2013/10/04
أمينة عباس - البعث
شكّلت الأعمال الدرامية التلفزيونية السورية التي بثتها القنوات الفضائية السورية والعربية في شهر رمضان مناسبة لإعادة الدراما السورية إلى ألقها المعتاد، كما شكلت مناسبة لعودة الكثير من جمهورنا إلى شاشاتنا الوطنية .
وعرضُ مجموعة كبيرة من الأعمال التلفزيونية في شهر رمضان أصبح يستتبع بالضرورة نشاطاً نقدياً ملحوظاً يرصد هذه الأعمال ويحللها ويفنّدها سواء في وسائل الإعلام المكتوبة أو المسموعة أو المرئية، ومن أبرز مظاهر هذا الاهتمام النقديّ تلك الندوات التي عقدتها شاشاتنا المحلية عن الأعمال الرمضانية والتي تعقدها حالياً شاشة سورية-دراما عن تلك الأعمال وغيرها مما تعرضها هذه الشاشة بمشاركة بعض أصحاب العمل وبعض الإعلاميين المهتمين بالشأن الدرامي الأمر الذي يعكس أهمية عقد مثل هذه الندوات سواء في ذروة الموسم الدرامي أو في الأيام العادية لما يمكن أن تقدمه من ثقافة نقدية يحتاجها مشاهدنا ويتواصل معها بشكل ملفت للنظر بسبب تراكم خبرته البصرية وتطور ذائقته الفنية. .
إلا أن الملاحظة الأساسية التي يمكن ملاحظتها في هذه الندوات أن وجهة النظر النقدية لا تزال حتى اللحظة غير مقبولة من قبل الفنانين من مخرجين وممثلين إلا إذا كانت ممجدة لأعمالهم، أما إن حاول الناقد أو الإعلامي أن يقدم تصوراً يحاول من خلاله تقديم تحليل مغاير لوجهة نظر الفنان فسيلقى تصوره الإعراض والصدود من قبل الفنان الذي لن يروقه من الناقد إلا أن يقرّ بعظمة ما قدمه الفنان من إبداع وإلا كان الناقد قصير النظر محدود الرؤية .
هذه النظرة النرجسية من قبل الفنان لنفسه ورفضه المسبق والمعلن لكل ما يمكن أن يوجَّه من نقد لعمله الفني لا يفيد الفنان في سعيه نحو تطوير نفسه وتجويد أعماله، بل إن العكس هو الصحيح تماماً، ذلك أن رفض الفنان لأية كلمة انتقادية حول عمله ستحوله إلى شخص متقوقع على ذاته رافض لأية وجهة نظر قد لا تتطابق مئة بالمئة مع وجهة نظره، وفي هذا مقتل المبدع وبداية نهايته .
كل التجارب الإبداعية التي تألقت في سماء الفن كانت حصيلة لجهود مشتركة، يشكل النقد ركناً أساسياً فيها، ورفض الجانب المبدع لركن أساسي من أركان العملية الفنية لن يؤدي إلا إلى تقويض هذه العملية والحد من تأثيرها .