2013/10/03
بوسطة – مواقع وصحف عالمية
تترقب دور العرض الأمريكية عرض فيلم «مانديلا.. طريق طويل نحو الحرية»، الذى يتناول السيرة الذاتية للمناضل الجنوب إفريقى نيلسون مانديلا، والذى قبع فى السجن 27 عاما.
واستطاع الممثل الانجليزى «إدريس البا» تقديم شخصية مانديلا ببراعة، ونجح فى تقليد صوته ونبرته، بحسب تأكيد نقاد بهوليوود، ويسجل الفيلم ما رواه مانديلا بنفسه عند خروجه من السجن بعد 27 عاما فى كتاب يحمل نفس الاسم.
ويصور الفيلم المناضل منذ طفولته حتى شبابه كمحامٍ يدافع عن قضية السود وصولا إلى دخوله حزب «المؤتمر الإفريقى» وكفاحه ضد الفصل العنصرى، مرورا باعتقاله الى أن تمت المفاوضات السرية مع الحكومة لاطلاق سراحه وثم انتخابه رئيسا للبلاد، كما يشير الفيلم الى عمله لاعادة بناء البلاد مرة أخرى، ويتناول الفيلم أيضا علاقته مع زوجته الأولى.
وعن استعداده لبطولة الفيلم، قال بطل الفيلم «إدريس ألبا»، إنه إلى جانب الاستماع للأشرطة المسجلة ومشاهدة لقطات من حياة مانديلا وقراءة السيناريو والكتاب قرأ أيضا الكثير عنه، وشاهد العديد من الأفلام الوثائقية، وتحدث مع أسرته، بل وقضى ليلة فى سجن جزيرة روبن، الذى احتجز فيه مانديلا.
وأضاف: كانت بالفعل لحظة مؤلمة بالنسبة لى، وفى كل مكان كنت أذهب اليه بجنوب إفريقيا، ومن خلال حديثى مع الناس هناك عن نيلسون مانديلا، عرفت على أرض الواقع من هو مانديلا وماذا يعنى للناس، وعملت فى الفيلم لستة أشهر بشكل مستمر، وفى النهاية أرى أن تقمصى لشخصية مانديلا كان مدعوما بحقيقة أننى محاط بمجموعة مذهلة ساعدتنى كثيرا لتصويره بهذا الشكل.
ومضى قائلا: كان المواطنون فى هذا البلد ينظرون فى عينى ويسألون هل تفهم المسئولية التى تقع عليك هنا؟ .. فهم أرادوا التأكد من أننى أعرفها جيدا وهذا يظهر مدى قرب هذه القصة لقلوبهم.
كما أشار إلى أنه لم يتوقع رد فعل الكثير من المواطنين، مضيفا «بالنسبة لى لم أكن أتوقع أن يتقبلنى الناس كمانديلا على الفور ولأسباب كثيرة، ولكن كانت هناك الرغبة فى تقديم هذا العمل، وكنا نعرف أن لدينا فرصة واحدة ولا يمكن إضاعتها».
وتطرق بطل الفيلم إلى ما تعلمه من صفات خلال رحلة تقديم الشخصية، قائلا: عندما تعمل فى مجال الفن فتمتعك بالصبر هو أمر مطلوب لتفهم الكثير، وما خرجت به من تحضيرى لهذا الفيلم كان فهما جديدا لكلمتى الصبر والتضحية، فمن حياة وأسرة مانديلا، ومن هذا البلد العظيم جنوب إفريقيا تعلمت مفهوما جديدا لهاتين الكلمتين، وكان تجسيدى لشخصية مانديلا فرصة عظيمة كى أكون جزءا من حياة أسطورة حقيقية، والأهم من ذلك أن الفيلم يعمل على إعادة تعريف الناس بهذه الأسطورة, ورغم أنه لم يلتق مانديلا وجها لوجه نتيجة مرض الأخير، لكن سيناريو الفيلم جاء مناسبا ومعبرا لأنه يرتكز على الكتاب الذى يتحدث فيه عن نفسه، بحسب إدريس.
ولفت الممثل الإنجليزى إلى أن الفيلم لم يصور مانديلا الأسطورة فقط وإنما الانسان أيضا، وتابع: كنا مهتمين جدا بتصويره كرجل له حياته العادية لذا تناول الفيلم أجزاء من حياته، والتى ربما لم تكن إيجابية كما كنا نعتقد، وكان هذا جزءا مهما من الأداء بالنسبة لى، أعتقد أننا شاهدنا مانديلا بالشكل «القديس» الذى عرفناه وأحببناه وكان من المهم بالنسبة لنا ان نستكشف ونأخذ الجمهور فى رحلة أكثر عمقا.
ومضى قائلا: عندما تعرف من كان ومن أين أتى تقترب من الشخصية أكثر ، فقد كان فى مثل عمرى عندما أصبح ناشطا وأنا فى سن الـ41 عاما، وعندما تفهم كل هذا تعرف كم هو طويل طريق الحرية، وبالنسبة لى كممثل كان هذا تحديا كبيرا لأنى لم أكن أريد تشويه مانديلا بأى طريقة أو أن أقدمه بطريقة ليست صادقة، وأعتقد أننا نجحنا فى تنفيذ ذلك بصدق وأمانة.
وأعرب إدريس عن أمله أن يسهم الفيلم فى تعليم الأطفال أن يقولوا إننا نستطيع أن نفعل كما فعل مانديلا، مضيفا: أريد الناس من الجيل القديم أن يتذكروا من أين اتينا وما حدث فى ماضينا ولماذا يجب علينا الاستمرار فى الدفع قدما من أجل التغيير، أيضا التضحية والصبر اللذان تعلمتهما، أعتقد أن الجميع فى هذا الفيلم سيرى رجلا قام برحلة رائعة.
والفيلم من إخراج جستين تشادويك، وسيعرض فى شهر نوفمبر فى الولايات المتحدة، كما سيعرض فى انجلترا أول شهر يناير المقبل