2013/12/16

«ملك الرمال»
«ملك الرمال»

 

الوطن السورية

 

 

في «ملك الرمال» ... ابن سعود زير للنساء ومتعطش للدماء وقطعة شطرنج بيد البريطانيين...نجدت أنزور لـ «الوطن»: نثق بالنصر القريب بقيادة الرئيس الأسد

أدعو السعوديين إلى رصد تاريخ سورية المملوء بالشرفاء

 

 

 

في أقل من ساعتين، نجح المخرج السوري نجدت إسماعيل أنزور في تحقيق ما عجز عنه السياسيون والمؤرخون والكتّاب على مدار قرن من الزمن، فوجه ضربة قاصمة إلى آل سعود وتاريخهم المضرج بالدماء والجرائم الني يندى لها الجبين.

 

فبحضور آلاف السوريين في القاعة الرئيسية بدار الأسد للثقافة والفنون، وفى أنزور بوعده وعاش المشاهدون ليلة «حامية» حظيت بتصفيق أكثر حرارة عبر أحداث موثقة لتاريخ تأسس المملكة العربية السعودية في فيلم «ملك الرمال».

 

قتل وتشريد

 

يروي الشريط حكاية الصعود المدهش للأمير عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود إلى السلطة في جزيرة العرب، وانتقاله من منفى مهمل في الكويت إلى سلطان يطيح بغزواته بسلطة الـرشيد في الرياض، قبل انتقاله إلى نجد وحائل والإحساء عام 1921 وقضائه على الأسرة الهاشمية بالتعاون مع الإنكليز عبر جاسوسهم الشهير جون فيليبي الملقب بعبد اللـه المهتدي، وهو أول فيلم روائي يتناول شخصية هذا الرجل «الطاغية».

وتظهر أحداث الفيلم تحالفه المتين مع الحركة الوهابية والحكومة البريطانية حتى الإعلان عن تأسيس المملكة العربية السعودية بعد سلسلة من القتل والتشريد والمجازر التي عمت الجزيرة العربية تحت شعار السيف والدين تحت أمرة آل سعود مطلع القرن العشرين.

كما يصوّر ابن سعود على أنه زير للنساء، ومتعطش للدماء، بلا ضمير ولا أخلاق، ويظهره وكأنه كقطعة من الشطرنج بيد البريطانيين، فأبرز جانباً من اتفاق أبرم بين بريطانيا وابن سعود وكيف أنه تلقى دعماً بالمال والسلاح لإنهاء الحكم العثماني في جزيرة العرب، ومن بعدها التوقيع على وثيقة يوافق فيها على انتقال اليهود الذين وصفهم بالمساكين إلى فلسطين وإقامة دولتهم فيها.

 

ممارسات مشينة

 

لم يخل الفيلم من تصوير حقائق وممارسات مشينة قام بها الملك عبد العزيز ورجاله وقتذاك لتحقيق أهدافه السلطوية.

فعلى سبيل المثال أقنع جون فيليبي باعتناق الإسلام حتى لو ظاهرياً كي يحظى بحب رجال آل سعود، ويصبح منهم وفيهم.

كما كشف من خلال عدة مشاهد ولهه بفض بكارة العذارى بإصبعه، مع إدمانه على ممارسة الجنس مع أي فتاة تنال إعجابه.

وإضافة إلى ذلك، دأب على قتل الناس وقطع رأس كل شخص تنتهي مهامه أو يحاول مخالفة أمره دون نقاش.

وقد اعترف عبد العزيز بشعوره بالمتعة في حالتين، الأولى حين يقطع رؤوس الرجال، والثانية حين تسيل دماء فتاة عذراء.

 

تورط مفضوح

 

ربط أنزور تاريخ آل سعود وتأسيس دولتهم بمشاهد من تفجيرات 11 أيلول الشهيرة في نيويورك، وأخرى مماثلة في لندن ومدريد، قبل أن يختم أحداثه بعرض بيان يقرؤه أحد قادة الجيش الحر ويعلن من خلاله عن تأسيس كتيبة عبد العزيز آل سعود في إشارة واضحة إلى تورط المملكة العربية السعودية بإزهاق أرواح السوريين منذ انطلاق الأزمة.

 

أسمى تكريم

 

أكد المخرج العالمي نجدت أنزور أن المكان الطبيعي لكاميرا الفنان السوري إلى جانب الجندي المقاتل في الجيش العربي السوري.

واعتبر في تصريح خاص لـ«الوطن» أن عرض الفيلم في سورية هو أسمى وأرفع تكريم، ومجرد عرضه في دمشق يثبت أن البلد سائرة إلى الأمام وبسرعة، وهذه الغمامة السوداء ستنقشع قريباً جداً، رغم أننا عرضناه قبل ذلك في لندن على اعتبار أنه باللغة الإنكليزية، وأن بريطانيا العظمى جزء من أحداث القصة في الشريط.

وقال: جاءت الفرصة لعرضه في دمشق تزامناً مع هجمة غير مسبوقة بالتاريخ لمحاولة تمزيق سورية، فجاء الفيلم في وقته ليفهم الناس أبعاد وخطورة ما يحدث، وحالياً تبدو جميع أبواب العالم مفتوحة لنعرض الفيلم دون أي عائق.

 

أبواب مشرعة

 

وبيّن أنزور أن على الفنان قراءة المجتمع والتعبير عن حالته بأي وسيلة متاحة، قائلاً: حذرت من أزمة محتملة في مسلسلي «ما ملكت أيمانكم» قبل ثلاث سنوات، ويؤلمني أن بعض الفنانين السوريين تخاذلوا وتركوا الساحة لغيرهم ليبنوا الوطن من جديد، وأتساءل: كيف يتركون للآخرين حرية تقرير مصير وطنهم؟.

وأضاف: الأبواب مشرعة أمام الفنانين السوريين الأصليين الشرفاء للعودة إلى حضن الوطن لنساهم جميعنا من خلال الدراما والسينما في مواجهة هذا الإرهاب لخدمة الوطن وقضاياه.

 

الممثلون الأجانب

 

شارك في الفيلم العديد من الممثلين الأجانب، في مقدمتهم الإيطالي فابيو تيستس الذي جسد دور الملك عبد العزيز، على حين جسد الممثل بيل فيلوز دور ضابط بريطاني يدعى جون فيليبي كان يخدم إبان فترة الاستعمار.

وأكد أنزور أن وجود هؤلاء الممثلين يساهم في إيصال الرسالة لبلادهم، علماً أنهم لم يشاركوا بهدف المال فقط، وإنما لاقتناعهم بالأدوار المنوط إليهم وإيمانهم بأهمية الموضوع المطروح.

 

واثقون بالقيادة

 

وأشار أنزور إلى أن كلام الأمير طلال بن عبد العزيز كان هجوماً شخصياً عليه، لكنه لم يجد في ذلك مشكلة في سبيل الوطن.

وحول سؤال عن رد الرئيس بشار الأسد إزاء الموضوع أجاب: أنا متأكد أن السيد الرئيس أجابه جواباً بحجم الوطن، فنحن نثق بقيادتنا ونعرف أننا وراء هذا الرجل العظيم بإمكاننا تحقيق النصر القريب.

وعن تعليقه عن ردة فعل النظام السعودي قبل عرض الفيلم، استعان انزور بالمثل الشعبي «اللي فيه مسلّة بتنخزو»، مضيفاً «نحن نحكي حقائق ولا نزور التاريخ، وأدعوهم لرصد تاريخ سورية المملوء بالشرفاء، وليتحدثوا مثلاً عن الراحل حافظ الأسد.

 

هل يشعر بالخوف؟

 

النظام السعودي قتل مؤلف كتاب «إرهاب السعوديين»، وبعد ذلك اغتال الفنانة ذكرى التي تطرقت في أغنية إلى ظلم آل سعود، فهل يخاف أنزور على نفسه؟ يقول: الخوف أمر طبيعي، ومن لا يخاف فهو مجنون، ومن يبالغ في الخوف فهو جبان، وأنا لست مجنوناً ولا جباناً، ولا فرق بيني وبين أي مواطن سوري إن كان رجلاً أو امرأة أو طفلاً يسقطون بقذيفة طائشة في أحياء مكتظة بالمدنيين.

وتابع: كلنا أبناء هذا الوطن ويجب أن نعمل معاً لإيقاف هذه الهجمة وتنظيف البلد من الشوائب والمخلوقات العجيبة التي أشبهها بأفلام الخيال العلمي، لأنهم بالفعل أكلة لحوم بشر ولا مكان لهم في هذا الوطن.

وختم كلامه لـ«الوطن» بأنه يتحدث عن السعودية كنظام فاسد وليس كشعب، وقال إنه لا يسميهم شعباً سعودياً وإنما أبناؤنا وإخواننا في الجزيرة العربية.

 

مشروع هوليوودي

 

حالما يأخذ أنزور قسطاً من الراحة، سيخوض تجربة سينمائية جديدة لن تقل أهمية عن «ملك الرمال» من خلال فيلم أجنبي ألفه الكاتب الإسباني ألبرتو لوبيز ومشاركة نخبة من نجوم هوليوود، ويسلط الضوء على بعض تفاصيل الأزمة السورية من خلال حكاية مجموعة من الصحفيين الأجانب الموجودين داخل سورية يطلعون على حقيقة ما يجري بعيداً عن التضليل الإعلامي.