2014/01/22
خلدون عليا – تشرين
شكلت قناة سورية دراما مع انطلاقتها أملاً كبيراً لدى صناع الدراما السورية ومشاهديها في سورية والوطن العربي بأنها ستكون محطة فنية قادرة على المساعدة في استمرار نهوض الصناعة الدرامية السورية،
إضافة إلى مشاركتها في تصحيح المسار وتوجيه النقد البناء للأخطاء علانية عبر مجموعة من البرامج النقدية و الحوارية المميزة التي تضع اليد على الجرح كما يقال، عدا عن الأمل بقدرتها على منافسة الفضائيات الكبرى بشراء حقوق عرض حصرية لمسلسلات مميزة واستضافة نجوم كبار على شاشتها وبشكل دوري وتنويع خطة برمجتها بين النقدي والمنوع والتسلية والترفيهي، لكن وللأسف كل ذلك لم يحدث إطلاقاً والسبب ببساطة هو ضعف التمويل المادي والروتين الإداري القاتل الذي تعيشه هذه المحطة، وهو ما يبعدها عن نطاق المنافسة. ولعل الجميع يعرف أن العامل المادي يلعب دوراً مهماً وكبيراً في صناعة النجاح، فهل من المعقول أن يحتاج ضيف في أحد البرامج سواء كان ناقداً أو فناناً عدة أشهر للحصول على مبلغ مالي بسيط لقاء مشاركته في هذا البرنامج، بينما يحصل على أضعاف مضاعفة في محطات فنية ودرامية أخرى وعلى الفور؟! هذا من جانب، أما من جانب آخر فلم نجد في برمجة المحطة منذ انطلاقاتها ما يدل على تميز من حيث البرامج أو من حيث الأفكار المطروحة، لأنه عندما تحقق المحطة تميزاً واضحاً في نوعية برامجها، فإن نسبة متابعيها ستزداد بشكل كبير، ويتطلع النجوم للظهور على شاشتها، فمثلاً لم نجد حتى الآن على شاشة (سورية دراما) برنامجاً حوارياً «توك شو» واحداً جاذباً أو مقدم برامج قادراً على تقديم إثارة حقيقية وإدارة حوار هادف في حلقاته. لم نجد مشاريع للمحطة لأرشفة وإنتاج أفلام وثائقية عن الفنانين السوريين الكبار وعن تاريخ الدراما السورية ونجومها منذ انطلاقتها الأولى، وهي أفلام قليلة التكلفة بشكل عام ويمكن من خلالها تسليط الضوء على جوانب مهمة في مسيرة الدراما السورية، ولكن بشكل وثائقي جميل بعيداً عن المباشرة والاكتفاء ببرامج معينة مثل «صورة ودور» بكتابة مكان وتاريخ ولادة الفنان والأعمال التي قدمها على الشاشة وشرح نقدي بسيط مكلل بالمديح عن دور قدمه.
مثلاً في الأعوام الثلاثة الماضية فقدت الدراما السورية عدداً من أبرز نجومها فكيف كان تعاطي المحطة مع ذلك سوى بأخبار تمر مرور الكرام، أو تقديم نبذة بسيطة عن حياة الفنان الراحل، فلماذا لا تقوم المحطة بإنتاج فيلم وثائقي حقيقي عن حياة هؤلاء؟
(سورية دراما) لا تبدو قادرة على المنافسة ليس بسبب ضعف التمويل فقط، وإنما بسبب الروتين وعدم وجود الحافز الحقيقي والمنافسة الفاعلة لتقديم الأفضل.