2014/02/08
سامر محمد إسماعيل – تشرين
دخلت بقوة إلى الوسط الفني السوري، كموهبة فنية لافتة أمام كاميرا باسل الخطيب، من هنا تمكنت الممثلة الشابة رنا حيدر من لفت النظر نحوها كموهبة جديدة، وبأداء خاص لفتاة سورية تحدت ظرف بلادها الصعب؛ إذ تلعب حيدر دوراً لافتاً مع المخرجة سهير سرميني في خماسيتها الجديدة «النداء الأخير للحب» كما تصور شخصية إشكالية في مسلسل» «سوبر فاميلي» مع المخرج فادي سليم.
(تشرين دراما) التقت الفنانة رنا حيدر وكان الحوار الآتي:
كيف تقيّمين اليوم تجربتك مع الفنان باسل الخطيب في مسلسل «حدث في دمشق»؟ ماذا عن هذه التجربة و ما الذي أضافته لكِ؟
دعني أولاً أتقدم بالشكر كل الشكر للمبدع باسل الخطيب.. فأنا أرى تجربتي معه إنجازاً تفوقت به على نفسي بسبب الظروف التي تمر فيها سورية اليوم؛ فهي تجربة مهمة بالنسبة لي؛ وأستطيع القول: إنني اليوم كوجه جديد انطلقت من مسلسل «حدث في دمشق» فقد أضافت لي هذه التجربة ثقة كبيرة اكتسبتها بوقوفي أمام مخرج بهذا القدر وهذه الأهمية الفنية فهو أعطاني فرصة الظهور للجمهور العربي من خلال مشاركتي كوجه جديد.
ماذا تحدثيننا عن علاقتك بالتمثيل وما هي الخطوات الأولى في تجربتكِ كوجه جديد، بالتفصيل؟ حدثينا عن الملامسات الأولى لرنا في فن التمثيل..
سوف أختصر لك؛ علاقتي بالتمثيل بكلمة واحدة هي الحلم، وإن ثقتي بموهبتي عالية ولدي العزم والإصرار كي أحقق ما حلمت به منذ سنوات؛ فأنا وجه جديد لا أشبه أحداً ولا أحد يشبهني؛ إذ لقيت القبول منذ مشاركتي الأولى في التلفزيون، بالرغم من أني لم أدرس التمثيل دراسة أكاديمية؛ وهذا ما يتطلب مني جهوداً مضاعفة لإثبات ذاتي في الوسط الفني.
أما عن عائلتي فهي تقف إلى جانبي وتدعمني في كل خطوة أخطوها؛ لكن هذا لا ينفي أن لديهم بعض الخطوط الحمراء التي لم ولن أتجاوزها؛ وهم أيضا لديهم القناعة التامة بأنني خُلقت لأكون في هذا المجال فثقتهم بي لا حدود لها.
تحدي العائلة كلمة كبيرة؛ أنا شخصياً لا أستطيع تحدي من كان لهم الفضل الكبير علي، فهم من دعمني ووقف إلى جانبي بكل إمكاناتهم ومع خوفهم الدائم علي وعلى مستقبلي الفني؛ وهنا أتحدث عن نفسي ولا أدري إذا كان لغيري رأي آخر في هذا الخصوص؛ فالأهل دائما على حق وبالحوار يستطيع الأبناء تبديد خوف أهلهم عليهم لأنهم دائما يتمنون الخير لك.
لو نعرف أكثر عن بداياتك وأسباب ميلكِ لفن التمثيل؟ وهل لاقيتِ ممانعة من الأسرة أم أن هناك تحدياً لكل الظروف التي تعيشها المرأة العربية اليوم باختيارك العمل في الفن؟
قصة صغيرة تلخص ميلي لفن التمثيل، كنت طفلة صغيرة عمري سبع سنوات عندما أخذتني أمي لنشاهد مسرحية «ليلى والذئب» في المسرح القومي في اللاذقية؛ وحتى الآن بروشور ذلك العرض لا يزال موجوداً معي ومحتفظة به؛ فعندما بدأت المسرحية وافتُتح الستار كان قلبي الصغير قد طار من مكانه؛ شعرتُ وقتذاك شعوراً غريباً؛ فحتى الآن عندما أذكر ذلك اليوم ترتسم ابتسامة على وجهي؛ وأشعر نفسي طفلة صغيرة وهذه كانت أول وآخر مسرحية أشاهدها في طفولتي؛ ومن يومها تغير شيء في داخلي؛ لقد أحببت كثيراً الشيء الذي رأيته على خشبة المسرح؛ وصرت أقلد الممثلين الذين كانوا يمثلون في العرض؛ صرت هكذا مهووسة فن من أول نظرة؛ فعلاً أدين لأمي ولهذه المسرحية التي كانت الدافع الأول لدخولي إلى المسرح ومشاركتي بعدة عروض للأطفال؛ ومن ثم انتقالي إلى العمل مع الفضائية التربوية السورية في مسلسل أيضا للأطفال؛ ومن ثم مشاركتي بعدة أعمال تلفزيونية كان آخرها «حدث في دمشق» كما قلت لك؛ العمل الذي أعده نقطة بداية بالنسبة لمستقبلي الفعلي؛ وفي جميع هذه المراحل أسرتي لم تتخلَ عني؛ بل دائما كانوا إلى جانبي يدعمونني ويشجعونني فالمرأة العربية بحاجة دعم من أسرتها لأن بقاءها بمفردها سيجعلها لقمة سائغة.
كيف تقيمين اليوم حال الوجوه الجديدة في الدراما السورية؟ ما ملاحظاتكِ على طريقة تعامل شركات الإنتاج مع الوجوه الشابة؟
لاشك في أن غياب نجوم الدراما السورية في السنوات الثلاث الماضية من الأزمة أدى إلى فسح المجال أمام وجوه جديدة شابة لمعت وتألقت في سماء الفن؛ وأثبتت حضورها وجدارتها واستعدادها للعمل بمنتهى الحب والجدية؛ بل ساعدت الدراما السورية على متابعة المسيرة بالرغم من كل الظروف الصعبة التي نعاني منها حاليا؛ لكنني أشعر بأن الوجوه الجديدة لم تلق فرصتها الأساسية، لم تجد أمكنتها وأدوارها، وأحس أن الكثير منا ما زال يبحث عن ذاته، عن فرصته الأصلية، ربما هو ضعف النصوص، ربما هي مسألة وقت، في كل الأحوال الفن يحتاج جلداً وصبراً كبيرين، ومتابعة ومماحكة مستمرة، كل ما أتمناه أن نصعد كجيل نحو الواجهة، وأن يتقبلنا الناس وأن تتاح لنا الفرص الحقيقية كي نثبت أنفسنا.
هل تشعرين بالرضا نحو هذه الشركات؟ أم أن هناك نوعاً من الشللية والمافيوية في توزيع الأدوار وصنع النجوم؟
نحن في سورية اليوم نعيش في أزمة؛ وهذه الأزمة أثّرت فينا على جميع الصعد؛ فلم تعد الأجور كما كانت سابقاً؛ بل اختلف كل شيء.. ولا أدري إذا كان هذا الوضع سيستمر؛ أم أنها فترة محددة وستزول قريباً؛ لكن أنا راضية نوعاً ما عن جميع تعاملاتي السابقة ولا أستطيع أن أحكم على الآخرين بكيفية توزيع الأدوار لأنه ليست لدي تجارب كثيرة؛ لكنني أريد أن تكون هناك فعلاً علاقة صحية مع الشركات المنتجة، فبعض هذه الشركات ليس لديه تقاليد مهنية واقعية، ثمة من يستغل ظرف الأزمة لتشغيل الناس بتراب الفلوس، وهذا السلوك برأيي يعكس غياب دور رقابي على نشاط هذه الشركة أو تلك من نقابة الفنانين التي يجب عليها أن تحمي الفنانين من طمع المال، ولاسيما الفنانين الجدد الذين يتم استغلالهم لمصلحة أعمال ذات إنتاجات ضخمة، لكنه يتم هضم حق الوجه الجديد كونه يحتاج فرصة.