2012/07/04
بوسطة
أوضح الفنان دريد لحام أنه أوقف عرض مسرحيته "السقوط" على المسارح العربية لأن الجو لم يعد مهيئاً لمتابعة العروض، واعداً بمتابعة عرضها «عندما تذهب الأمور باتجاه الهدوء والعقلانية في التصرف».
وفي حوار أجرته معه صحيفة "دار الخليج" الإماراتية، نفى لحام أن يكون للمسرحية علاقة بالثورات العربية الجارية في المنطقة، قائلاً: «المسرحية لم تستبق أي حدث، ولكنها تتحدث عن أسباب ضعف العالم العربي، هذه الأمة التي تملك مقدرات لا تملكها أمة أخرى على الكرة الأرضية وثروات اقتصادية هائلة والثروة الإنسانية، ولكننا نراها بلداً ووطناً ضعيفاً، وكما يقال إن هذه الأمة فيها إمكانات لو أحسن تسييرها لغيرت وجهة التاريخ».
وعن العوائق التي تحد من تطور الأمة العربية، قال لحام: «عدم الالتفاف حول رأي واحد، ونحن نتمنى أنه كلما اجتمعت الجامعة العربية خرجت برأي موحد نحو مسألة ما، وألا يكون هناك خلافات حول أي مذهب، وليست المشكلة في وجود 22 دولة عربية ونظام حكم وزعيم سياسي، بل في إزالة الحدود عن التفكير، لأنه عندما تزول الحدود سنصبح أمة واحدة فعلاً، ولكن طالما هناك تباين لن يتم استغلال طاقات هذا الوطن العظيم».
لجام أبدى أسفه لأن «المسرح العربي ليس بخير، واستبشرت خيراً للحراك المسرحي في مهرجان الشارقة، لأنه سيولّد إن شاء الله (عدوى خيّرة) لبلدان عربية أخرى، في سورية مهرجان سنوي عربي للمسرح، لكن هذه السنة بالتأكيد لن يقام بسبب الظروف الأمنية».
ورداً على سؤال حول موقفه مما يجري في سورية حالياً، قال لحام: «أنا سوري عربي وأتمنى ألا تحرق وجهات النظر المتضادة بلدي، هذا البلد الذي أعشقه والذي يضم ترابه رفات أبي وأمي وأجدادي، والأمر لن يستوي إلا بجلوس كل الأطراف للتباحث في كيفية الخروج من هذه الأزمة وليس تعميقها».
ودعا لحام إلى «العقلانية وتشكيل قوة ثالثة، كي لا يحترق وطن عزيز على الكل، سواء أكانوا مع أو ضد»، وأضاف أن "القوة الثالثة" هي «مجرد طرح، إلا أنها عموماً قوة سورية من الداخل تحاور الكل لحثهم على أن يحاوروا بعضهم بعضاً إنقاذاً للبلد وتاريخه وموقعه، لأنه ليس من المعقول أن نجد كل الأمور سيئة خلال 24 ساعة، بمعنى أنه قبل 14 آذار كانت الأمور بخير وفي 15 آذار لم تعد بخير، لذا لا يتهيأ لي أن هذا التحول السريع من الخير إلى اللاخير سيتم بهذه السرعة، وهذا دليل أن هناك مسبباً ما، ولكني لا أعلمه».
ورأى لحام أن الفنان جزء من الشارع السوري، وأن المشكلة بين الجميع أنه «لا أحد يريد أن يسمع الآخر، وقد نكون أكثر الناس مطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ولكننا لا نعرف أن نعيش الديمقراطية، لأننا لو فهمناها يجب أن نسمع الرأي الآخر وأن نحترمه، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الكل غير ديمقراطيين، سواء من المعارضة أو الموالاة، لأنهم غير مستعدين لأن يسمعوا بعضهم بعضاً».
كما اعتبر لحام أن حرص بعض الفنانين على التعبير عن رأيهم بشكل علني مع أو ضد "النظام" في سورية، أمر خاطئ، «لأنه لا يجوز أن يكون الفنان مع هذا وضد الآخر، لأن الاثنان أبناء بلد واحد، ولو فعل ذلك فإنه سيدعم انقسامهما، لذا عليه أن يأتي بالطرفين إلى جنبه، لا أن ينضم لجانب أحدهما»، نافياً في الوقت نفسه أن يكون قد اتخذ موقفاً حيادياً في الأزمة السورية: «ليس حياداً أن تقف بين اثنين، بل إنه قمة الموقف، لأنك لست راضياً عن الانقسام الخطر في الرأي، وبالتالي أنت صاحب موقف».
وأبدى لحام رفضه لـ "قوائم العار" التي تم تصنيف الفنانين السوريين فيها، وقال: «فظيع أمرها، لأنه مثلاً وضع اسمي باثنتين من قوائم العار، واحدة للموالاة وأخرى للمعارضة، ولا المعارضة راضية عني ولا الموالاة، وهنا أقف وأقول، ما هذا القصور عن فهم معنى الرأي والرأي الآخر، وهو ما يقودني للقول إن هناك قصوراً في هذا الموضوع وهناك مَنْ لا يريدون أن يسمعوا ويفهموا من الطرفين».
لحام نفى أنه قال على أحد المواقع الإلكترونية أنه طالب بقتل المتظاهرين، وقال:«لم أقل ذلك إطلاقاً، وللإضافة إنني قرأت على الإنترنت أن لديّ فيلماً مع مريام فارس، وللعودة إلى سؤالك، فإنه عندما سألوني عن مسألة الجيش، قلت إن أي جيش في العالم مهمته حماية حدود وطنه وحدود السلم الأهلي وتحدثت عن لبنان وانتشار الجيش للمحافظة على السلم الأهلي، والمقابلة مسجلة وموجودة عندي وفي التلفزيون نسخة منها، ولتأكيد صحة ما أقول فإنني لست مفتياً كي أفتي أن هذا كافر وهذا ملحد وما شابه، ولا يتهيأ لي أن يكون هناك فنان يقبل أو يفتي بالقتل، الأمور متروكة لمن يستطيعون الإفتاء».
وعن مسلسل "خربة" الذي تضمن إسقاطات سياسية عن الوضع في سورية، أوضح لحام: «صحيح، لأن الكاتب عندما بدأ بالكتابة كانت قد بدأت الأزمة في سورية وأراد أن يستفيد منها وأن يجعل نصه أكثر معاصرة ولم يذهب بالمسلسل بالاتجاه السياسي، بل وضع بعض لمسات بسيطة تعبّر عن اللحظة»، مشيراً إلى أنه ليس لديه أي عمل درامي في الوقت الحالي، لكنه لو خير فإنه سيختار العمل الذي يعبر عن أن الوطن أمُّ للجميع.