2014/02/19
مارلين سلوم – دار الخليج
تعوّد أهل السينما منذ سنين طويلة على انتظار مواسم الجوائز العالمية، التي تعني لهم وللجمهور، أيضاً، الكثير . لكن الجوائز لا تأتي على قدر التوقعات دائماً، وتظلم البعض أحياناً، ولطالما اعتبر الجمهور بعض الفنانين والأعمال أنهم الأفضل، بينما ذهبت الجوائز والتكريمات لأسماء أخرى أقل قدراً وإبداعاً ونجاحاً .
جوائز "البافتا" التي تم توزيعها أمس الأول، أنصفت فيلم 12 years a slave "12 عاماً من العبودية" إلى حد ما، ومنحت فيلم "جاذبية" عدداً أكبر من جوائزها لاعتبارات أخرى، منها تصنيفه كأفضل فيلم بريطاني وهو المنفذ الذي خرج منه الفيلم ليلقى مجالاً للفوز بجائزة كبرى، علماً بأنه إنتاج أمريكي - بريطاني، وليس فيلماً بريطانياً صرفاً، وقامت بتوزيعه شركة "وورنر بروزرز" الأمريكية، وأبطاله أمريكيون . ولم يحصل فيلم "احتيال أمريكي" سوى على جائزة أفضل سيناريو بينما حصد من "الغولدن غلوب" على 3 جوائز، وهي التي منحت أيضاً "12 عاماً من العبودية" جائزتها كأفضل فيلم .
كيت بلانشيت تسير نحو "الأوسكار" بثقة وهي محمّلة بأهم جائزتين حتى الآن كأفضل ممثلة عن دورها في فيلم "الياسمين الأزرق"، جائزة "البافتا" حديثاً، وقبلها "الغولدن غلوب" . ومثلها تحمل الجوائز نفسها كأفضل ممثلة مساعدة جينيفر لورنس عن دورها في "احتيال أمريكي"، وقد أبدعت بشخصية روزالين روزنفيلد زوجة البطل، الغريبة الطباع والمتهورة المتسرعة، التي تقلب الأوراق وتغير مسار اللعبة في الفيلم .
جينيفر لورنس التي لم تتجاوز 24 عاماً، وبدأت عملها في التمثيل منذ عشر سنوات، تعتبر نجمة المرحلة الراهنة والتي ستزداد تألقاً في السنوات المقبلة، وقد عرفناها بطلة في فيلمي Hunger Games الأول والثاني الذي عرض قبل أشهر قليلة باسم Catching Fire ، ونال إعجاب الجمهور . وقيمة الجوائز التي تحصل عليها جينيفر حالياً، وقد يكون ختامها مع "الأوسكار" خلال أسبوعين، أنها تنتزعها بجدارة في منافسة شرسة مع نجمة بحجم جوليا روبرتس عن دورها في "أوغست: مقاطعة أوساج"، وسالي هوبكنز ولوبيتا نيونغو وأوبرا وينفري .
أما تكريم ابنة البلد هيلين ميرين بمنحها زمالة الأكاديمية البريطانية للفيلم تكريماً لمشوارها الفني، فيأتي تكليلاً لفوز هذه النجمة المميزة بكل الجوائز الكبرى العام الماضي "غولدن غلوب" و"بافتا" والأوسكار" عن تجسيدها شخصية ملكة بريطانيا في "الملكة" .
جوائز ترضي النجوم وصناع السينما، إنما الأهم أن تأتي لمن يستحقها كي يستمر الإبداع في الفن السابع بلا وساطة أو تدخلات سياسية، كما يحصل أحياناً .