2014/02/18
لؤي ماجد سلمان – تشرين
انشغلت بعض الفضائيات لأيام باختيار ملكة جمال الماعز لعام 2014 وتتويجها، وهذه المرة انطلقت المسابقة من الخرطوم بمهرجان أطلق عليه «الغنماية» فازت فيه ماعز شامية من الأردن بعد أن فاجأت الحضور والمهتمين، حيث تم استعراض عشرات الرؤوس التي تتمتع بصفات جمالية حيوانية عالمية، وقد حضر الحفل المهيب إضافة للجنة التحكيم وبعض المربين والمشاركين، ضيوف ومسؤولين من البلاد العربية، حيث أكد أحد المربين أن أنثى الماعز صاحبة اللقب والتي حضرت من الأردن للمشاركة بالمسابقة فازت بجدارة، وأنها حقاً من نوع فريد وتستحق اللقب، كما ذكرت لجنة تحكيم «الغنماية» أن اختيارها مبني على عدة معايير منها استدارة الرأس، وبياض العينين، وارتفاع الجسم، وطول الشعر ونعومته، والأنف المقوس وغير ذلك.
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها منح لقب ملكة جمال لطرش الماعز، فالفكرة مأخوذة من المملكة العربية السعودية التي تقيم مهرجاناً ضخماً كل عام، يجمع التجار والهواة، ومربي الماعز، تحت إشراف لجنة من الخبراء العرب المخضرمين بمقاييس جمال الطرش وصفات حسن الماعز من حيث القوام وجمال العيون، والأناقة، وما إلى ذلك من صفات.
الجدير ذكره أن القيمين على مهرجان السعودية يمنعون وبشكل صارم مشاركة أي أنثى ماعز غريبة، إذ يشترط أن تكون المشاركة من السلالات الحجازية. كما سبق وأن أقامت الأردن مهرجانات مشابهة لنوادر وجمال الماعز الشامي، شاركت بالمسابقة وقتها عدة دول عربية. وقد وصل سعر الرأس الفريد أو الحائز اللقب في بعض المهرجانات إلى أكثر من 25000 دولار، في حين لم يقل سعر الرأس العادي الذي يتمتع بصفات جمالية عن أربعة آلاف دولار. ولم تذكر التقارير التلفزيونية التي واكبت ونقلت الحدث إن كانت لجان التحكيم تهتم بشخصية أو ثقافة الماعز المتقدم للمسابقة، وإن كان التقييم سطحياً يعتمد على مواصفات الجمال، من دون البحث في لباقة وثقافة المعزة، أو كيفية تعاملها مع المجتمع المحيط، كما لم تؤكد أية مصادر أن المملكة الأردنية وجهت دعوة لاستضافة رأس الماعز الحائزة اللقب، أو إحدى وصيفاتها كما حدث في مهرجانات سابقة، كما إننا لا نستطيع تأكيد أو نفي مشاركة جنوب السودان بعد التقسيم أو إقليم دارفور.
كم هي مؤسفة حال الدول العربية التي تنسى قضاياها ومشكلاتها، وتلهو بمهرجانات واحتفالات تافهة، بملكة جمال للماعز، بأسرع إبل، بأكبر صحن كبسة، لنكون بحق أمة ضحكت من جهلها الأمم.