2013/07/11
وسام كنعان – الأخبار
قبل أيام، كان المخرج السوري سيف الدين السبيعي يتناول كوب شاي، ويأخذ قسطاً من الراحة برفقة أصدقائه في بيروت، وإذا بأحد معارفه يرسل له صورة لوالده النجم المخضرم رفيق السبيعي عبر «الواتس أب» وهو يجلس في أحد مقاهي الحمرا، وسط حشد من السوريين واللبنانيين أحاطوا «أبو صياح» بمحبتهم، رغم أنه تخلى عن الشروال والقبعة البيضاء ورمى الخيزرانة، لكنّه ظلّ بشاربيه الأبيضين. والجمهور اللبناني يعرفه بأدواره الخالدة برفقة «حسني البورظان» و«غوار الطوشة» أيام زمان. لم تمض سوى دقائق حتى كان صاحب «الحصرم الشامي» يقبل يدي والده حسب العادة الشامية القديمة، ويجلس برفقة بعض صناع الدراما السورية وممثليها، ومنهم الممثل حسن عويتي، ومدير الإنتاج سامر الطويل، والممثل الشاب جيرار آغا.
هكذا، التقط عابرو الشارع البيروتي الشهير صوراً تذكارية مع نجم الشام القديمة، وراح الحديث يدور على رنة صوته الفولكلورية التي تشكل تفصيلاً دقيقاً في سجل الفنون التي طرحت أعمالاً عن تاريخ دمشق المتخيل أو الموثق. بعد اطمئنانه على ابنه، يخبرنا «أبو صيّاح» أنه جاء إلى بيروت بدعوة من «مركز التقدم المشرقي» الذي عقد مؤتمراً تحت عنوان «اللقاء المشرقي دفاعاً عن سوريا»، بحضور مثقفين وصحافيين سوريين ولبنانيين وفلسطينيين وأردنيين وعراقيين.
وقد وجهت دعوة رمزية لرفيق السبيعي بسبب أغانيه الوطنية التي ركزت على المفاهيم القومية. في حديث عابر وودي معه، يكشف السبيعي لـ«الأخبار» أنّه لا يزال يقيم حتى الآن في عاصمة الأمويين التي لا يغادرها إلا لأيام من أجل رحلة عمل سريعة. وعندما نسأل عن الوحدة التي يعيشها بعد تشبثه بقرار بقائه في منزله القديم في بناء الفنانين على أوتوستراد المزة، وقد انفصل عنه أبناؤه وأحفاده ورحلت زوجته عن هذه الدنيا، يجيبنا بأنّه يتقاسم تفاصيل هذه الوحدة مع صديقه القديم أبو عرب الذي انتقل للعيش معه بعدما ارتفع التوتر في مدينته قدسيا.
في هذا الموسم، اكتفى الممثل المخضرم بإطلالة رمضانية وحيدة هذا الموسم من خلال مسلسل «قمر شام» للسيناريست الشاب محمد خير الحلبي والمخرج مروان بركات («الشارقة»، «شروق»، lbci، «البغدادية»، «سوريا دراما»، «مجان») إلى جانب بسام كوسا ونخبة من نجوم الدراما الشامية. يحكي «فنان الشعب» عن دوره بأنّه «أحد وجهاء الحارة ثم يتحول إلى زعيم الحارة».
إلا أن نجم «أيام شامية» يرى أنّه بات يكرر نفسه في السنوات الأخيرة، رغم الجهود التي يبذلها صناع الدراما لإظهاره بشكل مختلف، غير أنّ التكرار بات سيد الموقف. يتوقف قليلاً ويستطرد: «أجمل دور قدمته في العقد الأخير كان دور «طوطح» في مسلسل «طالع الفضة» لسيف الدين السبيعي». في هذا العمل، أدى السبيعي شخصية رجل يهودي يعشق الموسيقى ويضرب عرض الحائط بالطقوس الدينية. وقد سبق للمخرج أن رشّح دريد لحام للدور. يرى «أبو صيّاح» أنّ شريكه القديم «غوار» قد أخطأ عندما اعتذر عن عدم أداء هذا الدور الذي أشاد به الجمهور والنقاد.