2013/10/15
خلدون عليا – دار الخليج
قدم عدداً من أهم الأدوار في الدراما السورية وسطع نجمه بعدد كبير من الشخصيات إلا أن النجومية عانقته بعد أدائه شخصية “النمس” الشهيرة في المسلسل ذائع الصيت “باب الحارة” .
في الموسم الحالي قدم شخصيتين مختلفتين تماماً في عملين مختلفين، إنه النجم السوري مصطفى الخاني الذي يطل عبر هذا الحوار مع “الخليج”:
* شاركت في الموسم الرمضاني المنصرم من خلال عملين هما “حائرات” ومسلسل “يامال الشام” أو ما عرف ب”حدث في دمشق”، وكذلك في عمل ثالث هو “حمام شامي”، الذي يعرض في هذه الأوقات، وبالتالي ثلاث مشاركات في موسم واحد هو رقم قياسي بالنسبة لك، فما السبب؟
- هناك أكثر من سبب لذلك، الأول والأهم هو أنني أقدم من خلال هذه الأعمال الثلاثة ثلاث شخصيات مختلفة تماماً وبعيدة كل البعد عن بعضها البعض، والسبب الثاني هو ما حدث معي في السنتين الأخيرتين، فالعام الماضي اكتفيت بعمل واحد وهو مسلسل “رابعة العدوية” ولكنه لم يكتمل بسبب مشاكل إنتاجية لدى الجهة المنتجة وتوقف تصويره، والعام الذي سبقه اكتفيت أيضاً بعمل واحد وهو مسلسل “شيفون”، الذي منع من العرض، وتكرر الأمر نفسه مع عدد من الزملاء الذين يكتفون بعمل واحد، وبالتالي كان خياري هذا العام أن أقدم ثلاثة أعمال اثنان منهما عرضا في رمضان، والسبب الثالث هو أنني أحسست أنه من واجبي أن أقف بجانب هذه الدراما السورية التي نجحنا من خلالها وقدمتنا للعالم العربي، وإن كان وجودي فيها في هذه الفترة الحرجة يدعمها أو يضيف لها ولو شيئاً بسيطاً فعليّ ألا أبخل بذلك .
* العودة إلى أعمال البيئة الشامية من خلال “حمام شامي” وبأسلوب مختلف كما سمعنا وقرأنا، فما الجديد الذي ستقدمه من خلال “خرطوش”؟ وما هو الجديد الذي سيقدمه العمل؟
- بداية هذا العمل هو عودة نوع مهم إلى الدراما السورية، حيث ولأول مرة وبعد غياب دام خمسين عاماً، تعود البيئة الشامية الكوميدية إلى الدراما السورية، وبالتالي أعتقد بأننا سنشاهد عملاً له خصوصيته ومختلف تماماً عن كل ما يقدم حالياً من مسلسلات البيئة الشامية، وقد شارك في العمل مجموعة متميزة من الفنانين والفنيين وبإشراف المخرج مؤمن الملا الذي يمتلك روح البيئة الشامية ويبحث في أدق تفاصيلها، فضلاً عن حسه الكوميدي الخاص في هذه النوعية من الأعمال، وسنحاول في هذا العمل تقديم شخصية “خرطوش” التي تتمحور حولها أحداث المسلسل بشكل طريف وبأسلوب جديد ومختلف .
* معروف أنك من النجوم القلائل القادرين على صناعة سمات خاصة بالشخصيات التي تؤديها، فهل مشاركاتك الثلاث هذا الموسم ستحد من هذا الموضوع بسبب ضغوط التصوير؟
- نهائياً، فصحيح أنني شاركت هذا العام في ثلاثة أعمال ولكنني لم أخلط بينها في وقت التصوير، بمعنى أنني بعد أن انتهيت من تصوير مسلسل “الحائرات” بدأت تصوير “حمام شامي” وبعده بدأت تصوير يامال الشام “حدث في دمشق”، وبالتالي كنت متفرغاً تماماً لكل عمل على حدة، وكل شخصية أخذت مني ما تحتاجه من بحث وعمل، وأعتقد أن الجمهور لاحظ ذلك في المسلسلات التي عرضت في الموسم الرمضاني .
* هل “آل الملا” يحتكرونك للعمل معهم من خلال أعمال البيئة الشامية؟
- لا شك في أنهم أفضل من قدم مسلسلات البيئة الشامية، وهو ليس احتكار ولكن أنا عندما أختار أعمالهم بين ما يعرض عليّ من أعمال شامية فلا شك أنني أختار الأفضل، فالمخرج بسام الملا هو الذي أسس هذا النوع الدرامي وقدمه وقدم رؤيته له .
* يقال إنك تشارك في اختيار الممثلين الذين سيشاركونك بطولة عمل ما، فهل هذا الكلام صحيح؟
- هذا كلام غير دقيق، فأنا ربما أشارك في اقتراح بعض الممثلين لبعض الشخصيات، ولكني لا أشارك في الاختيار، لأن هذا عمل المخرج .
* كيف هي تجربتك مع المخرج باسل الخطيب والشراكة مع النجمة الكبيرة سلاف فواخرجي من خلال “حدث في دمشق”؟
- هذه هي تجربتي الثانية مع المخرج باسل الخطيب بعد مسلسل “هولاكو”، وهو من المخرجين السينمائيين الذين يحاولون الارتقاء باللغة الإخراجية التلفزيونية نحو اللغة السينمائية ومحاولة نقل مفرداتها إلى التلفزيون، وأنا أقول عنه دائماً إنه ورث كتابة الشعر عن والده، فهو شاعر يكتب بالصورة .
أما بالنسبة للنجمة سلاف فواخرجي، فبدون شك سعيد جداً بالعمل معها فمن يعمل معها يعرف ماذا تعني كلمة نجم، فالنجم الكبير والحقيقي هو كبير بتواضعه واهتمامه بعمله وبحرصه على شركائه في العمل .
* هل عادت الأجواء طبيعية بينك وبين المخرج مؤمن الملا بعد خلافات في مسلسل “باب الحارة”؟
- الأجواء بيننا ممتازة وتربطنا علاقة متميزة على الصعيد الشخصي وعلى الصعيد المهني، وحتى الخلاف الذي كان بيننا، كان خلافاً مهنياً بحتاً، وهذا طبيعي في مهنتنا .
* كيف تنظر إلى الدراما السورية هذا الموسم؟ وهل ترى أنها تحدت الظروف الصعبة؟
- بدون شك، فهذا العام كان لدينا حوالي ثلاثين مسلسلاً سورياً، تم تصوير أكثر من عشرين منها داخل سوريا، وبالتالي هذا يدل على إصرارنا على الحياة وعلى الحب والثقافة والفن والابداع بالرغم من كل الظروف، فتقديم الأعمال الدرامية في هذه الفترة أمر ضروريّ لأنّ استمرار الدراما في سوريا يعني استمرار الهوية الثقافية السورية، وأنا أتمنى وأطمح وأعمل من خلال أعمالي لأن أستطيع أن أرسم الابتسامة على وجه كل السوريين، وخاصة في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها بلادنا، أنا أعلم أن السوريين متعبون جداً، وعدد من الدول العربية تمر بأوقات صعبة، وقد يتساءل أحدهم: هل هذه الأوقات مناسبة لتقديم الدراما أو الكوميديا، وأنا أجيب بأنني أحلم من خلال أعمالي أن أستطيع أن أرسم في هذه الأوقات الصعبة الابتسامة على وجه كل شخص يتألم أو يعاني الآن، وإن وفقت بذلك فأنا أعتبر حينها أن ذلك أهم إنجاز قمت به في حياتي .
* كنت هذا العام الشخصية العربية التي تم تكريمها في مهرجان المسرح في الجزائر مهرجان (فرسان الركح)، ماذا يعني لك هذا التكريم؟
- التكريم بالنسبة لي سعادة كبيرة ومسؤولية أكبر، وخصوصاً أنه كان مع أساتذة مسرحيين كبار ينتمون الى جيل الروّاد، وأتمنى الاهتمام أكثر بالثقافة عامة وبالمسرح خاصة، وأن نتعامل معه ليس ككماليات وترفيه، وإنما كعنصر أساس في بناء المجتمع وفي زيادة الوعي بين المواطنين وخاصة شريحة الشباب منهم، لأننا كلما افتتحنا مسرحاً أغلقنا سجناً، فنحن بذلك نوجه طاقات وقدرات الشباب نحو الإبداع والبحث والجمال ونبعدهم عن مكامن الانحراف والجريمة .