2013/10/27
لؤي ماجد سلمان – تشرين
رغم بعض المحاولات التي قام بها صناع الدراما لتسليط الضوء على ما أطلقوا عليه «الأزمة» وانعكاساتها على المجتمع السوري، فإنهم في الحقيقة فشلوا، باستثناء عملين أو ثلاثة أعمال من مجموع الأعمال التي أُنتجت وعُرضت لهذا الموسم،
إذ يمكن الجزم بأن مسلسل «تحت سماء الوطن» للمخرج نجدت أنزور، و«حائرات» للمخرج سمير حسين، «في قلب اللهب» نص أسامة كوكش,هي الأعمال التي استطاعت مقاربة الأزمة فقط من الداخل، أو بعض خيوطها العريضة وتقديمها للمشاهد السوري، بينمـــــا حاولـت بقية الأعمال تطعيم نصوصها من خلال العناوين، أو توريد بعض العصابات الإرهابية، والسيارات المفخخة إلى النصوص من دون جدوى. لا أنكر الجهود والمحاولات التي قدمتها بعض الأعمال؛ لكنها في الحقيقة لم تنجح في اكتساب المصطلح الجديد «دراما الأزمة» لكن يمكن للمشاهد أن يقبلها على أنها أعمال اجتماعية، رغم أن العناوين كانت مختارة بعناية فائقة لتتناسب مع الادعاءات الدرامية الجديدة!، إذ توحي العناوين المختارة بأن العمل على قياس الأزمة من مثل «سنعود بعد قليل؛ وطن حاف» وسواها لكن لم تستطع هذه الأعمال طرح الأزمة وانعكاساتها بشكل دقيق أو مباشر حتى تلامس واقع المجتمع السوري في الوقت الحالي، فما قدمه مسلسل «وطن حاف» لمخرجيه محمد فردوس أتاسي ومهند قطيش وكاتبه كميل نصراوي، سواء من لوحات كوميدية، أو كوميديا سوداء، كانت جميلة من حيث الأفكار الجديدة أو غير المستثمرة درامياً، لكنها بعيدة عن الحدث اليومي الذي يعيشه السوريون، فرغم البيوت التي طالتها النيران وأحياناً الأدخنة وأصوات الرصاص، والنازحين الذين شاهدناهم في بعض الحلقات لكن «وطن حاف» ظل في رأيي بلا دسم درامي فعال.
أيضاً مسلسل «سنعود بعد قليل» بتوقيع الليث حجو واقتباس رافي وهبي عن الفيلم الإيطالي «الجميع بخير»، لم يفلح في القبض على انعكاسات الأزمة وما نجم عنها من آثار سلبية في المجتمع السوري، ولاسيما بعد ما عرف المشاهد أن زوجة «نجيب» الفنان دريد لحام لبنانية الأصل، والعائلة مشتتة أصلاً، غير علاقات المصاهرة والعمل الموجودة بين لبنان وسورية، بينما مسلسل حدث في دمشق إخراج باسل الخطيب عاد ليروي قضايا بعيدة عن الأزمة؛ محاولاً الإشارة بشكل غير مباشر لأحداث اليوم في العاصمة السورية، يمكن في النهاية التأكيد على خطأ وقع فيه كتاب الدراما؛ خاصةً حين عدوا أنفسهم قادرين على مقاربة الأزمة أو رصد الأحداث الناجمة عما حدث وانعكاساته على مجتمعنا، وذلك بعد الغياب الطويل لدراما الموضة وراء الفنتازيا وأعمال البيئة، وقصص الحب والرومانسية، والتحرش الجنسي، بعيداً عن مشكلات المواطن العادي، متغافلين عن أن الأزمة تمر بسلسلة مراحل بدءاً من الإنذار المبكر، والنشوء والتبلور، وتصاعدها ونموها، لتأتي مرحلة الانفجار التي حاولوا رصدها أو رصد تبعاتها، لكن أين كانت الدراما في المراحل السابقة لتسلط الضوء على كل ما مرت فيه البلاد العربية من فقر وتخلف وجهل وكوارث بيئية وتعليمية، وتطرف وجرائم منظمة، ناهيك بالرأسمالية العالمية التي استخدمت مال النفط لتوجيه أعمالنا الدرامية نحو «باب الحارة» و«الشتاء الساخن»، والمخدرات، وجرائم البروليتاريا الجديدة، نعم الدراما رصدت الأحداث فقط أو النتيجة الحتمية لما تجاهلناه، والأزمة الحقيقية هي أزمة درامية للأسف.