2013/07/20
لؤي ماجد سلمان – تشرين
مع بداية شهر رمضان الكريم بدأت المحطات الفضائية سباقها، وباشرت بفرد أشهى الموائد أمام المشاهدين، إذ نادراً ما نجد فضائية عربية لا تحاول إثبات مهارتها في صناعة ما لذ وطاب من أنواع المأكولات والحلويات، بما فيها القنوات الفضائية السورية التي أصرت أن هناك طريقاً واحداً للوصول إلى قلب جمهورها، وهو معدته.
المتابع للقنوات الفضائية السورية يجد أن القاسم المشترك الوحيد بينها في شهر الصيام هو بيت المونة، والكل يحرص على البقاء في المطبخ لكن بطريقته، الفضائية التربوية استطاعت إيجاد برنامج «سلوكيات رمضان» لتبين للمتابعين فوائد السمك وتفوقه على أنواع اللحوم الأخرى وفوائد البهارات المستخدمة وغيرها من مواد غذائية ولا تخرج من المطبخ الرمضاني، أما الفضائية السورية فخصصت برنامجاً لتعليم سيدة البيت أشهى أنواع الطبخات عن طريق شيف ماهر في صناعة الكبة المشمشية، والفروج المسخن، والسمكة الحرة.
سورية دراما أيضاً تحاصرنا، حتى تعتقد أن كل الاستوديوهات ومواقع التصوير تحولت إلى مطابخ، من برنامج بهارات فنية التي تقوم فكرته على توضيح الفشل الذريع لأهل الفن في مسائل الطبخ، فإحداهن لا تتقن إلا الشاكرية ونجدها لا تميز بين اللبن والرز، والأخرى تفاخر بأنها لا تعرف الطبخ إلا عن طريق «الديلفري» أما الممثل أحمد مللي فصرح وبجرأة أنه يتقن طهو «الجظ مظ» فقط، لكنه صنع كرمى لعيوننا نحن المشاهدين صينية بطاطا مع فروج وفطر بأنامله، تتابع القنوات السورية عبر أعمالها الدرامية «زنود الست» التي تتزعمه الفنانة وفاء موصللي بتقديم كل يوم وصفة جديدة، ومنها الكبة المشمشية، لكن برؤية إخراجية مختلفة، وحمام محشي بالفريك على الطريقة المصرية، وغيرها من الأكلات الشهية، وفي «زمن البرغوت» نجد المناسف، والخواريف المغدورة تتمدد على الشاشة، وفي مضافة المختار لا يكتمل المشهد من دون جاطات الموز والمشمش، والغريبة والبرازق. وهذا ينطبق أيضاً على برنامج «حكاية طبخة» الذي يتحدث عن الطبخ مقترناً ببعض الأمثال الشعبية!.
نشكر القنوات السورية على اهتمامها بأطباقنا الرمضانية، والقائمين على أكلة الكبة المشمشية من مصورين ومعدين ومخرجين، لكن نتمنى عليهم أن يبحثوا عن فرص طعام أرخص، يكون لدى المواطن السوري فرصة للحصول عليه في ظل الأزمة وارتفاع الأسعار الصاروخي، أو تقديم اقتراح للبنوك والمصارف بمنح المواطن قروضاً شخصية لطبخة الكبة المشمشية، أو قروض مشاو بفوائد بسيطة، لأن بيوت المونة خاوية هذا العام، ولا تناسب تطلعات محطاتنا الفضائية، وعذراً منهم لن نتمكن من مجاراة وصفاتهم الغذائية التي تعتمد على اللحوم والأسماك، وعائلة القلوبات من الجوز واللوز والصنوبر، ونحيطكم علماً بأن لدينا وقية صنوبر بحالة جيدة إنتاج 2010 معروضة للبيع بداعي السفر، والسعر بعد المعاينة.