2013/10/29
وائل العدس – الوطن السورية
أنوثتها ساحرة ورقتها لافتة، جمالها ينبع من قلبها وينعكس على روحها، فنانة أباً عن جد، فورثت عن أبيها الموهبة وتابعت مشوارها الفني بثقة حتى باتت من أهم نجمات الدراما السورية. ندين تحسين بيك، فنانة شابة رسمت خطوتها الأولى بسن الحادية عشرة في البيئة الشامية، قبل أن تسير بخطى ثابتة وتقدم أكثر من مسلسل تنوعت أدوارها بالشكل والمضمون.
ندين تحسين بيك حلت ضيفة على صفحات «الوطن» عبر الحوار التالي:
قدّمت شخصية جديدة في «سكر وسط»، كيف وجدت ردات الفعل؟
أديت دور «جمانة» المهندسة الفاسدة في المحافظة، وقد استمتعتُ شخصياً بهذه الشخصية على مختلف الأصعدة، والعمل مع المثنى صبح ممتع ويضيف لأي فنان، عدا أن الدور جديد، وشعرت أنني نجحت في تحقيق متعة شخصية لم أحققها منذ زمن.
حصدت هذه الشخصية صدى ممتازاً أكثر مما توقعت، وسمعت الكثير من الأصداء الإيجابية ولاحظت من خلال التعليقات التي تصلني على صفحتي الخاصة في الفيس بوك بأن الناس تابعوا العمل بشكل مكثف، بل وصفوه بأنه أفضل مسلسل اجتماعي هذا العام.
ظهرت في هذا العمل في شكل جديد أيضاً؟
نعم، حاولتُ الوصول إلى شكل يناسب الشخصية في «ستايل» اللبس ولون الشعر وتسريحته، وتعمّدنا شد الشعر للمساعدة على إظهار قساوة الوجه أكثر، وإعطاء الشخصية شكلاً جدياً وعملياً وجريئاً ومرتباً في آن.
كما أن الماكياج أسهم في توضيح معالم الوجه، وقد تخليت عن هذا اللوك فور انتهاء التصوير لأني لا أرتاح له، بل أفضل «الستايل» البسيط الذي يتماشى مع الحياة اليومية.
وأشكر مادلين شلفون وجوزيف ثابت اللذين اهتما بتفاصيل الشكل وأخرجاه بالنتيجة النهائية، إضافة إلى الستايليست تولين قات.
لماذا اكتفيتِ بعمل واحد هذا الموسم؟
اكتفيت بعمل واحد لأن التنسيق كان صعباً وكان سيجرّ مشكلة بين الطرفين لو أنّي وقّعت مع طرف آخر من دون دراسة، وخصوصاً أن أصول وآداب عملنا يقتضيان عدم تعريض القائمين على العمل لظروف قد تؤثر في مسار التصوير.
شاركتِ مؤخراً في فيلمين سينمائيين، ما التفاصيل؟
لعبت شخصية «هدى» في فيلم «غرفة افتراضية على السطح» وهي فتاة تبحث عن الحب بعيداً عن كل ما يعانيه المجتمع السوري الآن من انقسامات أصبحت تتدخل بخياراتنا الشخصية وتفاصيل حياتنا لتحدد لنا ما يناسبنا حتى في الحب، وفي فيلم «الرجل الذي صنع فيلماً»، أؤدي شخصية تبدو رمزاً للواقع الدموي.
وماذا عن دورك في «خواتم» مع المخرج ناجي طعمي؟
أؤدي دوراً جديداً عبر شخصية الصحفية «يمن»، ونحن في العمل عبارة عن مجموعة فتيات في العمل، قامت السيدة «دلال» بانتشالنا من حياة التشرد والفقر، فاعتنت بتربيتنا واهتمت بتعليمنا، وهؤلاء الفتيات مغلوب على أمرهن، وكل واحدة تنفذ أوامر «دلال» في مجالها لتخدم مصالحها.
أما شخصيات الفتيات فيجب أن تكون متشابهة في المظهر العام، مع الجرأة في الماكياج واللباس، لكن لا يوجد تفرّد أو تميز بينهن أبداً، فالتشابه يبدو طبيعياً على اعتبار أنهن جميعاً تابعات للسيدة «دلال».
ما تقييمك للدراما السورية لموسم 2013؟
أثبتت الدراما السورية وجودها هذه السنة بشكل مميز رغم كل الظروف المحيطة بها، وتوقع كثيرون تراجع أسهمها، لكن النتيجة عاكست كل التوقعات وأفصحت عن نقلة نوعية كبيرة، ورغم قلة الأعمال، إلا أن النوعية اتجهت نحو الأفضل.
كل احترامي لكلّ فنان سوري، كاتباً كان أم مخرجاً أو ممثلاً لديه الرغبة والإصرار على المحافظة على درامانا والغيرة على اسم البلد الفني.
ما أثر دخولك الوسط الفني في سنّ مبكرة؟
لو أنّي لم أبدأ في سنّ مبكرة لما أصررت لاحقاً على أن أكون ممثلة، فقد عشت سحر الحالة التي يشعر فيها أي طفل وهي أضعاف مضاعفة عما يشعر بها الإنسان الناضج.
صحيح أنّي كنت ألحّ على والدي للمشاركة في أي عمل قبل مشاركتي في مسلسل «أيام شامية»، لكن بعد وقفتي أمام الكاميرا للمرة الأولى في لحظة ما، تأكدت من صدق طموحي لأكون ممثلة وأصبح هدفاً لي.
ما العمل الذي تشعرين بأنّه أبرز موهبتك وقدّمك للناس بالشكل الأمثل؟
هناك الكثير من الأدوار التي تعني لي، إلا أن دوري «جمانة» في «سكر وسط» و«روضة» في «زمن العار» كانا الأكثر تأثيراً لأنّهما أثبتا للناس أنّي لست محصورة بالأدوار البريئة والإيجابية فقط، فأنا ممثلة، ومن واجبي تأدية أي دور وأقنع به جمهوري.
بعيداً عن الفن، كيف تصفين حياتك بعد الزواج؟
حياتي تغيّرت إلى الأفضل بكل تأكيد، أصبحتُ أكثر نضوجاً ووعياً بوجود زوج داعم ومتزن وهادئ. ربما جاء هذا النضوج نتيجة الزواج من ناحية، وتأثراً بالأزمة السورية من ناحية أخرى، لكنه انعكس إيجاباً على عملي وحياتي اليومية. لا أخفي أن الزواج هو أكثر شيء إيجابي في حياتي لأسباب كثيرة أبرزها أن زوجي شخص حقيقي، ووجوده في هذا الوقت بالتحديد إلى جانبي جعلني أقوى، ربما لو عشت هذه الأيام من دونه لكانت أقسى بكثير.
وماذا عن الإنجاب؟
يرتبط الإنجاب ارتباطاً مباشراً بالاستقرار، وبما أن الوضع الحالي غير مستقر، فإنني أفضل الانتظار، لكن حلم الأمومة يراودني دوماً وهو مشروع قائم مستقبلاً.
هل تسعين إلى مواكبة آخر صرعات الموضة؟
أنا بعيدة كل البعد عن الموضة، لأنني أحب البساطة وأحاول الابتعاد عن التصنع والتكلف، وأرتدي بأيامي العادية بنطال جينز وتيشيرت، ولا أبالغ في الماكياج ولا الملابس لأنني فتاة كلاسيكية.
ما أثر الأزمة السورية على تفاصيل حياتك اليومية؟
لا مهرب من الحديث عن الأزمة السورية لأنّها طالت كلّ السوريين. ولا شك في أن الوضع الصعب غيّر الكثير من تفاصيل حياتنا اليومية حتى وصل إلى أحلامنا.
من الصعب أن أعترف بقدرتي على التعامل مع الأزمة، لكني ككلّ السوريين أحاول المقاومة بإيماني بربّي وتفاؤلي الدائم بالخير. كثيرون رحلوا عنا فتألمنا وما زلنا نتألم، ولكن إيماننا بالله عز وجل وعشقنا لأرضنا الطاهرة هما دليلنا إلى الصبر.
بالنهاية وطني لا يعني طرقات وحدائق وذكريات وتراباً فحسب، بل هو إخوة الأرض، أولاد البلد هم أمانه واستقراره، ولن يكون الحل إلا بيدهم، أولاد بلدي هم أمل هذا الوطن، لا فرّق اللـه بينهم.