2013/08/05
خاص بوسطة_ ماهر منصور
مسلسلات رديئة بالجملة تحسب اليوم على الدراما السورية 2013، جاءت سطحية، بمعالجات درامية ساذجة وحلول إخراجية متواضعة، يتصدرها أعمال قامت بالكامل على وجوه شابة، كنا سنتابعها ونبتسم لدرامانا الولادة، لكن ما أن بدأ العرض حتى أدركنا أن ما ولدته درامانا هذا العام كان شاذاً، بعد أن جاء هؤلاء بمعالجات درامية سطحية، منها ما انحدر بسطحية طرحه حد التهريج الفكري وتسطيح قضايا هامة أثارت في سنوات سابقة كثيراً من الجدل وقت مقاربتها الدرامية، ومن المسلسلات من قدم مقاربة ساذجة، ربما تصلح لبرنامج أطفال لا لعمل درامي يحسب على دراما عرفت عربياً، بأنها دراما مسلية ومفيدة. ومن المسلسلات من جاءت بمعالجات درامية اعتباطية، كما لو أن مجتمعنا مجموعة من السذج والمرضى النفسيين ومحدودي التفكير والشواذ.
لا مضامين عميقة في كثير مما طرحته الدراما السورية هذا العام، ولا قيمة في الطرح ولا رسائل سامية، ولا حتى شغل فني يكتفي بوظيفة الدراما بوصفها وسيلة ترفيه وتسلية، وكل ما طفا على السطح من هذه المسلسلات نصوص درامية تعيش حالة مراهقة، تحت مسميات عديدة منها الجرأة ومنها ملامسة الواقع، ومنها طرق مواضيع لم يسبق للدراما طرحها. ولكن أي معنى للنزوع نحو الاختلاف، من دون الحفاظ على ألف باء البناء الدرامي لأي مسلسل؟ أين هي الحكاية الدرامية المتماسكة، التي تمضي خيوطها على نحو متواز ومتصاعد، أين هي الرواية التلفزيونية الاجتماعية، وأين هو النص الذكي، والأكثر من ذلك أين لعبة التشويق والإثارة في هذه النصوص الدرامية الجديدة؟
ولعلنا إذا ما أردنا إسقاط كل تلك الأعمال من قائمة الدراما السورية للموسم الرمضاني 2013، باعتبارها دراما هجينة ومشوهة لا تشبه ما سبقها، ربما نخلص متفائلين إلى القول إن الدراما السورية أنتجت أقل من خمسة عشر مسلسلاً هذا العام، يستحق أن ينسب لها، بوصفه انطوى على حد أدنى من المواصفات الفنية والفكرية للإنتاج الدرامي السوري المعتاد.
نعم لدى الدراما السورية، عموماً، مشكلة بنيوية في تكوين النص الدرامي السوري، ولديها مشكلة في آليات تسويقه وتنفيذه، وتغييب أهم كتابها ومخرجيها، وجاء الحدث السوري ليدفع بكتاب ومخرجين وممثلين عديمي الموهبة إلى الواجهة، لتصير الدراما السورية معهم من دون نصّ ولا صورة، بعد أن كان النص والصورة هما البطل.