2014/01/12

الـــدرامـــا والصحـــافــة صنـــوان.!
الـــدرامـــا والصحـــافــة صنـــوان.!

 

خلدون عليا – تشرين

 

 

لاشك في أن من حق الفنان أن يحصل على رزقه وأن يستفيد من شهرته ونجوميته في تحصيل دخل مادي جيد وهذا أمر طبيعي ومن حقه أيضاً أن يعطي تصريحات صحفية لهذا الصحفي ويمتنع عن ذاك؛ أو أن يعطي لهذه الصحيفة أو يمتنع عن تلك؛

ومن حقه أيضا ً أن يرفض التعاطي مع وسيلة إعلامية أساءت استخدام تصريحاته أو حورتها وقلبت مضمونها؛ فتسببت له بإشكالات، ومن البدهي أن يتقاضى الفنان أجورا لقاء حضوره في برامج المحطات الفضائية العربية الكبرى وهي التي تستفيد من حضوره وشهرته في جذب المزيد من المعلنين؛ وتالياً تحقيق عوائد مادية إضافية. بالطبع هذا كله يندرج تحت سياق حقوق الفنان ، لكن خلال العامين الأخيرين؛ ومع اشتداد الأزمة السورية برزت بين عدد كبير من الفنانين السوريين ظاهرة جديدة وقوية؛ وهي رفض إعطاء تصريحات أو حوارات مع الصحف المحلية و حتى العربية و المواقع الالكترونية؛ سواء المحلية أو العربية؛ فعندما يتقدم صحفي من صحف محلية أو مراسل لإحدى الصحف لحوارهم أو أخذ تصريح بسيط منهم عن الدور الذي يؤديه أحدهم في مسلسل درامي؛ يكون جوابهم حاضرا فورا وبعبارة أصبحت شبه لازمة في الوسط الدرامي السوري وتتمثل بالآتي «يا أخي ليس وقتها ألا ترى الأوضاع في البلد.. مو حلوة نحكي بالفن»، فيقتنع الصحفي ويصمت باحثاً عن هدف آخر من الفنانين الشباب «الذين يكونون أسهل في التعاطي مع وسائل الإعلام، فلم يتملكهم الغرور الكامل بعد» بهدف البحث عن لقمة العيش ولاسيما بالنسبة للصحفيين الذين يتقاضون أجراً مادياً على القطعة التي تُنشر.

المفاجأة الكبرى تتمثل في ذهاب هؤلاء الرافضين بحجة عدم ضرورة الحديث في الفن فورا وتلبية دعوات المحطات الفضائية في برامج حوارية مدفوعة الثمن ومن دون تردد؛ ومن ثم التباهي بأجمل الفساتين من النجمات و التصريحات من النجوم في مهرجانات السينما العربية في هذه الدولة أو تلك؛ فهل وقتها تكون انتهت الأزمة بالنسبة لهم أم إن الأزمة منسية في اللقاءات مدفوعة الثمن وحاضرة في اللقاءات المجانية؟.

بكل تأكيد لا ينسى هذا النجم أو تلك النجمة أن يؤكدوا حنينهم وشوقهم لسورية إذا كانوا من المغادرين؛ ومدى لوعة قلوبهم وتطلعهم للمشاركة في الدراما السورية هذا العام بعد غياب لعام أو عامين.

بالطبع، هذا الكلام لا يشمل الجميع، فهناك فنانون امتنعوا عن التصريح والحضور في المقابلات التلفزيونية وهذا حقهم؛ وهناك آخرون يجدون في صحفيين من دون غيرهم القدرة على إقامة حوار هادف معهم وهذا أمر طبيعي ولكن ليس من الطبيعي أن يمتنع الفنان هنا ويحضر هناك؛ فما دمت أنت تعمل فمن حق الجميع أن يعمل أم إن الأزمة حاضرة هنا وغائبة هناك ؟!