2013/10/17
بوسطة – مواقع وصحف عالمية
يواجه الممثل الأمريكى توم هانكس القراصنة الصوماليين، فى أحدث أفلامه «كابتن فيليبس»، والذى يروى القصة الحقيقية لاختطاف قبطان سفينة شحن أمريكية يدعى ريتشارد فيليبس بعد تعرض سفينته لهجوم القراصنة الصوماليين، وهى الحادثة الأولى من نوعها ضد سفينة أمريكية خلال 200 عام، والفيلم من إخراج بول جرينجراس.
ويرصد توم هانكس، من خلال أحداث الفيلم، الكثير من وقائع العملية، والتى ربما لا يعرفها الكثيرون، وقال هانكس، فى مقابلة مع جريدة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، إن الفيلم «يسلط الضوء على علاقة كابتن السفينة الأمريكية مايرسك الاباما بكابتن السفينة الصومالية وطاقمها من القراصنة الذى يسيطر على الكابتن فيليبس وسفينته».
وأشار هانكس إلى أن لقاءه بالكابتن فيليبس الحقيقى أفاده كثيرا لمعرفة كيف سيلعب هذا الدور، موضحا «ريتشارد فيليبس هو قائد بارع، فخور جدا بما يفعله، درس فى الأكاديمية البحرية التجارية، يمتلك سنوات وسنوات من الخبرة فى عمله، مسئول عن طاقمه، وهو رجل أيضا لطيف ومرح، وشخصيته تختلف تماما خارج أوقات العمل وتسعد بمرافقته، لكن أثناء العمل هو جاد جدا لأن عمله يتطلب ذلك، وأرى أنه باب جديد للمعرفة فتح لنكتشف ما وراءه من أسرار».
وقدم الكابتن ريتشارد فيليبس نفسه رهينة لسلامة طاقمه فى عام 2009 بعد أن هاجم أربعة قراصنة صوماليين مسلحين سفينته وهم يسعون إلى الحصول على فدية تصل إلى ملايين الدولارات، أوضح هانكس أنه كان يعرف قبل الاشتراك فى العمل تلك القصة بالتأكيد مثل أى شخص لأنها أذيعت فى الأخبار، مضيفا «أتذكر أنه عندما انتهت القصة دهشت أنهم استطاعوا تحريره، ولكن هذا كل شىء بدون أى تفاصيل».
وأضاف: بعد الاتفاق على العمل ومعرفتى بتفاصيل القصة أهم ما استحوذ على تفكيرى هو كيف تسير سفينة فى هذه المياه الخطرة وهى غير مسلحة، وسألت ريتشارد لماذا ليس هناك أسلحة على متنها؟، وأجابنى أن هناك عدة أسباب، بينها أنه هناك أجزاء من القانون الدولى تنص على أنه لا يمكن شحن بنادق فى ميناء أجنبى، وأيضا أن هناك 25 رجلا يتجادلون كثيرا، وأنت لا تريد أن يحمل كل منهم سلاحا.
ويختلف الفيلم وشخصية ريتشارد قليلا عن الواقع فى العمل «فمثلا يظهر ريتشارد فى أحد المشاهد على سفينته وهو ينظر إلى النجوم ويتساءل هل تعرف عائلته أين هو؟.. رغم أن هانكس نفسه قال إنه سأل ريتشارد عما إذا كان فى وقت ما قد نظر إلى السماء وهذه المحيطات الشاسعة وأمجاد الطبيعة وتأمل غموض البحر، لكنه أجاب «لم أفعل ذلك لمدة 35 عاما».
ولعب هانكس الكثير من الأدوار ولكن هذه الشخصية تختلف عما قدمه، حسب قوله، وعن سر اختلافها يقول «اختلاف هذه القصة يكمن فى أنها حقيقية من الواقع وتقدم قصة رجل عاش أوقاتا صعبة، فعندما خرج فيليبس من سفينته إلى قارب النجاة مع القراصنة فهو لم يكن ينتظر أن يحدث شىء.. فقط كان يحاول البقاء على قيد الحياة ساعة أخرى لأنه كان يعتقد أن شخصا متهورا يمكن أن يطلق النار عليه».
وكشف هانكس أن تصوير الفيلم جرى فى سفينة مماثلة للسفينة «مايرسك الاباما»، المختطفة، معتبرًا أن «هذا كان بالفعل أمرا رائعا بأن تشعر وكأن كل شىء حقيقى، وفى البداية تعتقد أنها سفينة كبيرة لن تشعر بها وهى تتحرك ولكن هذا غير صحيح فهى تتحرك وتهتز باستمرار فلم يكن هناك شىء صناعى على هذه السفينة كل شىء كان حقيقيا».
وحول ما إذا كان قد شعر بالخوف من التصوير فى قارب نجاة صغير مغلق، أوضح هانكس «لا، على الرغم من أنه مكان صغير جدا ومغلق ولكن لم تكن هناك طريقة أخرى لتصوير المشهد، قمنا ببناء نسخة طبق الأصل وصورنا بها فالمكان كان غير مريح، والرائحة رهيبة، والهواء سيئ، والجو حار، وجلسنا كذلك لوقت طويل جدا بنافذتين فقط، وهو ما مثل ميزة كبيرة لنا، وأعتقد ان تقديمنا للأحداث الحقيقية فى أقرب صورها هو ما أعجب المشاهدين وأثار دهشتهم».
كما كشف هانكس أن الأمر لم يكن كله حزنا وخوفا، فقال «كشف لى ريتشارد أنه مرت أوقات كان يضحك فيها مع القراصنة، وأنهم كانوا يقولون له إنه «شخص مرح ويلقون النكات باستمرار».
أما عمن قدموا أدوار القراصنة، فقال: «لم أقابلهم حتى صعدوا إلى السفينة فى أول مشهد يجمعنا، وأعتقد أن هذا كان مفيدا جدا للعمل وخلق هذا الجو الذى يريده بول وكان بالفعل يستحق وزنه ذهبا، من حيث رد الفعل وإثارة الاهتمام».
وعن توقعاته لسباق الأوسكار بعد أن توقع النقاد ترشيحه لجائزة أفضل ممثل عن دوره فى هذا الفيلم وأفضل ممثل مساعد عن دوره فى فيلم «انقاذ مستر بانكز»، قال: «الأمور لا تسير دائما بالطريقة التى يريدها البعض أن تسير».