2013/12/20
لؤي ماجد سلمان – تشرين
بعد أعوام من انطلاق قناة سورية دراما وبعيداً عن الشعارات التي أطلقتها وحدة الترويج الإعلامي للقناة، لا تزال القناة تبحث عن هويتها وسط تخبط واضح فيما تقدمه للمشاهد السوري طوال ساعات البث الطويلة،
وتضع المشاهد في دوامة لا يمكنه الخروج منها إلا مستسلماً بالضربة القاضية في سهرة نهاية الأسبوع أو ما تطلق عليها المحطة «سهرة الخميس»، فبعد أسبوع كامل من تكرار الأعمال الدرامية التي قدمت عدة مرات «البناء22، سقف العالم» ومنها ما عرض في شهر رمضان «صبايا، شاميات 2، تحت سماء الوطن، حدث في دمشق، خرزة زرقا» وغيرها من أعمال، تطل سهرة الخميس التي ينتظرها متابعو القناة والتي كانت في بعض الأحيان تقدم عروضاً مسرحية سورية، وكما قيل «بأن سهرة الخميس على سورية دراما لن تقتصر فقط على تلك العروض بل ستتعداها إلى تقديم أمسيات موسيقية وحفلات غنائية تزخر بها مكتبة الهيئة العامة لدار أوبرا دمشق». لكن المفاجأة أن السهرة حاولت أن تتجه نحو العالمية وتقدم لنا أفلام شارلي شابلن ومن حسن حظنا تعاد سهرة الخميس ظهر الجمعة، فمن لم يتسن له السهر في المساء يمكنه أن يسهر في النهار، بالطبع هناك من يعشق أفلام شابلن والأفلام الغربية، لكن نسأل كجمهور سوري عن المكان الذي يمكننا فيه مشاهدة الأفلام السورية إن كانت خرساء، أو ناطقة، ملونة أو على زمان الأبيض والأسود، سواء التي صنعها رواد السينما والقطاع الخاص، أو التي أنتجتها المؤسسة العامة للسينما وخزنتها في مؤسسة الخزن والتبريد الفنية حتى طالتها يد بعض اللصوص الذين باعوها لحسابهم الخاص لمحطات لبنانية وأخرى شاركت في سفك الدم السوري، وكان الهدف من عرضها جذب المشاهد السوري من خلال أعمال لم يتسن له مشاهدتها من قبل، ربما لا تعترف قناة الدراما بأن السينما السورية تنتمي إلى الدراما التي تعرضها على شاشتها!! علماً أنها تحرص على تقديم بعض الأفلام التي تنسجم مع بعض المناسبات الوطنية، كفيلم «عواء الذئاب» وفيلم «الصحفية الحسناء» اللذين تم عرضهما في مناسبة حرب تشرين التحريرية، كما إنها تقدم للمشاهدين مسرحيات الراحل محمد الماغوط في أيام العيد على سبيل ضيافة العيد والتحلاية، ناهيك بإعادة بث البرامج ذاتها والحلقات ذاتها يومين متتاليين، كما يحدث في مسلسل «رقصة الحبارى» أو مسلسل «بناتي حياتي» مع ذات الفواصل الغنائية، وفقرة «سي فورمات».
أما فقرة «للفن لون آخر» التي تبث كل يوم عشر مرات، وهمها ترفيه المشاهد من خلال ما يقدمه عدة ممثلين من أداء غنائي، ما هو إلا دليل إفلاس، فما الجدوى من إعادة تقديم هذه الفقرة لعدة شهور، وتكرارها بشكل يومي عشرات المرات، مع الفنانين ذاتهم «عاصم حواط، شكران مرتجى، نزار أبو حجر، نادين تحسين بك» وبرقصات غير تعبيرية من الفنان أيمن رضا. الأرجح أن الهدف ملء ساعات البث بشكل مجاني، يضمن للقائمين على تلك البرامج دفعات مادية جارية مقابل وضع الشريط وتشغيله مرات متتالية، نعم شاهدنا على قناة الدراما الفنان يمثل، يغني، يدندن، يطهو، يلعب سبورت، نعم للفن لون آخر، لكن هناك آخرين ساهموا في السينما والمسرح والدراما السورية، وأبدعوا في الغناء والتمثيل، هل علينا أن نذكّر قناة الدراما أن السيدة فيروز لها الكثير من المسرحيات والأغاني، وأن كثيراً من الفنانين السوريين أبدعوا في الغناء والتمثيل ولم نشاهدهم على قناة الدراما «جورج وسوف، فهد بلان، فريد الأطر ش، نعيم حمدي، فؤاد غازي، عيسى مسوح، وغيرهم كثر». لماذا يعرض الشاعر حسين حمزة مرة واحدة فقط، بينما يحتم علينا الاستماع للفنانة شكران مرتجى وهي تغني آخر أيام الصيفية كل يوم سبع مرات، لماذا نشاهد شارلي شابلن ولا نشاهد أفلام الفنانة إغراء، أو صناعتنا السينمائية الحائزة على جوائز على الأقل، لماذا كل هذا الاستسهال على شاشة يفترض أنها ذاكرة سورية عريقة؟! ووجدت لدعم الحركة الفنية لا للمراوحة في المكان وإزعاج المشاهد بسلاطين طرب المصادفة، وسهرات العيد.