جورج خبّاز: أعمالي الإنسانية تصنع نجاحي

 

باسم الحكيم – دار الخليج

 

 

لم يكتف الفنان جورج خباز بتقديم فيلمه السينمائي "غدي" للمخرج أمين درة الذي حقق نجاحاً كبيراً في الصالات اللبنانية، فقد باشر أخيراً عرض مسرحية "ناطرينو" على مسرح "شاتو تريانو" في بيروت .

* مبروك نجاح فيلم "غدي" واختياره للمشاركة في مهرجان الدوحة السينمائي . . هل تأثر العرض بسبب قرصنة الفيلم؟

- للأسف نعم تأثر قليلاً، ورغم ذلك قارب على تحقيق 100 ألف مشاهد، علماً بأن إعلانه الترويجي متواضع . وهذا رقم ممتاز، إذا ما قارناه بنسبة الإقبال الجماهيري على الأفلام اللبنانية عادة .

* يبدو واضحاً عنايتك بالكتابة والتمثيل وتنفيذ أمين درة المتقن . . إلى جانب القصة، على ماذا كان رهانك لنجاح الفيلم؟

- عادة، يكون الفيلم إما نخبوياً تشاهده فئة قليلة من الناس، وإما جماهيرياً لا يعجب النقاد . "غدي" يجمع التصنيفين ويشارك في مهرجانات السينما . طبعاً، لن يحقق النتيجة نفسها التي تحققها أفلام تجارية أخرى، لكنها كخطوة سينمائية أولى لي وللمخرج أمين درة خبرة ممتازة، كما أن الأستاذ الجامعي إميل شاهين الذي ظهر في مشهد من الفيلم، كان ينتظر انتهاء عرضه ليبدأ تدريسه في معاهد التمثيل

* لماذا استطاع فيلم آخر مثل Bebe تحقيق نسبة مشاهدة أعلى في الصالات؟

- كنت متوقعاً نجاح الفيلم، لكنه لم يحقق أكثر بكثير مما حققناه Bebe أيضاً فيلم جميل وجماهيري، ويضم نجوماً في أوج عطائهم وتألقهم كيوسف الخال .

* جرى نقد الفيلم في أكثر من مكان، وتساءل بعض النقاد: كيف يمكن لمحام مشهور أن يتزوج من فتاة تعاني قصوراً ذهنيّاً؟

- لا أدري، لم أشاهد الفيلم لكنني سعيد بنجاحه وبنجاح أي فيلم لبناني، ومن الأفلام "حبة لولو"، لكن ميزة "غدي" أنه يحفظ في أرشيف السينما والمكتبات الموسيقية اللبنانية والعربية .

* ما رأيك فيما كتب أن الفيلم يحوي كليشيهات؟

- كتب الكثير عن الفيلم، وما يقارب 95% مما كتب كان إيجابياً . أنا هنا لا أحكي عن حالة مرضية بل نظرة المجتمع إلى من يعاني هذه الحالة وأهله . وانتقلنا ومنه تعرضنا للاختلاف الديني والعرقي والجنسي والاجتماعي . للأسف، نعاني آفة كبيرة في مجتمعنا العربي، هي نظرتنا إلى المعوق بالفوقية حيناً وبالشفقة أحياناً، وهذا أحد أسباب اندلاع الحروب .

* لماذا فكرت في طرح هذا الموضوع أساساً؟

- اشتغلت مع مؤسسة لرعاية وتحديداً من خلال المسرح العلاجي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة . هناك اكتشفت فرحهم وصدقهم ومحبتهم من دون أي زغل والنظرة المهمّشة لهم . لذا انطلقت من هذه الفكرة لأتكلم عن كل تهميش يصيب المعوقين .

* قطر تشارك في مهرجان السينمائي . هل يتقبل الجمهور العربي فيلماً يدور في بيئة مسيحية؟

- لم أُفكر بهذا الأمر بل أردت فقط أن يكون الفيلم صادقاً ومؤثراً في التعبير عن قضية اجتماعية تعانيها كل المجتمعات العربية . من الضروري أن ينفتح العرب على بعضهم بعضاً، وخصوصاً في الظروف الصعبة الراهنة .

* كيف استطعت إقناع الغائبين عن التمثيل منذ سنوات بالعودة مجدداً؟

- أنطوان ملتقى يحب أعمالي ويرى أن ما أقدمه أصيل وهادف . حين اخترته لدور الأستاذ وافق فوراً .

* وماذا عن منى طايع وكميل سلامة؟

- منى طايع زميلة وتحب عملي كما أحب عملها . عرضت عليها النص فوافقت على الدور . ومثلها كميل سلامة الذي أعجبه دور الحلاق "المهضوم" في "غدي" . أعتبر "كميل" جزءاً من "النوستالجيا" التي نشأنا عليها .

* يتهمك البعض بأنك تفكر بأنانية ولا تستعين بالنجوم فتحتكر الأضواء لنفسك؟

- ليس صحيحاً، في فيلم "وينن" الذي شارك أخيراً في "مهرجان دبي السينمائي"، وسيعرض للجمهور قريباً، جمعت أهم نجوم لبنان، وأنا لم أشارك فيه . كذلك الحال في المسرح ما ينفي هذا الاتهام جملة وتفصيلاً .

* تتوجه إلى العائلة في فيلم "غدي" وفي مسرحياتك، هل اخترت التطرق إلى السياسة والحرب فقط في كلماتك على المسرح وفي فيلم "وينن"؟

- في كلماتي على المسرح أقدم نقداً للوضع ولا أتكلم في السياسة، وكذلك "وينن" فهو ليس فيلماً عن الحرب بل هو إنساني بامتياز، إذ يطرح سبع قصص أبطالها نساء، كل واحدة منهن لديها زوج أو شقيق أو ابن . . اختطف، وتخبر كل منهن عن الفراغ الذي تركه الرجل في حياتها، وهو فيلم كتّاب وليس شعبياً . وقد شارك أخيراً في مهرجان دبي الدولي السينمائي .

* تقدم هذا العام مسرحية "ناطرينو"، ويشارك معها فيها للمرة الثانية عمر ميقاتي بينما تغيب إحدى بطلاتك نسرين أبي سمرا . . لماذا؟

- في "مش مختلفين" كان الممثل القدير عمر ميقاتي يشارك معي للمرة الأولى، وغابت نسرين أبي سمرا، لأنها مرتبطة بمسرحية أخرى هي "كعب عالي" . أؤكد ألا أحد من الممثلين ترك مسرحي عن زعل . . بالنسبة لعمر ميقاتي وبطرس فرح أيضاً، أنا سعيد بهما لأنهما من الجيل المخضرم والاثنان لهما رمزية . فبطرس فرح آت من مسرح زياد الرحباني الذي افتخر به كمسرح لبناني، وعمر ميقاتي هو ابن نزار ميقاتي مؤسس المسرح الوطني مع الراحل حسن علاء الدين "شوشو"، أي أنه آت من مسرح عريق .