2014/02/26

 

سلوان حاتم  - الثورة

 

 

عندما تسمع بأن مخرجاً ما خرج من خلف الكاميرا ليصبح أمامها ويمثل أو حينما تسمع عكس ذلك فإن الأمر وارد ويقبله العقل والمنطق أيضاً لأن الخبرة التي اكتسبها لسنوات الطويلة تخوله لأن يعدد مواهبه..

ولكن ما بال بعض الفنانين الشباب الذين مازالوا في أول الدرب الفني ويحاولون توسيع خطواتهم في مناح شتى ؟.. قد يكون لدى البعض ملكات أدبية أو فنية بالفطرة تجعلهم يحاولون ولكن إذا ما استعرضنا ما قدمه البعض وهنا لسنا في موقع تقييم شخصي بل من موقع المتسائل عما قدمه البعض وهل علاقة البعض بشركات الإنتاج هي السبب في أن يقدم هؤلاء الشبان الصغار (على أكل البيضة وتقشيرتها) كما يقولون إذ يسعون ليكونوا أمام الكاميرا وخلفها وداخل النص الأدبي وربما في غرفة الديكور والملابس لو سمح لهم بذلك.‏

بعض النجوم الشبان ربما يكونون قد اطلعوا على مسيرة فنانين كبار مثل دريد لحام وأيمن زيدان ويحاولون تقليدهم في فكرة الكتابة والإخراج أو ربما تجربة بعض الفنانين الاحقين ، ولكن بالعودة إلى النجوم الأوائل فهل كانت نجومية لحام وزيدان بسبب الكتابة أو الإخراج وهل استطاعوا من خلال تجربتهم ترك ذات البصمة التي تركوها من خلال أدوارهم الشهيرة التي دخلت تاريخ الفن عربياً وليس محلياً فقط .. أما إذا تحدثنا عما فعله بعض الفنانين اللاحقين مثل حاتم علي فإن مسيرتهم على مستوى الإخراج ابعدتهم من أمام الكاميرا إذ لاقوا أنفسهم في موقع افضل من حيث العمل الفني مع ان بداياتهم كممثلين كانت بارزة إلا أنهم اقتنعوا بنجاحهم كمخرجين فأقلوا من ظهورهم في التمثيل ، فكيف يرى فنانونا الشباب هذا الأمر أبعين العارف أم المتغاضي عنه ؟..‏

أسماء كثيرة بدأت تظهر على الساحة ولا يعني كتابة نص أو حلقة أو ثلاثية وخماسية أنك أصبحت كاتباً ولا يعني أنك تستطيع تحريك الكاميرا كما المخرجين انك أصبحت مخرجاً وإلا لماذا لا يصبح جميع الفنانين كتاباً ومخرجين أليس هذا باستطاعة كل الممثلين ماداموا يقفون أمام ذات الكاميرا ؟.. وربما يكون لابتعاد بعض الكتاب والمخرجين عن دراما السنوات السابقة السبب في ذلك وربما يقع الحق الأكبر على شركات الإنتاج حينما تقبل نصاً ضعيفاً لممثل شاب أو تعطي ممثلاً شاباً إخراج مسلسل وليس لديه المؤهلات العلمية أو الخبرة الطويلة فقط من أجل تخفيض السعر والتكلفة وليس اقتناعاً بالموهبة المفروضة وإذا ما رأيت أسماء الكثير من المخرجين البارزين حالياً على الساحة الفنية ستجد أنهم كانوا يعملون كفنيين أو مساعدي إخراج أو غيرها من الأعمال التي بدؤوا بها وبعد الخبرة الطويلة انتقلوا ليصبحوا تدريجياً مخرجين كذلك حال العديد من كتاب الدراما .‏

لا يتحمل هذا الأمر المنتجون وحدهم إذ يجب على نقابة الفنانين أن تضطلع بدورها وتطلب شهادة دراسية أو خبرة تفرضها على من يريد أن ينتقل من مهنة درامية إلى أخرى وإلا ما دور النقابة ونحن نرى الكثير من مسلسلات الدراما السورية تفقد هويتها لأن النص كتبه هذا الممثل وأخرجه صديقه الآخر ثم يندرج تحت مسمى (دراما سورية) فهل نبعد درامانا عن تسلية بعض الممثلين الشباب ونبقيها دراما مميزة أم نطبق مقولة (معو معو بيتعلم) !؟..‏