وفكرياً لماذا لم تفكر في الدراما المصرية مثلاً بدلاً من الخليجية؟
** عندما تأتيني فرصة حقيقية في الدراما المصرية سأخوض التجربة بلا أي تردد.
* هل أنت متردد في انتقاد الدراما الخليجية؟
** لا طبعا لكنني ضد التعميم؛ هناك أعمال مهمة وأعمال رديئة؛ أتفق معك في أن انتشار الدراما الخليجية مازال محدوداً.
* لماذا ابتعدت عن مسلسل «صبايا» وتركت المهمة لزوجتك الكاتبة نور شيشكلي؟
** اكتفيت بالعمل بجزءين فقط..وأعتقد أن المشروع بحاجة لكاتبة امرأة أكثر من حاجته لكاتب رجل.
* العمل لاقى انتقادات لاذعة؛ ويمكن أن نقول إنه العمل رقم واحد في الانتقادات؛ فما السبب في رأيك؟ وهل أنت مع أن تقدم الدراما هذا النوع من الأعمال؟
** إنه نوع مرهون ومحكوم بشرطه الافتراضي؛ ويفترض أن تتم محاكمته على هذا الأساس؛ أي انه ينتمي لما يسمى (دراما لايت) أو الدراما الخفيفة؛ ومن الجائر أن نضعه أمام مسلسلات أخرى ونخضعها لمقاييس النقد نفسها.
* ولكن أعمال «اللايت» التي قُدمت في الدراما السورية مثل «قوس قزح» أو «الفصول الأربعة» كانت جذابة لأنها قدمت صورة جميلة وأفكاراً جذابة رغم بساطتها فلماذا «صبايا» لم يفعل ذلك؟
** المقارنة ظالمة؛ انظر إلى نجوم «الفصول الأربعة» والى نجوم «صبايا» هناك أعمال تشكّل حالة متوهجة في الدراما قد لا تتكرر؛ أنت في رأيك هل قدمت الدراما السورية عملاً يشبه «الفصول الأربعة» بعد مضي كل هذه السنوات؟! دائما العمل التلفزيوني محكوم بشروط كثيرة ومتقاطعة؛ مثل الإنتاج والنجوم؛ وتوقيت العرض؛ ومزاج الجمهور؛ والعمل الدرامي أشبه بالمغامرة؛ فلا يمكن التنبؤ أبدا بنجاح أو فشل أي عمل؛ فمن كان يتوقع هذا النجاح الساحق لمسلسل مثل «باب الحارة» أو لمسلسل من وزن «يوميات جميل وهناء»؟ «صبايا» لم يلق النجاح المطلوب في سورية؛ لكنه حقق انتشاراً عربياً ساحقاً وتم تقليده واستنساخ هذه التجربة في مصر والخليج؛ وأعتقد أنها نقطة تُسجل لمصلحته.