2013/08/01
سعاد زاهر – الثورة
كما في كل عام ننتظرها...ونتابعها...لان القنوات في شهر رمضان توقف كل شيء إلا دراماها...كان لطعم الانتظار هذا العام إحساس مختلف...كنا نترقب حكايا مختلفة تخطفنا إليها رغما عنا...تبعد عنا شبح مانعيشه...وتقدم جديدا لم نعهده!
أحداث كثيرة عصفت بمنطقتنا العربية...ولاشك أنها ستعصف بمسلسلاتنا...فليس معقولا أن تمر كل هذه الأحداث والتحولات...الكارثية..دون أن تحرك الفكر والإبداع العربي...ليظهر للنور...إبداع درامي مختلف...يومض للمشاهد بفكرة أخرى تتخطى كل ماعودته عليه سابقا دراما اتسمت موضوعاتها بالركود والحياد غالبا..وجره للخلف...قسرا.. فهل فعلت؟
ثلاثة أنواع هي الأكثر انتشارا على الفضائيات...
الدراما السورية...سواء في حضورها على الشاشات المحلية ،أو العربية...فهي تثبت أن الأزمات وان كانت قد نالت بشكل ما...من الكم الكبير الذي كان ينتج سابقا...إلا أنها لازالت تطور ذاتها تحاول الاقتراب من الآني الحارق...بلمحات خفيفة تومض ولا تحرق عملا دراميا كاملا...ابتعادها عن الغرق المباشر بعفن السياسي..ونبشها في الإنساني...وتوظيفه... بما يخدم الهدف الفني...نجاها من الوقوع في فخ الآني،حين يعجز عن تأسيس عمل فني يحتفظ بمشاهديه،مهما كانت التقلبات...
الدراما المصرية..مازالت تعتمد عموما..على دراما النجم الواحد...هكذا نجد عادل امام يطل علينا بطلا مطلقا...رغم خفوت مقومات نجوميته...في حلقات متسلسلة هو نجمها الأوحد..في مسلسله العراف...كذلك تفعل ليلى علوي...ويسرا...الهام شاهين..
أما الموضوعات فغالبا ماتدور في زواريب اجتماعية مختارة السلامة والابتعاد عن الآني...وهو يبدو في هذا الظرف المصري...خيارا ذكيا...لان موجة التحولات السياسية المصرية...اجتاحت الفني وأرغمت بعضها على الانسحاب... بعدما غرق في السياسي بشكل مباشروتبنى موقفا بناء على معطيات ومواقف سياسية،دون ان يتمكن من الدراما الخليجية...البذخ وضخامة الإنتاج...لم تستطع ان تخفي ضعف نصوصها وتقنياتها الفنية...وغرقها في محلية..جعلتها تتقوقع...دون أن تنجح مساحات البث الكبيرة التي تخصصها لها الشاشات باجتذابنا...حتى الآن!
لاشك أن الدراما العربية عام إثر آخر تثبت أنها مهما عصفت الأحداث خارجها..ومهما تنوعت الأقلام...ومهما تزايدت مواهبها...وكوادرها...تبقى حبيسة..متقوقعة...يحكمها رأسمال ظالم ..يمرر رسائله تاركا إياها لاتختمر أبدا!