2013/10/28
دار الخليج – فنون
تم اختيار الفنانة ليلى علوي ضمن لجنة اقترحتها وزارة الثقافة المصرية بالمشاركة مع نقابة السينمائيين وغرفة صناعة السينما، لبحث أزمة السينما المصرية، ووضع حلول لها، كما شاركت ليلى في لجنة الحوار المجتمعي المنبثقة عن “لجنة الخمسين”، التي تقوم بالتعديلات المقترحة في الدستور المصري، بحضور ممثلي النقابات الفنية، للتعرف إلى مقترحاتهم بشأن التعديلات الدستورية .
نشاط ليلى علوي المجتمعي لم يكن جديداً عليها سواء قبل اختيارها كسفيرة للنوايا الحسنة، أو بعده، غير أن البعض لمح في الأفق اهتمام ليلى علوي بنشاط سياسي، وهو ما يعد جديداً عليها، وتطلب الأمر أن نلتقي بها ونسألها إذا ما كانت تنوي العمل بالسياسة، وحول أزمة السينما، والجزء الثاني من “فرح ليلى” وأسئلة أخرى في هذا اللقاء .
هل قررت ليلى علوي الاهتمام أم الاشتغال بالسياسة؟
- لا هذا ولا ذاك . . أنا في النهاية مواطنة مصرية مهمومة بهموم وطني ومشغولة بها، مثلي مثل أي مواطن عادي في الشارع، ولا أحترف السياسة .
اختيارك في لجنة الحوار المجتمعي المنبثقة عن “لجنة الخمسين” لم يكن خلفه أي دوافع تمهد لعملك بالسياسة خلال الفترة المقبلة مثل بعض الفنانين؟
- على الاطلاق . . أنا حرصت على المشاركة لأن هذا دستور بلدنا، ولابد أن نشارك جميعنا فيه بالرأي، وأنا كان لدي بعض الملاحظات حرصت على أن أدونها لدى لجنة الحوار المجتمعي لتضمينها في الدستور، مثل عروبة مصر وإفريقيتها، وحدودها البحرية، إضافة إلى مشكلة التعليم الأزلية التي أعتبرها مشكلة المشكلات، فالأطفال هم مستقبل هذا الوطن .
كفنانة وليس كسياسية، كيف ترين المشهد السياسي الآن؟
- أنا متفائلة لدرجة كبيرة خاصة أن المشهد السياسي أصبح يشعرنا بالتفاؤل والاطمئنان في ظل وجود جيش مصر العظيم الذي يمتلك من العزيمة والإرادة ما لا يوجد مثيل له في العالم كله، فضلاً عن القضاء الشامخ والشرطة المصرية، وقبلهم جميعاً الشعب المصري العظيم، فأنا كلي ثقة في قدرته على صناعة تاريخه بطريقة تبهر العالم، ونحن قادرون إن شاء الله على إعادة الاستقرار والهدوء الذي نستحقه .
هل تشعرين بالقلق، وبما تصفينه بالخوف الإيجابي على مصر؟
- لست وحدي، بل شعر الشعب كله بالقلق والخوف على مصر، لذلك تحركنا جميعاً لإنقاذها، والحمد لله تحققت المعجزة في 30 يونيو، لكن المعركة ليست سهلة، ومستمرون لاسترداد مصر التي نعرفها .
هل الفنانون لهم دور في ذلك ليس باعتبارهم مواطنين لا كفنانين؟
- بالتأكيد . . فنانو مصر يمتازون عن غيرهم بالقدرة على تأثير سياسي فعال في الرأي العام، وهذا الدور ليس وليد الثورة بل يسبقها بعقود منذ ثورة 23 يوليو، ولا بد أن يقوم الفن بدوره، سنغني ونرقص ونمثل، ونقول رأينا في السياسة والاقتصاد، وفي كل أحوال البلد عبر أعمالنا الفنية، ولن نترك مصر فريسة للجهل والتخلف، الحمد لله نحن مسلمون ومسيحيون، كل منا يعرف دينه جيداً، ويمارس طقوسه الدينية بينه وبين الله، ولسنا في حاجة إلى وسيط يخدعنا باسم الدين ليصل لأغراض سياسية بعيدة كل البعد عن الدين وعن الإسلام .
تقومين في الفترة الأخيرة بدور مهم، ليس تجاه أطفال مصر والعالم، بل أيضا تجاه المرأة، وإحساسك بمشكلاتها وهمومها حتى على المستوى الفني وليس الاجتماعي فقط، ألم يتعارض ذلك مع عملك كفنانة؟
- بالتأكيد يأخذ وقتاً كبيراً من عملي، لكنني في النهاية سعيدة، أن أكون موجودة في هذا الإطار، فلا بد أن يكون للفنان دور اجتماعي لخدمة بلده، ولا يكون مقصوراً على الوقوف أمام الكاميرات لأخدم قضية ما تهم المرأة أو الأطفال، بل لا بد أن أكون معهم في الشارع والمستشفى والنادي الاجتماعي، وأقدم لهم العون قدر استطاعتي، ولا بد من التكاتف بين جميع فئات المجتمع من أجل مصر، فلا يصح أن أتردد لحظة كفنانة وكإنسانة مصرية في المشاركة في أي عمل اجتماعي مع أبناء بلدي .
في ظل اهتمامك بمشكلات المرأة تردد أن هناك نية لتقديم جزء ثان من مسلسل “فرح ليلى” خاصة أنه تناول قضية مهمة جداً للمرأة، فهل هناك نية بالفعل؟
- هذا صحيح فريق العمل يفكر في تقديم جزء ثان من المسلسل بعد النجاح الذي حققه في رمضان الماضي وتسويقه عبر عدد كبير من المحطات الأرضية والفضائية، وإن كان لم يتم الاستقرار بعد على هذا الرأي، فمازال فريق العمل وجهة الإنتاج يتشاوران في ذلك .
لم يتم الاستقرار حتى الآن . . هل لعدم وجود أحداث كافية تصلح لتقديم جزء ثان؟
- بالعكس . . موضوع المسلسل يصلح لتقديم عشرات المسلسلات وليس مسلسلاً واحداً بجزءين، فهو موضوع مهم جداً، يهم كل أنثى، ليس في مصر أو حتى الوطن العربي فقط، بل يهم كل أنثى على وجه الأرض، لأنها قضية عالمية، خاصة بالأنثى، سواء من النواحي الصحية وخطورة هذا المرض اللعين على كل سيدة، فضلاً عن القضية الفرعية الخاصة بمشكلة “العنوسة”، وهي أيضاً مشكلة متشعبة ومرتبطة بأسباب عديدة وليست مقصورة على النواحي الاقتصادية فقط، كما هو مشاع، بل مرتبط بها مشكلات اجتماعية ونفسية وصحية، وهذا ما يجعلنا نقول إن العمل يستحق جزءاً ثانياً، وأعتقد أن المؤلف قدم الجزء الأول بشاعرية ورومانسية عالية، وربما ترك نهايته مفتوحة لهذا السبب .
هل ترحبين بتقديم جزء ثان من المسلسل استغلالاً لنجاحه . . أم تفضلين تقديم عمل جديد بأحداث جديدة وشخصية مختلفة؟
- أولاً استغلال النجاح لست تهمة أو عيباً، فمن الوارد جداً أن يستغل المبدع نجاح عمل ما لتقديم جزء ثان منه، إذا كان الموضوع يستحق، مثل “فرح ليلى”، وأنا شخصياً يهمني في المقام الأول قيمة العمل والرسالة التي يقدمها، وليس مجرد التواجد على الشاشة بعمل جديد .
هل تجلسين في انتظار قرار حسم تقديم جزء ثان أم لا؟
- بالتأكيد لا، فعملي ليس مرهوناً بمسلسل ما، وأقوم حالياً بقراءة أعمال أخرى معروضة عليّ لاختار من بينها ما يصلح لأقدمه، إن لم يكن هذا العام، فليكن العام المقبل، أضف إلى ذلك أنني انتهيت من قراءة سيناريو فيلم سينمائي جديد سيكون مفاجأة في فكرته وأحداثه، لكنني لم أتحدث عنه الآن لأنني فقط انتهيت من القراءة الأولى، ولي بعض الملاحظات البسيطة جداً، كما أنني لم اتفق مع جهة الإنتاج على التفاصيل ولم أوقع تعاقداً، لكن كل ما أستطيع أن أقوله إنه سيكون مع المخرج محمد أمين، وهذا في حد ذاته يسعدني جداً لأنه مخرج مبدع، وله رؤية في الكتابة والإخراج، وأتمنى أن نقدم معاً سينما مختلفة .
لم تذكري شيئاً عن مسلسل “عصفور الجنة” المؤجل، هل خرج عن دائرة حساباتك؟
- بالعكس . . فأنا حزنت جداً لتأجيله، لأنه من الأعمال المكتوبة بشكل رائع، لكنني احترمت أمانة المؤلف جداً عندما أكد أنه لن يستطيع اللحاق بشهر رمضان الماضي في الوقت الذي حددته له شركة الإنتاج للانتهاء من التعديلات المطلوبة، وهذا شيء يحسب له، ولأن شركة الإنتاج كانت متمسكة بالعمل معي عرضت على “فرح ليلى”، وكان هذا ترتيب القدر، لكن “عصفور الجنة” في الخطة وسنقدمه إن شاء الله العام المقبل .
ذكرت أنك انتهيت من “القراءة الأولى” لسيناريو الفيلم السينمائي المعروض عليك، فهل تقومين بأكثر من قراءة للعمل الواحد قبل إبداء الموافقة؟
- بالتأكيد، يمكن أن أقوم بقراءة العمل الواحد أكثر من عشر مرات، وفي كل قراءة جديدة اكتشف شيئاً جديداً، سواء في الشخصية التي سأقدمها، أم في الأحداث، أو في قراءة ما بين السطور، وأقصد هنا المعاني التي يرمي إليها العمل، وغالباً أفعل ذلك في العمل الذي يجذبني من القراءة الأولى، فأتركه فترة ثم أعود إليه مجدداً، وهكذا، حتى أقتنع تماماً بكل كلمة فيه، وهناك أعمال أرفضها من القراءة الأولى، وأعمال لا أستطيع استكمال حتى القراءة الأولى، وتركها بعد قراءة عدة مشاهد فقط، وهذا بحكم الخبرة .
باعتبارك عضوا في لجنة مناقشة أزمة السينما، من وجهة نظرك أين تكمن الأزمة، وما سبل الخروج منها؟
- أزمة السينما لا يجب اختصارها في تدهور الإيرادات في الفترة الأخيرة بسبب الأحداث السياسية، فالأزمة كبيرة وممتدة عبر أكثر من عقدين من الزمن، وعلى عدة محاور، إبداعية وفنية واقتصادية، بل واجتماعية أيضاً، فالسينما المصرية لا يمكن تلخيص أزمتها في أن بعض الأفلام لم تحقق إيرادات بسبب الثورة أو حظر التجوال، لا بد أن نكون أمناء في مواجهة الأزمة ووضع حلول جذرية لها غير مؤقتة، لأن السينما تعاني أزمة كتابة، وإنتاج، وتكنولوجيا، ولا بديل عن تدخل الدولة لإنقاذها، فشركات الإنتاج حتى لو كانت كيانات كبيرة، يهمها في المقام الأول الربح حتى تستمر في عملية الإنتاج، بعكس الدولة التي يهمها في المقام الأول ثقافة المجتمع، وتقديم أعمال تعبّر عن وجه الدولة الحضاري، مع الأخذ في الاعتبار عدم نفي وجود الأعمال الأخرى الربحية لاستمرار الصناعة، وهذا ليس اختراعاً، بل موجود في أعتى الدول الرأسمالية، في الولايات المتحدة الأمريكية في “هوليوود” وفي السينما الهندية “بوليوود”، وفي أوروبا .