2013/09/30
زكية الديراني – الأخبار
أوّل من أمس، افتتح علي الديك أولى حلقات برنامجه «غنّيلي ت غنّيلك» (تنفيذ واخراج نبيل أسمر ـــ السبت 20:40) على قناة «الجديد» حيث استضاف الفنان اللبناني معين شريف.
بدا المغني السوري على طبيعته من دون تصنّع، محافظاً على لهجته الساحلية اللافتة. يعتبر البرنامج (إنتاج «الجديد»، وتنفيذ الانتاج شركة «ذا فاكتوري») الأوّل للمغنّي السوري في مجال التقديم، لكنّه أثبت أن البساطة في التصرّف، والتحدث براحة، من أبرز عوامل جذب الجمهور.
لم يتخلَّ صاحب أغنية «صايعين ضايعين» عن عفويته التي اشتهر بها، بل ظهّرها بقوّة في برنامجه، خصوصاً عند طرحه بعض الأسئلة التي تكشف جوانب غير معروفة لدى الضيف.
عرفت قناة «الجديد» كيف تتبنّى برنامجاً لبنانياً مئة في المئة، ففكرة «غنّيلي ت غنّيلك» (الأخبار 23/9/2013) تعود إلى المدير العام للمحطة ديمتري خضر الذي أحبّ أن يلوّن القناة بعمل يكون بطله مغنّياً معروفاً، وخفيف الظلّ. يستضيف هذا العمل التلفزيوني فنانين همّشتهم شركات الإنتاج التجارية الضخمة، على غرار لورا خليل، ووليد توفيق، والسورية رويدا عطية، وطوني حنّا، لكنهم في الواقع يملكون شعبية لا يستهان بها، توازي جماهيرية فناني «الصفّ الأول»، والأهم أنّهم يتمتّعون بالصوت الجميل.
فضّلت المحطة أن يفتتح برنامجها الجديد معين شريف بصوته الجبلي، فكان الحوار معه أشبه بجلسة بين فنانين صديقين يتنافسان على تقديم الاغاني التراثية، والفولكلورية، والزجلية. ساعد المكان الذي صوّر فيه «غنّيلي ت غنّيلك» (إشراف مازن لحام) على نجاحه. في بيت جبلي في منطقة برمانا (محافظة جبل لبنان) جلس الضيوف، وهو المنزل نفسه الذي صوّر فيه برنامج «الوادي» (2005) الذي كانت بطلته هيفا وهبي. عكس المكان الهادئ روحية البرنامج، وتطابق مع هدف البرنامج، أي إظهار الفنان على طبيعته في جوّ مليء بالدبكة، والمأكولات اللبنانية، والحياة القروية، والترحيب بالضيف وإكرامه. ليس سهلاً إظهار ذلك الجانب من المغني، لأنّ الأخير يحرص دوماً على الظهور أمام مشاهديه في قناع «مثالي ومختلف»، متجنّباً الحديث في بعض الأمور. كشف علي الديك في «غنّيلي ت غنّيلك» بعض ذكريات طفولة معين شريف. للمرة الأولى، تحدّث الأخير عن والدته التي كانت تضربه بـ«النبريش»، بينما أخوه حلمي حاول قتله مراراً. وكشف شريف عن الفترة التي أمضاها في قبرص وهو يغنّي، ويجمع المال بطريقة مضحكة. وبدا خجولاً عندما تحدّث عن شعوره إزاء قبلته الأولى مع صبية تكبره بعشر سنوات.
وضعت قناة «الجديد» رهانها على «غنّيلي ت غنّيلك» في برمجة الخريف،. ويبدو أنها دخلت المنافسة بقوّة مع باقي البرامج التي تعرض في التوقيت نفسه. يلفت مصدر في «الجديد» إلى أنه سيتم تصوير موسم ثان من البرنامج في أوائل العام المقبل. ويشير إلى أن المحطة تسعى للمنافسة من خلال البرامج المحلية، وخصوصاً الفنية. يلتقي «غنّيلي ت غنّيلك» مع بعض البرامج التلفزيونية على غرار «صولا» الذي تقدّمه المغنية السورية أصالة نصري التي تستضيف زملاءها في منزلها. لكن لكلّ من علي الديك ونصري هوية خاصة في تقديم الضيوف ومحاورتهم. رغم نجاح البرنامج، إلا أنّ حضور الاعلامية غريس الريس فيه لم يترك أثراً، فربما عفوية علي الديك لا تفسح المجال أمام حضور أيّ إلى جانبه.