2014/03/14
خلدون عليا – دار الخليج
يشهد الموسم الدرامي الرمضاني المقبل حضور عدد لا بأس به من الوجوه الشابة على صعيد التأليف الدرامي، وفي أعمال يمكن القول إنها مبشرة، خصوصاً في ظل كثرة الأحاديث عن ندرة النصوص ذات المستوى الجيد من قبل المنتجين والمخرجين والممثلين .
يأتي في مقدمة الوجوه الجديدة التي اقتحمت عالم الدراما السورية بقوة هذا الموسم الكاتب رامي كوسا الذي يقدم مسلسل "القربان"، من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي وإخراج المخضرم علاء الدين كوكش، ويتناول العمل مفهوم تحول بعض شخوصه بفعل تراكم الضغوط والإنهاك إلى حالة تبعية، ويرصد آلية تحول البشر إلى قرابين تسفك على مذبح السلطة والفقر والقهر والحب والمال .
يقول الكاتب رامي كوسا إن "القربان يسير بين خطين تقودهما شخصيتا العمل الرئيسيتان هيثم ورشيد اللذان يقدمان نموذجين لرجلين في عقدهما السادس أحدهما يعمل في تهريب الآثار بينما الآخر يعاني مشكلة نفسية، ويوضح كيف ستؤثر شخصيتهما في مسار الأحداث" .
ويضم العمل على قائمة أبطاله عدداً من أبرز نجوم الدراما السورية ومنهم أمل عرفة، ورشيد عساف، وسامر إسماعيل، وندين تحسين بيك، وحسام الشاه، ويزن السيد، ووفاء موصلي، وعلا باشا، وسامر عمران، وفايز قزق، وشادي مقرش وآخرون .
كما تحضر بثينة عوض من خلال مسلسل "نساء من هذا الزمن" في أولى تجاربها الدرامية للمخرج أحمد إبراهيم أحمد وإنتاج شركة قبنض، واستقت الكاتبة عملها من سلسلة تحقيقات استقصائية قامت بها حول عالم المرأة، والمسلسل انتهى تصويره قبل فترة وهو جاهز للعرض، وربما يقدم خارج السباق الرمضاني ويتناول عدداً من قضايا الفساد المعقدة، إضافة إلى جرأة كبيرة في تناول مشاكل وهموم النساء، ويدخل العمل عالم النساء السري ليتحدث عن قضايا تطرح للمرة الأولى في الدراما السورية، عن نساء حالمات تربطهن ببعضهن صداقة متينة رغم اختلاف طبائعهن ومسارات حياتهن .
كما يتطرق العمل لفساد رجال الأعمال وقضية التلاعب بالأجنة في مراكز طفل الأنبوب، ففي العمل لا يوجد سوى طفل واحد هو طفل أنبوب دليلاً على عقم المجتمع، وينتهي المسلسل الاجتماعي بمقولة "لا البدايات التي نتوقعها ولا النهايات التي نشتهيها، هكذا الحياة تعطينا الكثير وتأخذ منا الكثير" .
وتدور أحداث العمل في عام 2011 لتطرح أيضاً قضية تحرر المرأة في مجتمع تنظم مجمل أفكاره على أساس ذكوري وصولاً لمفهوم الحرية الأوسع، لنجد انعكاسات الأزمة بشكل جلي على حياة الشخصيات الاجتماعية وأعمالهم، كيف يعشقون ويتعاملون مع رغباتهم، كيف يتعاطون مع الأحداث الجديدة المتسارعة من حولهم، عبر قصص درامية واقعية تغوص في تفاصيل العلاقات المجتمعية وتعريها، وهو بطولة عدد من النجوم منهم: مهيار خضور، قمر خلف، أيمن رضا، أمانة والي، نزار أبو حجر، معتصم النهار، شكران مرتجى، عهد ديب، رامز الأسود، رهف شقير، وآخرون .
ويبدو أن الكتابة الدرامية أصبحت أنثوية فتحضر هذا الموسم الكاتبة ناديا الأحمر من خلال مسلسل "خواتم" الذي أنهى المخرج ناجي طعمي تصويره وعملياته الفنية وبدأ عرضه على قنوات أوربت المشفرة، فيما يتوقع أن يتم عرضه على القنوات المفتوحة في الموسم الرمضاني، والمسلسل من إنتاج شركة "غولدن لاين" وتدور قصته حول "حاتم" وهو رجل أعمال ناجح وهذا هو الجزء الظاهر بحياته، والجزء الخفي أنه الشيطان الأعظم الذي يملك بأصابعه خمس فتيات كخواتم يأتمرن بأمره وينفذن مصالحه، فتدور القصة حول طريقة تحكمه بهن وأساليب استخدامه لهن مع دلال التي أشرفت على تربيتهن، كما تدور حول طريقة انهيار هذه المجموعة وتلاشيها والخسارات التي تتوالى على "حاتم" جزءاً من العدالة الإلهية التي ينالها، ويصعد المسلسل بأحداث متسارعة بمساعدة واستغلال كل واحدة من الفتيات الخمس لصالحه من خلال عمليات التزوير والنصب والقتل لنكتشف بالنهاية الارتباط الخارجي الذي وصل إليه "حاتم" فأصبح يداً تنفذ ما يأمرها الخارج من دون أي اهتمام بالبلد أو المصلحة الوطنية .
والعمل بطولة عبدالمنعم عمايري، كاريس بشّار، مرح جبر، جيني إسبر، كندة حنّا، ندين تحسين بيك، ميلاد يوسف، ميرنا شلفون، وخالد القيش، وآخرين .
وعلى صعيد المؤلفين الشباب يحضر الزميل الصحافي عمر الشيخ بأول تجربة درامية له من خلال مسلسل "الحب كله" وهو عبارة عن ست خماسيات تتخذ من الحب في زمن الحرب محوراً أساسياً، وتأليف مجموعة من الكتّاب والإخراج لعدد من المخرجين أيضاً .
الكاتب عمر الشيخ يقدم خماسية "استعداد للرحيل" التي تدور حول شخصية نيرمين الشابة الثلاثينية ووحيدة والدها الستيني المثقف، لا مسؤوليات أمامها إلا حبّها الجنوني لوالدها، ونتيجة ظروف البلاد تحاول إقناع أبيها بالسفر معها، لكنه دائماً يؤكد لها وجوب أن تؤمن نفسها في الخارج ليتبعها بعد ذلك وليؤكد اختلاف وجهات نظره معها في جميع النواحي من الدين والسياسة وليس انتهاء بالعلاقة مع الآخر والحب والزواج والطموح .
نيرمين تقرر البقاء بجانب والدها وبدل أن تجهز حقائبها للسفر تبدأ مع أصدقائها تجهيز ملجأ البناء الذي تقطنه تحسباً لما ستؤول إليه الأحداث الدائرة في البلد، وهنا يتحول الملجأ إلى مكان يضج بالحياة ويسخر من أوجاع الحرب بطريقة تميل إلى التوثيق، لاسيما بعد عودة السينمائي "فداء" الذي بينه ونيرمين علاقة حب إلى البلد ورغبته في تسجيل موقف مما يدور وليثبت أقدام علاقته مع حبيبته نيرمين لكن النهاية تكون محزنة .
وعلى صعيد المخضرمين العائدين بعد غياب طويل يحضر الكاتب أسامة اسماعيل من خلال مسلسل "مصرع الشمس" الذي يروي سيرة الشاعر العربي الراحل محمد سليمان الأحمد الملقب "بدوي الجبل"، والعمل سيكون من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي والمرشح الأبرز لأداء شخصية "البدوي" هو الفنان بسام كوسا .
كما يعود الكاتب خلدون قتلان بقوة هذا الموسم من خلال مسلسل "أبواب الريح" الذي بدأ المخرج المثنى صبح تصويره، ويتناول فتنة عام ،1860 ويضم على قائمة أبطاله عدداً من أبرز نجوم الدراما السورية في مقدمتهم سلوم حداد وغسان مسعود .
أما على صعيد الكتاب المخضرمين فيبدو واضحاً استمرار غياب الوجوه البارزة والأسماء المعروفة عن الساحة الدرامية في الموسم المقبل ويأتي في مقدمة هؤلاء الكاتبان حسن سامي يوسف ونجيب نصير وكان آخر عمل لهما هو "السراب" عام 2011 فيما يحضر نجيب نصير مشرفاً درامياً على مسلسل "وجوه وأقنعة" في موسم 2014 فقط ويستمر غياب الكاتب حسن يوسف بعد أن قدم مسلسل "ملح الحياة" في موسم ،2011 وليس هناك سبب واضح لاستمرار غياب الكاتب هاني السعدي عن الدراما السورية منذ مدة طويلة فيما صرح أكثر من مرة أن بحوزته أكثر من عمل جاهز للتصوير، ويغيب عن المشهد الدرامي المقبل عدد من الكتاب الذين قدموا أعمالاً في الموسم الماضي، ومنهم كميل نصراوي كاتب مسلسل "وطن حاف" ومحمد زيد الزيد كاتب مسلسل "زمن البرغوت" ومحمد خير الحلبي مؤلف مسلسل "قمر شام" ورضوان الشبلي الذي تقرر تأجيل تصوير الجزء الثاني من مسلسله "ياسمين عتيق" لموسم 2015 .