«زقاق المايلة» من المسرح إلى الفضّية

جوان جان – الثورة

شأنها شأن الدراما السينمائية اعتمدت الدراما التلفزيونية العربية منذ سنواتها الأولى على الأدب الروائي العربي،

فنهلت منه واستفادت من كمّ الأفكار العميقة والمقولات الهامة التي قدمها الروائيون العرب في رواياتهم والتي انتقل بعضها ليصبح في مصاف العالمية، في الوقت الذي بقي فيه الأدب المسرحي بعيداً عن اهتمامات كتّاب السيناريو التلفزيوني العرب على الرغم من أن المسرح كفنٍّ درامي أقرب إلى السيناريو التلفزيوني من قرب هذا السيناريو إلى الأدب الروائي،‏

ولكن يبدو أن الرواية العربية تمتعت بمصداقية أكبر عند التلفزيونيين فكان لها النصيب الأكبر من عملية النقل من حيز الأدب إلى حيز الدراما التلفزيونية.‏

ما يعيد الحديث اليوم عن هذا الموضوع بثُّ فضائية «سورية-دراما» لمسلسل سوري قديم بعنوان «زقاق المايلة» كتب له السيناريو الكاتب عدنان حبال الذي رحل عن دنيانا مؤخراً وأخرجه الفنان الراحل شكيب غنام والمسلسل معدّ عن نص مسرحي للكاتب المصري محمود دياب، وهو من التجارب القليلة في الدراما التلفزيونية العربية التي تعتمد على نص مسرحي، وربما كان من آخر هذه التجارب المسلسل الذي أعدّه الكاتب محمد أبو معتوق على نص مسرحي للكاتب وليد إخلاصي وعُرِض قبل سنوات قليلة .‏

والواقع أن إعداد النص المسرحي كعمل تلفزيوني يبدو محفوفاً بالكثير من المخاطر التي أبعدت كتّاب السيناريو لدينا عن هذا النمط من الإعداد التلفزيوني، ذلك أن أحداث أي نص مسرحي مهما استطالت وتطورت وتشعّبت فإنها تبقى محدودة بالقياس إلى أحداث مسلسل ينبغي أن تمتد على مدى ثلاثين حلقة أي ثلاثين ساعة، الأمر الذي يتطلب من كاتب السيناريو إيجاد العديد من المحاور والشخصيات والحبكات التي تغني المسلسل وإلا فسيخرج باهتاً رغم أن النص المسرحي في أساسه قد لا يكون كذلك لأن بنيته الدرامية مناسبة لعمل لا يتجاوز على خشبة المسرح التسعين دقيقة .‏

في مسلسل «زقاق المايلة» حاول كاتب السيناريو أن يبتعد قدر الإمكان عن المشهدية المسرحية الثابتة، ومما ساعده على ذلك أن النص يقدم شيئاً من التشويق عبر أحداث مفاجئة وغير متوقعة، وهو الأمر الذي طوّره كاتب السيناريو ليخرج بنتيجة مقبولة قياساً بالفترة التي أُنتِج فيها المسلسل ولم تكن بعد تقنيات العمل التلفزيوني قد بلغت ما بلغته اليوم من تطور على صعيد الصورة .‏

يبقى أن نذكر أن المسلسل اضطلعت ببطولته نخبة من نجوم السبعينيات نذكر منهم : عصام عبه جي-أسامة الروماني-فايزة الشاويش-منى واصف-يوسف شويري-محمد الشماط-عمر حجو-محمد خير حلواني.. وغيرهم .‏