2014/01/30
روز سليمان – السفير
لم يحسم صنّاع الدراما السوريّة، مسألة «الاصطفاف»، بعد ثلاث سنوات على الأزمة. القائلون منهم بضرورة متابعة العمل رغم كل ّشيء، لم يقتنعوا بالسياسة وأوهامها على ما يبدو. الالتفاف حول المعاناة، ليس بالضرورة هرباً بالنسبة لهم، بل هو أشبه بالتعايش، عندما يكون العيش غير ممكن، كما يشتهون. وفي هذا الإطار، لا يمكن اعتبار سلسلة «الحبّ كلّه» التي ينطلق تصويرها خلال أيّام قليلة، التفافاً حول الأزمة، أو هرباً درامياً نحو تجميل المعيش. العمل عبارة عن ستّ خماسيّات، من إنتاج «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني»، ستعرض في رمضان 2014، ويقوم كل من هشام شربتجي عائداً من مصر، وزياد الريس، وسهير سرميني بإخراجها، إلى جانب ثلاثة مخرجين آخرين لم يكشف عن أسمائهم بعد. تقول المديرة العامة للمؤسسة ديانا جبور لـ«السفير»: «تهدف الخماسيات إلى كشف العنصر النبيل الحقيقي لدى السوريين والذي تمّ التشويش عليه إما من خلال المزايدات السياسية أو بغلبة العناصر الخارجية».
وفي بيان صدر عن المؤسسة العامة، تمّ الكشف عن حبكات الخماسيّات، وأولاها «طيران» تأليف آنا عكاش تروي حكاية مجموعة من الشبان والشابات كادت الأزمة في سوريا تطيح بأحلامهم. ترصد «طيران» العوالم الداخلية لأولئك الشباب وتحولاتهم النفسية بأدق تفاصيلها ليكون «ذلك بمثابة دعوة لإعادة بناء ما تهدم في حياتنا والاحتفاء بالأيام القادمة». أما خماسية «استعداد للرحيل» لعمر الشيخ، فتتناول شخصية نيرمين الثلاثينية، ووحيدة والدها الستيني، والتي تحاول إقناعه بالسفر معها إلى الخارج. ويوقّع عبد المجيد حيدر وفادي زيفا، خماسيّة بوليسيّة، بعنوان «نصر»، تتناول موضوع المتاجرة بالناس عبر الخطف وطلب فدية مقابل تسليم المخطوفين، بينما تروي خماسية «ما زالت القافلة تسير» لديانا فارس قصة الزوجين ناندا وصافي وطفلهما أمجد حيث تبدي الزوجة دائماً ضيقها من تطور الأحداث في سوريا وتفكر بالسفر إلى الإمارات بحثاً عن الأمان، بينما يسعى زوجها لتشغيل أمواله في الخارج. وتتناول خماسية «يا مال الشام» من تأليف رانيا بيطار حكاية أربع عائلات تعيش في بناء واحد، تتكسّر علاقاتها بسبب اختلاف الآراء، والتعنت في الدفاع عنها وإغلاق باب العقل. ولم يتمّ تحديد الخماسيّة السادسة بعد، بحسب بيان المؤسسة.
فكرة الخماسيات ليست جديدة على الدراما السورية، إذ أنتجت شركة «غولدن لاين» خماسيات «صرخة روح» العام الفائت، وتتابع إنتاج الجزء الثاني منها للعرض في رمضان 2014. إلا انّ سلسلة «الحب كلّه» مُكرَّسة للحب وقت الأزمات. وتوحي المعطيات الأولية، بأنّها تحمل من الجرأة ما يكفي لإعلان حبّ قادر على اختزال الخلافات السياسية والانقسامات. تقول جبور: «في لحظة الاختبار الحقيقي فإن الناس تعود إلى الأصلي في الجوهر». ورغم أن السنوات الماضية من عمر الأزمة كشفت عن جوانب سلبيّة كثيرة لدى بعض السوريين، وأبرزها الانجرار إلى العنف والطائفية، إلّا انّ ديانا تقول: «هذا ليس أساسياً»؛ وكأنَّ المؤسَّسة تعوِّل على «الحبّ كلّه» كمواجهة جريئة. وذلك ما يشجّع كثيرا من صنّاع الدراما، على التعاون مع المؤسَّسة، لأنَّها قادرة على «إنتاج أعمال تعكس تداعيات الواقع السياسي والاقتصادي، بمستوى راقٍ ونقدي، وجريء»، كما تقول الفنانة وفاء موصلي، في مقارنة سريعة بين المؤسسة الرسميّة، وبعض الجهات المنتجة الخاصة التي ظهرت على السطح خلال الأزمة.